حكم الأب الذي لا ينفق على أبنائه.. بينت دار الإفتاء المصرية من خلال منصة الفيديوهات "يوتيوب"، حكم الأب الذي لا ينفق على أبنائه، وما عقوبة ذلك.
حكم الأب الذي لا ينفق على أبنائه
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الشرع الشريف أوجب على الأب الإنفاق على أطفاله الصغار الذين لا مال لهم، وحرم عليه البخل والتقصير، ويقول تعالي:"يوصيكم الله في أولادكم"، وأيضاً:"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف".
ولفت شلبي إلى ما روي من أحاديث نبوية توصي بالإنفاق على الأبناء حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء أن يضيع من يعول أو يقوت"، وعنه صلى الله عله وسلم: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ"، مشدداً على أنه لا يجوز للأب أن يمتنع عن الإنفاق على أبنائه.
حكم التهرب من النفقة
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النفقة واجبة على الأب، ولا يجوز له التهرب منها طالما أنه قادر على النفقة، والابن غير قادر على الكسب.
وأوضح « عبد السميع» في إجابته عن سؤال: «ما حكم الأب الذي يتهرب من نفقة ابنه شرعًا؟» عبر فيديو علىصفحة الإفتاء الرسمية بموقع «فيسبوك»: أن النفقة واجبة طالما الابن ما زال في مراحل التعليم المختلفة، أو تخرج من الجامعة لكن هناك معوقات تمنعه من إلحاقه بالعمل والتكسب كوجود مدة تدريب قبله مثلًا .
وأشار إلى أنه إن كان الابن يبحث عن عمل، أو ملتحقًا بالجيش إلى غير ذلك من الأسباب المنطقية؛ فلا يجوز للأب أن يتخلي عن أبنائه أو يمتنع عن النفقة عليهم مع القدرة.
حكم نفقة الابن على الأب المقتدر البخيل
بين الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن نفقة الأب المقتدر البخيل غير واجبة على الإبن المتعسر مادياً.
وأضاف في فتوى له، أنه لا يجب على الابن الإنفاق على والديه إلا إذا كان غنيا أي قادر أو ميسور الحال، مشيراً إلى أن الابن الفقير أو غير القادر لا تجب عليه النفقة.
وأشار إلى أنه إذا كان راتبه يستطيع أن يقتطع منه لوالديه فليفعل أما إذا كان غير ذلك فليس عليه شيء، منوها أن الابن القادر على الإنفاق على والديه ولم يفعل فعليه إثم كبير مشيرا إلى أنه يجب عليه أن يكفي بيته أولا ثم يعطي والديه.
وواصل أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه في حالة ما أذا كان الابن يعمل عملا آخرا غير عمله الأصلي حتى يستطيع الإنفاق على واليه فهذا له ثواب عظيم عند الله وهذا قمة البر بالوالدين وليس له جزاء إلا الجنة مشيرا إلى أن الابن الذي يفعل ذلك سيكرمه الله في أبنائه وفي الدنيا.
حكم الأب الذي لا ينفق على أولاده
أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن الرجل الذي لا ينفق على أهله؛ مضيع للأمانة، مشيرًا إلى روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال: قال رسول اللهﷺ: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يَقُوت» أخرجه أبوداود.
وأكد «عويضة» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، ردًا على سؤال: "ما حكم الأب الذي لا ينفق على أولاده؟" أن الإنسان سيحاسب على أفعاله وسيسأل عن الرعية التي استرعاه الله إياها، لافتًا إلى ما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه»، (متفق عليه).