الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آية السيد تكتب: الفراغ الذى فى قلبك

صدى البلد

كثيراً ما نشعر بفراغ فى قلوبنا ونفوسنا وحياتنا خاصاً اذا مررنا بهذه الحاله التي يسمونها حب وشغف عنيف والتى فى أغلب الأوقات تنتهي بالفراق، وننتهي الى هذا الفراغ الى ما لا نهايه حتي يأتي شخصاً آخر يشغلة او ننتبة الى أننا كاملون ولا نحتاج الى أشخاص او أشياء تملأ هذا الفراغ لأنهم دائماً مغادرون، مفارقون وان كان في أسوا الحالات بالموت.

لماذا نملأ فراغات قلوبنا بالأشياء الراحلة؟ لماذا لا نملأه بالأشياء الأبدية؟

القلب مُصمم لملأة بالله، المسبب ولا مانع ان تضع في عقلك المسببات ولكن عندما تملأ قلبك بالمسببات فالنهاية واحدة وهي كسور وفراغات فى القلب. 
على سبيل المثال اذا نفذ منك بنزين سيارتك، لا يمكنك الوصول الى وجهتك، يجب أن تعيد ملئها بالبنزين اولاً، ولكن ماذا لو نفذ منك البنزين وأنت علي طريق سفر ولا يوجد مكان ليساعدك، هل تسطيع ان تضع لها عصير مما تحمل لكي تعمل سيارتك وتصلك لوجهتك؟!
بالطبع لا واذا فعلت ذلك ستُحدث لسيارتك أضرار رهيبة وهذا هو حال القلب عندما تملأة بالمسببات، بالناس، المال، الواجهة الأجتماعية او العمل لأن كل هذا راحل يوما ما أو سترحل أنت وتتركة لأشخاص آخرين، ولا أعني ان كل هذا ليس مهم بل هو من الأساسيات فى الحياة..
ولكن هذة هي مسببات الحياة ومُتطلباتها إذا وضعت هذا فقط نصب عينيك ستعيش تجمع فيها وسيكون عبئاً وهم عليك وبالنهاية ستتركها لغيرك شئت ام أبيت فكلنا راحلون ولكن إذا ملأت قلبك بالله وكنت بالوعي الكافي لتُدرك ان هذة مسببات يجب ان تكون في عقلك وبنسبة ضئيلة جداً فى قلبك، اذا وضعت الأشياء فى أحجامها الحقيقية ستعيش من أسعد الناس.

فى 1987 آرثر كين قتل واحد وجرح آخر من سماسرة البورصة ثم قتل نفسة عقب خسارتة فى البورصة مبلغ ٦.٥ مليون دولار ولا تتعجب فمن يعلم اذا كنت مكانه ماذا ستفعل، فإنه مبلغ كبير من المال وهذا ما وضعة فى قلبة ونصب عينيه فعندما خسره لم يتبقي له شئ آخر فى الحياه يعيش من أجله.. مع العلم أن ما تبقي له من مال كان ٦٠٠ الف دولار وكل ما خسرة من مال كان قد كسبه فى البورصه من الأساس. 
لا تضع فى قلبك المسببات حتي ينكسر قلبك وتبقي انساناً مفرغاً من الداخل تبحث عن اى شئ يملأ فراغك ولن تجدة لأن ليس من تصميم القلب أن يحتوى على المسببات فقط والأصل أن يحتوى على المسبب وبنسب صغيرة على المسببات لأنك بالطبع ستحب زوجتك وأولادك بقلبك 
ولكن حذار من أن تصل الى درجة الحب التى ذكرت فى الحديث لُمحمد عليه الصلاه والسلام: حُبك لشئ يُعمي ويَصُم. فحاول أن تحتفظ بعقلك وأنت تحب لكى لا ينكسر قلبك، وضع كل شئ فى موضعة.