هل سترة العورة من شروط صحة الصلاة ؟ ستر العورة شرط لصحة الصلاة، وهو مذهب الجمهور: الحنفيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة، والظاهرية، وقول للمالكيَّة، قال الله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» (الأعراف: 31).
الديل على ستر العورة في الصلاة
إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قرَنَ أخْذَ الزينة بذِكر المساجدِ، والزينةُ المأمورُ بها هي الثيابُ الساترةُ للعورةِ؛ لأنَّ الآيةَ نزلتْ من أجلِ الذين كانوا يَطوفونَ بالبيتِ عُراةً، وهذا ما لا خِلافَ فيه بين العلماءِ، وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: «لا يَقبَلُ اللهُ صَلاةَ حائضٍ إلَّا بخِمارٍ»، والمصلِّي يُناجي ربَّه، فيُشترَطُ في حقِّه أفضلُ الهَيئاتِ، والمكشوفُ العورةِ ليس كذلك.
حكم سترة العورة
قال الشيخ ياسر سطوحى، الداعية الإسلامي، إن ستر العورة من شروط الصلاة، سواء للرجل والمرأة، بمواصفات ألا يصف ولا يشف، حتى إن كانت الصلاة فى غرفة مغلقة.
وتابع سطوحى، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"،: "وأيضا حول الثوب المغصوب أى المسروق، هناك اختلاف فبعضهم يرى أن الصلاة صحيحة وصاحبها آثم، والآخر يرى أن الصلاة باطلة".
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يشترط في الثوب الساتر للعورة داخل الصلاة ألَّا يكشف العورة أو يشفها، أما ما يصفها من الملابس الضيقة؛ كالبنطلون الضيق ونحوه، فتصح الصلاة فيها مع الكراهة.
وأضافت « الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: «ما شروط لباس المرأة للصلاة، وهل تصح بالبنطلون؟»، من المقرر شرعًا أن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة، فلا تصح الصلاة بدون سترها.
واستشهدت في فتواها بما روى عن عائشة - رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ»، رواه الإمام أحمد والحاكم ، والمقصود بلفظ «حائض» الوارد فى الحديث: أنها بلغت المحيض ومن ثم أصبحت من المكلفين بالصلاة.
حكم صلاة المرأة بدون جوارب
ألمح الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن هناك آراءً للعلماء حول صلاة المرأة وهي كاشفة قدميها، فمذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة قالوا: إنه يجب على المرأة تغطية قدميها فى الصلاة.
ونوه الوردانى، فى إجابته على سؤال «هل تصح صلاة المرأة بدون جورب؟»، بأن المرأة إذا صلت بغير غطاء لقدميها ستكون صلاتها صحيحة وهذا هو المختار فى دار الإفتاء المصرية وإن كان الأفضل هو تغطية القدم خروجا من هذا الخلاف.
وأكد أن المختار فى الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن المرأة إذا صلت بغير غطاء لقدميها ستكون صلاتها صحيحة، لافتًا إلى أن الأحناف قالوا إن قدم المرأة ليست بعورة، فمن تجد صعوبة في ذلك، فلتأخذ برأي أبو حنيفة أنه يجوز للمرأة أن تصلى وقدماها مكشوفتان.
حكم ستر العورة عند سجودة التلاوة
اختلف الفقهاء في مسألة تغطية المرأة لرأسها في سجود التلاوة على قولين، واختلافهم من باب اعتبار سجود التلاوة صلاة أو عدم اعتبارها صلاة: القول الأول «اتفاق الفقهاء»: يُشترط في سجود التلاوة ما يُشترط في الصلاة التامّة من ستر للعورة وغيرها؛ فوجب على المرأة تغطية شعرها فيه،القول الثاني: سجود التلاوة ليس بصلاةٍ، فلا وجوب في تغطية المرأة لشعرها فيه.
الصلاة بالفانلة الحمالات
قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا مانع شرعًا للرجل أن يصلي بالفانلة الداخلية «الحمالات».
وأوضح «شلبي» في إجابته عن سؤال: «هل تجوز الصلاة بملابس خفيفة؟»، أن عورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة عند جمهور العلماء، الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، مضيفًا: أما كشف الذراع أو الكتف أو ما تحت الركبتين فجائز، والصلاة صحيحة ولو ستر كل البدن أولى وأفضل.
ونبه أمين لجنة الفتوى، على أن جسد المرأة كله عورة ما عدا الوجه والكفين، والقدمين على المذهب الحنفي، مؤكدًا أن المرأة يجوز لها أن تصلى مكشوفة الوجه والقدمين والكفين.جدير بالذكر أن حديث الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُصَلِّي أَحَدكُمْ فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء» قَالَ العلماء: الإمام مَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور: هَذَا النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ لَا لِلتَّحْرِيمِ، فَلَوْ صَلَّى فِي ثَوْب وَاحِد سَاتِر لِعَوْرَتِهِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء صَحَّتْ صَلَاته مَعَ الْكَرَاهَة، سَوَاء قَدَرَ عَلَى شَيْء يَجْعَلهُ عَلَى عَاتِقه أَمْ لَا، وَقَالَ أَحْمَد وَبَعْض السَّلَف: لَا تَصِحّ صَلَاته إِذَا قَدَرَ عَلَى وَضْع شَيْء عَلَى عَاتِقه إِلَّا بِوَضْعِهِ؛ لِظَاهِرِ الْحَدِيث. وَعَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى رِوَايَة أَنَّهُ تَصِحّ صَلَاته، وَلَكِنْ يَأْثَم بِتَرْكِهِ.