الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: طالبان وتغيرات الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة

صدى البلد


تغيرات سياسية واستراتيجية تشهدها المنطقة بأسرها لا سيما بعد أن سيطرت طالبان على زمام الأمور في أفغانستان،وبذلك أضحت كابل كعبة يحج إليها المتطرفون في شتى أرجاء المعمورة!
تخوفات كبيرة،وقلق على كافة الأصعدة إقليميا ودوليا،بعد ويلات الربيع العربي المزعوم، حيث باتت أفغانستان هي المتعهدة والمصدرة للإرهاب صراحة ،بعد أن أوشك تنظيم داعش على التراجع والخفوت شيئا كثيرا .
وبهذا نرى أن الحركة هناك ستتجه نحو ثلاث طرق رئيسية لعل من أهمها:_
(١)شرقا ممر واخان مع الجانب الصيني لكونه يشكل أهمية كبيرة لبكين رغم صغر مساحتها التي لا تتجاوز(٩٠)كيلو متر مربع إلا أنه يقع في مواجهة مسلمي الايغور ...
فلوعورته يشكل تهديدا كبيرا للصين لا تستطيع أن تصم أذنيها عنه .
(٢)غربا لمحاولة السيطرة على مدينة "مزار شريف" لكونها نقطة تهديد طالبان لتضافر وتعاضد القوى المحلية فيها بانضمامها إلى الجيش الافغاني وعدم تواجد التنظيم فيها إلا بنسبة لا تذكر من إجمالي النسبة الإجمالية لمزار شريف .
(٣)جنوبا نحو العاصمة كابل فإن قرار الحركة بالتوجه إليها ومحاولة السيطرة عليها من عدمه، هو الأمر الوحيد الذي سيحدد مستقبل أفغانستان وموقع حركة طالبان فيه وكيفية تعامل القوى الإقليمية والدولية معه.
فسقوط العاصمة يعني انهيار شرعية الاعتراف الدولي بالجهة الرسمية السيادية التي تحدد وتدير علاقة أفغانستان بالعالم وبالتالي انقطاع وعزل ما يقرب من ٤٠ مليون مواطن افغاني في هذه المنطقة الغربية عن العالم!
وهي كلها خيارات للسيطرة على مناطق أفغانية ذات حساسية خاصة، داخليا وإقليميا ستساعد في إعادة هيكلة الشأن الجيوسياسي بكافة أبعاده الأمنية والإستراتيجية .
وإذا كانت الصين تسعى منذ فترة كبيرة لتأمين مصالحها في أفغانستان إلا أنها لن تطمئن إلى الحفاظ على طريق(الحرير) وممر واخان حفاظا  وجودها الآمن والذي يعد بمثابة منفذ لها عبر القارة الاسيوية الأمر الذي قد يدفعها للتعاون العسكري مع روسيا حفاظا على مصالحها .
تبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابة شافية:
لماذا تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن حلفائها في أفغانستان؟ وما التحديات الحقيقية التي ستواجهها حركة طالبان؟ وما المحددات الحاكمة التي ستحكم مستقبلها السياسي في المشهد الأفغاني؟