حين يتأثر الكاتب بما يجري من حوله، يكون للكتابة أثر، والأجمل من ذلك حين يسعى الكاتب إلى أن تكون كتاباته مزيجاً من الواقع والخيال، فالواقع الذي نعيشه بكل أحواله ومتغيراته يفرض علينا أن نعيش بحالات مختلفة من المشاعر، والخيال يأخذ الروح بعيداً عن مشاغل ومتاعب الحياة.
بهذه الكلمات، بدأت الروائية راندا فتحي عبد الحميد ، ابنة محافظة البحيرة، خريجة كلية اقتصاد وعلوم سياسية، حديثها، لتروي لنا شيئاً من حياتها الأدبية، بعد نجاح روايتها الجديدة "حليف الشيطان"، والتي أصدرتها ضمن الروايات المعروضة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
راندا فتحي، كاتبة من محافظة البحيرة، جمعت بين الكثير من المواهب، أبرزها الكتابة إلي جانب حبها للترجمة وتنظيم الايفنتات، وهو ما دفعها لتأسيس شركة خاصة بها، بعد نجاحها في إصدار روايتين وهما اغتصاب خيال، وحليف الشيطان، كما تستعد لكتابة رواية جديدة تدور أحداثها في عيادة نفسية.
تقول راندا فتحي، في تصريحات خاصة: "أعشق الكتابة منذ الصغر، وهو ما ظهر جليا خلال فترة الدراسة، حيث كنت استمتع بحضور حصص اللغة العربية وأتفوق في كتابة موضوعات الإنشاء "التعبير".
بدأت راندا رحلتها ككاتبة، بعد أن برعت في سرد الخواطر، التي امتزجت بين مشاعر الحزن والسعادة، دفعتها التجارب الحياتية المختلفة في عالمها الواقعي إلى الكتابة الأدبية، ربما في محاولة لتصحيح أوضاع كانت تري أنها تحتاج لإعادة هيكلة.
بدأت الكتابة قبل نحو خمسة عشر عاماً عبر كتابات خواطر ، كانت كتاباتها آنذاك تتنوع بين كتابة القصة القصيرة والشعر وترجمة بعض القصص من الإنجليزية إلى اللغة العربية.. بعد ذلك شاركت في مسابقة القصة القصيرة التي أقامها دار نهر الكتب للنشر والتوزيع وفازت قصتها، فكان فوزها بمثابةأول اعتراف رسمي بهويتها في الكتابة الأدبية.
بعد ذلك صدرت لها أول رواية بعنوان: «اغتصاب خيال»، عن دار نهر الكتب للنشر والتوزيع . وكان لصدورها أثر كبير في نفسها، بعد ذلك صدرت لها روايتها الثانية بعنوان: "حليف الشيطان".
تضيف راندا:" أول رواية كانت منذ عامان، وهي اغتصاب خيال، حرصت من خلال الرواية الي توضيح دور دعم الأزواج لزوجاتهم اللاتي تعرضن للاغتصاب، مع توضيح حكم الاذي النفسي لهن، من خلال بطلة القصة والتي كانت تحمل اسم "خيال"، وتعرضت للاغتصاب في ليلة عرسها.
وفي الرواية الثانية التي كانت تحمل اسم" حليف الشيطان"، حرصت الكاتبة راندا فتحي علي تجسيد الرغبة في الانتقام، مؤكدة من خلال السرد الروائي أنه رغبة متوحشة، تسيطر علي صاحبها وتدفعه الي ارتكاب المزيد من الأخطاء.
وعن مدي واقعية مؤلفاتها، تقول راندا: "يستمد الروائي قصصه وشخصياته من البيئة التي حوله، هو يقدم صورة أخرى للمجتمع بشخوصه، ولهذا ليس بالضرورة أن تكون روايتي اغتصاب خيال أو حليف الشيطان واقعية تمامًا، مضيفة:" فالروائي حينما يخلق شخصية في عمل روائي، فإن هذه الشخصية تستمد بعض سماتها من كاتبها..
في روايتي حليف الشيطان الاسم متخيل، والأحداث يمتزج بعضها بالواقع مع الخيال، ففي بعض المشاهد، يرتفع سقف الواقع إلى حد كبير".
تضيف:" اما في رواية اغتصاب خيال وأنا أكتب، كانت لدي رغبة أن تحقق بعض المشاهد ذلك التأثير الوجداني على القارئ، والقارئة تحديداً لأن بطلتي فتاة، فمازالت أذكر كتابتي لمشهد اغتصاب خيال واستقبالها لطفلتها و قلقها علي ابنتها في آخر الرواية، وهو المشهد الذي أتمنى أن أكون وفقت في وصفه".