الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سهام محمد محمد تكتب: أين حقي يا أخي؟

صدى البلد

صادفت موقفًا أصابني بالحزن والأسف على حال امرأة  كانت تركب بجواري في السيارة أثناء عودتي إلى منزلي،

 كان يبدو على وجهها آثار الحزن والضيق مما جعل الفضول يراودني أن أسألها عما بها، ولكن سرعان ما قضت امرأة أخرى كانت تركب بجوارنا على هذا الفضول،

 حيث بادرت بسؤالها : ماذا بكِ يا أختي؟

 ما سبب كل هذا الحزن الذي يبدو على وجهكِ؟

 وحينئذٍ انتبهت جيدًا كي أعرف سبب حزن هذه المرأة الذي أثار انتباهي من أول ما رأيتها،

 فأجابتها هذه المرأة قائلةً:" منه لله أخويا، أكل ميراثي حسبي الله ونعم الوكيل فيه"

 ومن هنا اشتركت معهما في الحديث، وأخذت أسألها عن تفاصيل قصتها مع أخيها ،والتي أوردت لنا من خلالها مدى قساوة أخيها الوحيد الذي حرمها من حقها في ميراث والديها؛

بحجة أن البنت لا ترث ، وأن ميراثها يتمثل في  جهازها وهي تتزوج. ومن هنا اعتراني الهمّ والأسف على حال تلك المرأة المسكينة التي حُرمت من ميراثها الشرعي الذي أوجبه الله –تعالي- لها بسبب أفكا رٍعقيمة ٍ مترسخةٍ في عقل أخيها ؛

وذلك بسبب جهله بدينه الحنيف الذي أوجب حقوقًا للمرأة مثلما أوجب للرجل. إن أمثال هذا الأخ قد غرتهم الحياة الدنيا، وسيطر على قلوبهم حب المال، أنسي هؤلاء أم تناسوا أن أخواتهم البنات لهنَّ حق شرعي مثلهم في ميراث والديهم؟

أم أن قلوبهم طُويت على القسوة والطمع؟ ألم يسمع هؤلاء وصية ربهم " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" ( النساء: ١١) ،

ألم يسمعوا يومًا وعيد الله –تعالي: "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدا فيها وله عذاب مهين" (النساء:1٤)

ألم يعلم هؤلاء أن البركة ستنزع من أموالهم وأولادهم،

 وأن دعوتهم لن تستجاب بسبب هذا الظلم المبين

 فهذا هو حال امرأة من أحوال نساء كُثر حُرِمن من حقهن ظلمًا وعدوانًا، نساء ظُلمن بسبب عاداتٍ وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، وبسبب أطماعٍ أعمت أعين آكلي الميراث عن حقوق الله لعباده.

وختامًا نقول لكل أخٍ: اتقِ الله في أختك ،وأعطها حقها، فهي تناديك بأعلى صوتها: أين حقي يا أخي ؟

فهل من مجيب؟