EN
تعاني البشرية من العديد من الأمراض المزمنة التي تضرب الإنسان وتهدد سلامته وسلامة من حوله،وبدأنا نرى أمراضا لم نسمع عنها من قبل ولم يكن يعرفها إلا القليل لكن مع ظهور فيروس كورونا «كوفيد – 19» الذي أصبح كالضوء الذي سُلط على جميع الأمراض التي لم نكن نعملها وخاصة الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي للإنسان.
ومن هذه الأمراض مرض التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي أو مرضMS، الذي يعتبر مرض العصر ويصيب الفئة العمرية من 20 – 40 عاما لذلك عرف بأسم مرض الشباب.
وفيما يلي يعرض «صدى البلد» أهم المعلومات عن مرضMS أو التصلب المتعدد..
مرض العصر
يعتبر مرضMSMultiple Sclerosis»» من الأمراض التي لا يعرف عنها الكثير، كما أنه يعتبر من الأمراض المناعية حيث تهاجم المناعة الجهاز العصبي ويتسبب في إتلاف غشاء المَيالين المحيط بالأعصاب و المسؤول عن حمايتها.
وعند حدوث هذا التلف بالأعصاب يتم التأثير سلباً على اتصال الجهاز العصبي بالمخ مع بقية أعضاء الجسم. وعلي المدي البعيد قد يتم حدوث ضرر بالأعصاب نفسها وفي الكثير من الأحيان يكون الضرر غير قابل للإصلاح.
أعراض مرض التصلب المتعدد
تُعتبر أعراض التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي كثيرة ومتنوعة مما يُصعب من تشخيصها أو متابعتها خاصة في الفترة الأولى، تختلف الأعراض علي حسب الجزء المُصاب من الأعصاب وشدّة الإصابة، ومن أعراض المرض:
التهاب العصب البصري (Optic Neuritis)
وهذا الالتهاب قد يؤدي إلى مشاكل بـ الإبصار حيث يمكن ان تصبح الرؤية مزدوجة، ضبابية او غير واضحة من الأساس. وقد يصاحب هذا الالتهاب أوجاع بالعين خاصة عند تحريكها. وقد ينتج عنه فقدان كُلي او جزئي للنظر، وعادة لا يصيب كلتا العينين في نفس الوقت ولكن يصيب إحدى العينين على انفراد.
مشاكل بالاتزان
حيث يُعاني مريض التصلب المتعدد أوالـ MS من عدم اتزان أثناء المشي وغالباً ما يكون بسبب فقدان التنسيق بين أعضاء الجسم المختلفة.
مشاكل بالحركة
حيث يُعاني مريض التصلب اللويحي من ثقل أثناء الحركة.
مشاكل بالاحساس
قد يشعر مريض التصلب المتعدد بشعور مثل ضربة كهربائية عند تحريك رأسه، وايضاً قد ينتج عن مشاكل الإحساس شعور بالحكة أو أوجاع متفرقة بالجسم.
مشاكل بالاخراج
حيث يعاني مريض الإم إس من عدم التحكم بالإخراج احياناً مما يسبب للمريض الكثير من الضيق والشعور بالحرج.
كما يمكن أن يؤثر التصلب المتعدد أو الإم إس على الذاكرة والتركيز وأيضاً قد يعاني المريض من الإرهاق المستمر، مما قد يؤثر سلباً على قدرته على إتمام مهامه المعتادة والواجبات المطلوبة منه بشكل طبيعي.
الفحوصات والأشعات اللازمة للكشف عن المرض
أشعة الرنين المغناطيسي بالصبغة على المخ والنخاع الشوكي
تؤكد هذه الأشعات وجود تلف بغشاء المَيالين المحيط بالأعصاب والتي تظهر كبطَش بيضاء اللون بأشعة المخ الخاصة بالمريض وهذه البُطش عادةً لها مكان وشكل محدد، ولكن وجود مثل هذه النقاط البيضاء لا يؤكد بالضرورة وجود الإم إس نظراً لوجود العديد من الأمراض الأخرى المشابهة له مثل مرض الNMO وهو يُعتبر توأم التصلب المتعدد، ومرض بهجت أو التهاب الأوعية الدموية وهنا يأتي دور طبيب المخ والأعصاب المتمرس للقدرة على التفرقة بينهم بصورة صحيحة.
فحوص الدم
والتي بدورها تستطيع أن تساعد في استبعاد وجود أمراض أو التهابات أخرى، والتي من الممكن أن تسبب نفس أعراضMS.
البزل القطني (أو ما يُعرف بlumbar puncture)
من خلال هذا الفحص يتم استخراج عينة صغيرة من سائل النخاع الشوكي للمريض الذي يتواجد في القناة النخاعية في العمود الفقري، ويتم فحص هذا السائل معملياً وتساعد نتائج هذا الفحص على تأكيد أو نفي وجود خلل له علاقة بمرض التصلب المتعدد، مثل وجود نسب غير طبيعية من كرات الدم البيضاء أو البروتين.
كما يمكن أن تساعدنا على نفي وجود أمراض فيروسية أو أمراض أخرى من الممكن أن تسبب للمريض أعراضًا مماثلة لأعراض التصلب اللويحي.
التدفعات العصبية (Neuralimpulses)
في هذا الإجراء يتم قياس الإشارات الكهربائية التي يرسلها المخ كرد فعل على المحفزّات المختلفة. في هذا الفحص يتم استخدام المحفزّات البصرية أو المحفزّات الكهربائية، لليدين والرجلين.
علاج مرض التصلب المتعدد أوMS
يتم على ثلاث محاور رئيسية، وهم:
المحور الأول: علاج الهجمة الحقيقية
يتم عن طريق محلول مركز من الكورتيزون بالوريد لكي يتم السيطرة على الالتهاب ومن ثم الهجمة. ويتم الإستمرار عليه لمدة ٥ أيام وبعدها يقرر الطبيب الإستمرار على أقراص الكورتيزون بالفم من عدمه.
المحور الثاني: علاج الأعراض
مثل الإرهاق، عدم التركيز، الإكتئاب، أو عدم التحكم في الإخراج، ويجب علاج هذه الأعراض حتى يستطيع المريض الاستمتاع بجودة حياة أفضل.
المحور الثالث: تعديل المسار المناعي للمريض
من خلال بعض الأدوية التي تحجم النشاط المناعي على المدى البعيد حتى نستطيع السيطرة على هجمات الجهاز المناعي على أجهزة الجسم المختلفة.
وقد اعتمدت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ١٧ دواء من سنة ١٩٩٣ حتى الآن للسيطرة على نشاط التصلب المتعدد أو الإم إس.
