قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل يتطور تفسير القرآن بتطور الزمن؟ علي جمعة يجيب

القرآن
القرآن
×

تلقى الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق، سؤالا يقول صاحبه: “هل يجوز تفسير القرآن بالرأي؟ وهل يتطور هذا التفسير بتطور الزمن؟”.

وأجاب الدكتور علي جمعة عن السؤال قائلا: إن القرآن لا تنتهى عجائبه فيجوز تفسيره بكل وجه ما دام تفسيرا تحت ظلال القواعد العامة للشريعة الإسلامية.


هل يتطور تفسير القرآن بتطور الزمن؟
وأضاف علي جمعة أن القرآن مفهومه يرقى مع مفهوم الأسقف المعرفية للزمان، فعندما كان يسمع أحدهم قوله تعالى “وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا” كان يحملها على الحركة الظاهرية المرئية لدى الجميع، وأن الشمس تتحرك من المشرق وتذهب إلى المغرب.

وتابع علي جمعة: ولكن مع تقدم العلوم الهندسية أو اطلاع البشر على العلوم الهندسية -لأنها علوم قديمة عند اليونان وغيرهم-، عرفوا أن الشمس ثابتة فى مكانها وأن الأرض هى التى تدور حول نفسها وعلى محور معين، بحيث إن النظر يؤكد أن الحركة الظاهرية كالحركة الحقيقية.


واستطرد: ولكنهم اكتشفوا فى ذات الوقت مع السقف المعرفى أن الشمس تجري وأنها تتجه نحو نجم فيجا 13 ميلا فى الثانية ، فالشمس تجرى أيضا ولمستقر لها وستصطدم فى نجم فيجا فى يوم من الأيام.


وأشار علي جمعة خلال فيديو عبر صفحته على فيس بوك إلى أنه أكتشف بعد ذلك أن الشمس لها 14 حركة منها حركة حولا نفسها ومنها حركة فى المجرة ومنها حركة نحو ذلك النجم فيجا، فالشمس تجرى أيضا وهكذا.


وأكد أنه بناء على ما سبق أن معنى “وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا”اتسع من الشروق والغروب إلى هذا المعنى الواسع الذى فيه تلك الحركات، فتطور تفسير القرآن بتطور الزمن.

هل يجوز الاجتهاد في تفسير كل آيات القرآن الكريم

الآيات التي وردت في القرآن، نوعان، الأولقطعي الثبوت قطعي الدلالة،والثاني قطعي الثبوت ظني الدلالة.


معنى ذلك أن جميع آيات القرآن الكريم قطعية الثبوت لأنها نزلت من عند الله تعالى، فلا اختلاف على أنهاقطعية الثبوت، أما الاختلاف يكون هل هي قطعية الدلالة أم ظنية، فـ«الدلالة» معناها هل المقصود من الآية واضح أم يحتاج إلى اجتهاد.


مثالآيات قطعية الثبوت ظنيةالدلالة كقوله تعالى: «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ» (البقرة: 228)، فلفظ «القرء» في اللغة العربية مشترك بين معنيين يطلق لغة على الطهر ويطلق لغة على الحيض، والنص دل على أن المطلقات يتربصن ثلاثة قروء، فيحتمل أن يراد ثلاثة أطهار، ويحتمل أن يراد ثلاث حيضات، فهو ليس قطعي الدلالة على معنى واحد من المعنيين، ولهذا اختلف المجتهدون في أن عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاثة أطهار»، إذًا الآيات قطعية الثبوت ظنية الدلالة يجوز فيها الاجتهاد من قبل أهل الاختصاص.


مثال آيات قطعية الثبوت قطعية الدلالة كآيات المواريث، قال تعالى: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ» فهي لا تحتاج إلى اجتهاد لمعرفة الأنصبة التي يحصل عليها الوارثون، فهذا النوع من الآيات لا يجوز الاجتهاد فيه، بل يجب أن يطبق كما أمر الله تعالى.


خلاصة: الآيات قطعية الثبوت قطعية الدلالة لا يجوز الاجتهاد فيها كآيات المواريث، أما الآيات قطعية الثبوت ظنية الدلالة فيجوز فيها الاجتهاد من قبل العلماء المختصين بذلك، كمعرفة المقصود بكلمة «قروء».


أنواع النصوص الشرعية
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنَّ النصوصَ الشرعية منها ما يقبل الاجتهاد الصادر من أهل الاختصاص الدقيق في علوم الشريعة، ومنها ما لا يقبل.


وأوضح أن النصوص إذا كانت قطعية الثبوت والدلالة معًا فإنها لا تحتملالاجتهاد، مثل آيات المواريث الواردة في القرآن الكريم، والنصوص الصريحة المنظمة لبعض أحكام الأسرة؛ فإنها أحكام ثابتة بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة بلا ريب، فلا مجال فيها لإعمال الاجتهاد، وإدراك القطعي والظني يعرفه العلماء، ولا يُقْبَلُ من العامَّةِ أو غير المتخصِّصين مهما كانت ثقافتهم.


ونبه على أنه ومما يجبُ أن يعلمه الجميع أنَّ القطعيَّ شرعًا هو منطقيٌّ عقلًا باتفاقِ العلماءِ والعقلاء، موضحًا: وإنما يتأتى الاجتهاد فيما كان من النصوص ظنيَّ الثبوت أو الدّلالة أو كليهما معًا، فهذه متروكة لعقول المجتهدين لإعمال الفكر واستنباط الأحكام في الجانب الظَّنِّي منها، وكل هذا منوط بمن تحققت فيه شروط الاجتهاد المقررة عند العلماء؛ وذلك مثل أحكام المعاملات التي ليس فيها نص قاطع ثبوتًا أو دلالةً.