الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: في أنوار الصلوات «3»

صدى البلد

عزيزي القارئ ما زال حديثنا عن اسرار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وفي هذا المقال نتحدث عن صلاة الحق عز وجل على حبيبه الأعظم وخليله الأكرم .متى بدأت ؟ . وماهي ؟ .ولماذا جاء الإخبار عنها بصيغة الفعل المضارع الذي يعني الإستمرارية ؟   بمعنى أنه تعالى صلى عليه قديما  ولا زال يصلي حيث قال تعالى  ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) . وماسر عطف الملائكة على الله تعالى في الصلاة على النبي ولماذا أمر الحق سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يصلوا على النبي . وهل الكون كله يصلى على النبي وإن كان  الأمر كذلك فما هي الأدلة على ذلك ؟ ..  كل هذه التساؤلات سوف أجيب عليها من خلال هذا المقال والمقالات التالية بمشيئة الله تعالى . ولنبدأ الإجابة عن السؤال الأول وهو ما هي صلاة الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومتى بدأت ..أولا ألفت نظر القارئ إلى أن إجابتنا على هذا السؤال على قدرنا المحدود بما فتح الله تعالى به علينا من أنوار المعارف وما خصنا به سبحانه وتعالى من فهم . إذ أن صلاة الله تعالى على وجه التحقيق على رسوله الكريم تتخطى كل ما يصل للعقول والأفهام فهي متعلقة بمحبة الله تعالى للنبي ومقامه الشريف ومنزلته ومكانته عند ربه عز وجل  ودرجة قربه  وما يناسب قدره العظيم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهو القائل ( لا يعرف قدري إلا ربي ) . صلاة الله تعالى على النبي هي وصل الله تعالى الدائم للنبي وتجلياته بالرحمات  والبركات والعلوم والمعارف المتعلقة بالله تعالى . هذا ولكون أن المعرفة بالله تعالى وعلومه لا نهاية ولا منتهى لها فصلاة الله جل جلاله على النبي لا نهاية لها .وهذا يعني أن الله تعالى دائم التجلي بالعلوم والأنوار والمعارف والأسرار والحقائق على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وفي إشارة قرآنية على ذلك أمر الحق عز وجل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله أن يسأله دوما المزيد من العلم وذلك من خلال قوله سبحانه ( وقل ربي زدني علما  ) . وفي هذا الأمر إشارة قد تغيب عن البعض وهي ..أمر الله تعالى للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله بطلب المزيد من العلم ليس قاصرا على العلوم المكنونة والمخزونة  وما وراءها المتعلقة بعالم الخلق وعوالم الأسماء والصفات  المنسوبة لله تعالى.  بل متعلقة بالتعرف على الله تعالى وأسماءه المكنونة وصفاته تعالى المخزونة وما يتعلق بجماله وجلاله عز وجل. وبمعنى آخر ربي زدني علما بك منك عنك سبحانك .هذا وهناك أسماء حسنى منسوبة إليه سبحانه.  منها أسماء خص بها عامة البشر وأسماء أنزلها سبحانه في كتابه الكريم.  وأسماء خص بها أهل معرفته وولايته .وأسماء كنها سبحانه وإستأثر بها لنفسه  في علم غيبه سبحانه. ولقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله إلى ذلك في دعاءه بقوله  ( اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ) . هذا وأعتقد أن الأسماء المكنونة التي أشار إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التي إستأثر بها الحق عز وجل في علم غيبه قد خص بها وتفرد بها عليه الصلاة والسلام والدليل على ذلك علمه بها وإشارته إليها ومن المعلوم أن الإشارة تكن لمعلوم وليس لمجهول ..هذا ومن المعلوم أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أعلم  خلق الله وأعرفهم به سبحانه.  وفي الحديث   قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله( ( والله إني أعرفكم بالله وأتقاكم وأخشاكم له ) .هذا وعلوم رسول الله دائمة ومعارفه بالله تعالى في زيادة دائمة وهي لا تنقطع ولا تتوقف لحظة والسر في ذلك دوام صلاة الله تعالى عليه والتي هي كما ذكرنا تجليات وفيوضات ورحمات وبركات وإشراقاته سبحانه وتعالى بالأنوار والعلوم والمعارف والأسرار الإلهية على قلبه الطاهر . عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام . هذا وأما عن إضافة الله تعالى الملائكة في صلاته عن النبي ومتى بدأ الحق عز وجل صلاته على النبي ..هذا ما سوف نتحدث عنه  بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية ..