قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

في ذكرى وفاة الأم تريزا|نعاها رئيس وزراء باكستان ووصفوها "بالأمم المتحدة"

الأم تريزا - أرشيفية
الأم تريزا - أرشيفية
×

تحل اليوم، الأحد5 سبتمبر،ذكرى وفاة الأم تريزا الراهبة الكاثوليكية والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام1979، والتي كانت ترعى وتهتم بالمرضى والفقراء والأيتام والمسنين لمدة تزيد عن 45 عاما في الهند من خلال منظمة خيرية أنشأتها وأسستها لهذا الغرض.

وفيما يلي يعرض "صدي البلد" أهم المعلومات عن الأم تريزا راعية الفقراء والمساكين في الهند والعالم..

نشأة الأم تريزا

اسمها الأصلي "آغنيس غونكزا بوجاكسيو" ولدت في 26 أغسطس 1910 في بلدة إسكوبية عاصمة جمهورية مقدونيا، والتي كانت تابعة لولاية قوصوه في الدولة العثمانية، لعائلة مسيحية كاثوليكية متدينة أصلها من ألبانيا.

هاجرت العائلة في وقت لاحق إلى يوغسلافيا حيث عمل أفرادها في الفلاحة، وتعلمت آغنيس في بداية حياتها في مدرسة تابعة للرهبانية اليسوعية اليوغسلافية، وعندما بلغت سن العاشرة توفي أبوها فازدادت تعلقاً بالإيمان، وفي نوفمبر 1928 أُرسلت إلى دبلن في إيرلندا للدراسة والتأهيل الديني.

دخلت آغنيس في سلك الرهبنة في عام 1931 واتخذت لنفسها اسم الأخت تريزا، وفي عام 1948 بدأت الأم تريزا بالاهتمام بالأطفال المهملين، وعلى إثر ذلك خلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق الذي عرفت به فيما بعد، حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يقدم العناية الطبية والتمريض، ولما لم ترض توجهاتها مسؤولي الدير اضطرت إلى الاعتماد على نفسها في البداية، قبل أن تصلها المعونة من متبرعات أخريات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.

وفي عام 1957 اهتمت الأم تريزا بموضوع المجذومين وعمدت إلى العناية بهم، ومع اتساع نطاق عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963 الخاصة بالرهبان.

وعندما بلغت الخامسة والسبعين من عمرها، ذهبت إلى إثيوبيا لمساعدة المنكوبين هناك واغاثتهم بعد أن تفشت المجاعة في بلادهم وتشرد على إثرها الآلاف.

لم تهتم الأم تريزا بالمال يومًا، فقد عُرفت برفضها للمال والتبرعات المالية، وكانت تصر على المساعدة والمشاركة الشخصية.

الرحلة التبشيرية للأم تريزا

بدأت الأم تريزا العمل التبشيري مع الفقراء عام 1948، مستبدلة زيها الديني التقليدي في دير لوريتو بساري قطني أبيض بسيط بخطوط زرقاء، واعتمدت الجنسية الهندية، وقضت عدة أشهر في باتنا "مدينة هندية" لتلقي تدريب طبي أساسي في مستشفى العائلة المقدسة وتجرأت على العمل في الأحياء الفقيرة.

وأسست مدرسة في موتيجيل في كلكتا، قبل أن تشرع في التوجه للعمل مع الفقراء والجوعى، بينما في عام 1949 انضمت إلى الأم تريزا مجموعة من الشابات وضعت بهم أساساً لجمعية دينية جديدة تساعد "أفقر الفقراء".

جذبت جهود الأم تريزا انتباه المسؤولين الهنود، بما فيهم رئيس الوزراء، وكتبت في مذكراتها أن عامها الأول كان محفوفاً بالصعوبات، فلم يكن لديها دخل، وتعرضت للعديد من الصعوبات لجلب الطعام والإمدادات، وعانت من الشك والوحدة وإغراء العودة إلى الحياة المريحة في الدير، فكتبت في مذكراتها: "ربنا يريدني أن أكون راهبة حرة محاطة بفقر الصليب، اليوم تعلمت درساً جيداً، لا بد أن فقر الفقراء صعب جداً عليهم. أثناء بحثي عن مسكن، مشيت ومشيت حتى آلمتني رجلاي وذراعاي، فكرت كم عانوا حتى آلمتهم أجسادهم وأرواحهم، البحث عن مسكن وطعام وصحة، ثم أن الراحة في دير لوريتو بدأت تغريني "ما عليك إلا أن تقوليها، وسيكون ذلك كله لك ثانية"، ظل الإغراء بالعودة ينادينى من حرية الاختيار، إلهي، ومن منطلق حبي لك، أرغب في البقاء وأن أعمل وفق مشيئتك المقدسة. لم أسمح بنزول دمعة واحدة".

العملي الخيري الدولي للأم تريزا

كانت الأم تيريزا تجيد خمس لغات "اللغة البنغالية، والألبانية، والصربية، والإنجليزية والهندية"، قامت بعدة زيارات خارج الهند لأسباب إنسانية، وكانت دائما تقول: "بالدم، أنا ألبانية. بالمواطَنة، أنا هنديّة. بالإيمان، أنا راهبة كاثوليكية. أما عن دعوتي، أنا أنتمي إلى العالم. أما عن قلبي، فأنا أنتمي كلياً إلى قلب يسوع."

وفي عام 1982، في ذروة حصار بيروت، أنقذت الأم تيريزا 37 طفلاً كانوا محاصرين في مستشفى على الخطوط الأمامية خلال الوساطة لهدنة وقف مؤقت لإطلاق النار بين جيش الدفاع الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين، وسافرت بصحبة عاملين في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الحرب ووصلت للمستشفى لإخلاء المرضى الصغار.

وعندما شهدت أوروبا الشرقية انفتاحاً متزايداً في أواخر الثمانينيات، وسعت الأم تيريزا من جهودها في الدول الشيوعية التي لم ترحب بمبشري الجمعيات الخيرية، فقد بدأت بتأسيس العشرات من المشاريع غير عابئة بالانتقادات التي طالتها لوقوفها ضد الطلاق والإجهاد، فكانت تقول: "بغض النظر عما يقال، يجب أن تقبل ذلك بابتسامة والقيام بعملك".

وزارت الجمهورية الأرمينية السوفيتية الاشتراكية بعد زلزال أرمينيا 1988، والتقت برئيس مجلس الاتحاد السوفيتي نيكولاي ريجكوف.

كما سافرت الأم تريزا لمساعدة الجياع في إثيوبيا، وضحايا الإشعاع في تشيرنوبل وضحايا الزلزال في أرمينيا، وفي عام 1991، عادت إلى ألبانيا للمرة الأولى، وأسست أخوية خيرية في تيرانا.

وبحلول عام 1996، قامت الأم تيريزا بإدارة 517 بعثة في أكثر من 100 دولة، ونمت بعثاتها الخيرية من إثني عشر إلى آلاف، وخدمت "أفقر الفقراء" في 450 دولة حول العالم.

وأسست أول الجمعيات الخيرية التبشيرية في الولايات المتحدة في منطقة برونوكس الجنوبية في نيويورك، وبحلول عام 1984، كانت الجماعة تدير 19 منشأة في أنحاء البلاد.

وفاة الأم تريزا

تعرضت تريزا لنوبة قلبية في روما عام 1983 أثناء زيارتها للبابا يوحنا بولس الثاني، وأصيبت بعدها بنوبة قلبية ثانية عام 1989، استعانت بناظمة قلبية اصطناعية.

وفي عام 1991، وبعد إصابتها بذات الرئة في المكسيك، تعرضت لمشاكل إضافية في القلب، وفي أبريل 1996، تعرضت للسقوط وكسرت عظمة الترقوة، كما أصيبت بعد أربعة أشهر بالملاريا وقصور القلب.

وعلى الرغم من أنها خضعت لجراحة في القلب إلا أن صحتها أخذت في التراجع بشكلٍ واضح.

وتوفيت في 5 سبتمبر في عام 1997، كان عدد الأخوات المنتميات للتبشيريات الخيرية التي أسستها الأم تيريزا أكثر من 4000 وعدد الأخويات المرتبطة بها 300 أخوية، تدير 610 إرسالية تبشيرية في 123 دولة.

وشملت هذه الأعمال مساكن ودور إيواء للمصابين بالإيدز والجذام والسل، ومطابخ لتقديم الحساء، وبرامج رعاية أطفال وأسر ودور أيتام ومدارس، وساعد مبعوثي التبشيريات مساعدون بلغ عددهم أكثر من مليون بحلول التسعينات.

وضع جثمان الأم تريزا في سانت توماس في كلكتا لمدة أسبوع قبل دفنها، وأقامت لها الحكومة الهندية جنازة رسمية امتناناً لخدماتها في مساعدة الفقراء من جميع الأديان في البلاد.

وأحزن موت تريزا مختلف الطوائف العلمانية والدينية، وقال عنها نواز شريف رئيس وزراء الباكستان: "كانت شخصية نادرة وفريدة من نوعها، عاشت طويلا لأهداف سامية، كان تفانيها لخدمة ورعاية الفقراء والمرضى والمحرومين أحد أعلى الأمثلة في خدمة الإنسانية".

بينما قال عنها أمين عام الأمم المتحدة السابق خافيير بيريز دي كويلار "إنها الأمم المتحدة، هي السلام في العالم".