يحل اليوم الثلاثاء ذكرى وفاة الفنانة كاميلياالتي كانت تعد واحدة من أهم الفنانات في فترة منتصف الأربعينات مروراً بـ الخمسينيات والستينيات.
وبالرغم من قصر عمر مشواره كاميليا الفنى وقلة عدد أعمالها السينمائية، فإنها تركت بصمة فنية واضحة، بعدما خطفت قلوب المشاهدين بأنوثتها الطاغية على الشاشة، خاصة أنها اشتهرت بتقديم شخصية الفتاة الجميلة وأدوار الإغراء.
ماذا لو عاشت كاميليا؟
لم يهمل القدر كاميليا لتقديم رصيد سينمائى كبير، ولكنها رغم عمرها الفني القصير قدمت 21 فيلماً فقط، كان أبرزهم المليونير و بابا عريس وقمر 14.
ولكن ماذا لو كان القدر قد أمهل كاميليا الوقت لتقدم عدد آخر من الأعمال السينمائية، هل كانت ستسيطع أن تحافظ على نجوميتها؟ الإجابة أنه كان الأمر سيتغير بعد ظهور جيل جديد من الفنانات، وقيام ثورة 1952، والتى غيرت فى شكل السينما المصرية، خاصة مع ظهور جيل عدد من المخرجين تأثروا بما حدث خلال تلك الفترة، والمتغيرات التى ظهرت مما أدى الى طرح موضوعات مختلفة على الشاشة.
وفى السطور التالية يجيب عدد من النقاد عن هذا السؤال الافتراضي؟
فى البداية، أكد الناقد الكبير كمال رمزى أن كاميليا كانت ذات بصمة أخاذة وتحمل طابع هوليوودى، حيث أستمت تجربتها فى التمثيل بأداء لا بأس به، فقد كانت نمط البنت الجميلة التى تكون فى بعض الأوقات مستهترة وضحية فى البعض الآخر .
وتابع كمال رمزى "وفاة كاميليا انتهت مشوارها الفنى، ولكنها أيضاً أثرت على ما تركت من مسيرة فينة، فقد أصبحت ملابسات وفاتها حديث الناس بشكل يفوق حديثهم عن أعمالها السينمائية، فلم نجد أحد من النقاد يتحدث عن طريقه أدائها فى مجال التمثيل بل كانت التركيز الأكبر على مأساة وفاتها .
ويضيف الناقد الكبير “كاميليا كانت لونا سينمائيا مختلفا ومهما، وقد أفسحت الطريق بعد ذلك إلى عدد من النجمات مثل هند رستم” .
واستكمل حديثه قائلاً: “بالطبع لو كانت كاميليا عاشت لكان سطع نجمها بشكل أكبر، خاصة مع ظهور جيل جديد من المخرجين، ولو لاحظنا أداء كامليا خلال مشوارها الفنى سنجد أنها كانت تتقدم من عمل لآخر" .
ويتابع كمال رمزى قائلاَ : كاميليا كانت ستتمكن من خلال ذكائها من الصعود بشكل أكبر إلى عالم النجومية، خاصة وأنها كانت تمتلك المقومات التى تؤهلها لذلك سواء من خفة ظلها أو جمالها، بل إنها كانت حريصة على تثقيف نفسها، وقد كتب عنها زكى طليمات مقال بديع عنها تنبأ لها بمزيد من النجومية " .
أما الناقدة ماجدة موريس فقد كان لها رأيا آخر مختلف ولكنها فى البداية أكدت أن كاميليا كانت نجمة بمقاييس الزمن التى عاشت فيه، خاصة وأنها كانت تمتلك نسبة كبيرة من الجمال.
وتابعت الناقدة ماجدة موريس: "لا يستطيع أحد أن يقول إن وجود كاميليا فى الأعمال الفنية التى شاركت فيها لم يكن مؤثراً، خاصة وأنها كانت ممثلة جميلة ورشيقة وخفيقة الظل، وهذا النوع من الفنانات يحبذ السينمائيين تواجده" .
وأضافت ماجدة موريس "فكرة وجود الست اللعوب أو الفاتنة فى عمل فنى كان أمرا مطلوبا وقت ظهور كاميليا ولفترة بعد ذلك، ولكن لا أستطيع القول بأنها تركت تأثيرا كبيرا، لأن فى النهاية السينما هى فن الممثل القوى" .
وتستكمل حديثها قائلة : أعتقد أن كاميليا لو كانت عاشت لم تكن تستطيع أن تجد مكانا بسهولة فى السينما بعد ثورة 1952، خاصة أن الأعمال فى تلك الفترة كانت تتحدث عن المرأة المطحونة، وهذا النوع من الأدوار لم يكن يناسبها، ولكنها كانت ستظل موجودة ولكن بأدوار هامشية.
نشأت كاميليا في حي الأزاريطة بمحافظة الإسكندرية لأسرة غير ميسورة الحال، وقد عاشت هو ووالدتها على إيرادات البنسيون الذي تمتلكه الأخيرة.
وفي عام 1946 رآها المخرج أحمد سالم وهي في السابعة عشرة من عمرها في إحدى المناسبات العامة فتوسم فيها وجهًا جديدًا وتعاقد معها على أن تكون تحت الاختبار ووعدها بأن يجعلها ممثلة مشهورة فقام بتدريبها على التمثيل والرقص على يد مدربين لتبدأ حياتها الفنية.
عارضت والدة كاميليا دخول ابنتها هذا المجال، لكنها أصرت على موقفها، وقد تعلمت اللغة العربية حتى أتقنتها وسعت إلى دخول السينما من جديد فأظهرها المسرحي يوسف وهبي في فيلم «القناع الأحمر».
عاشت كاميليا حياة مليئة بالغموض والتكنهات والأقاويل التي لم تثبت صحتها من عدمها حتى يومنا، فواحدة من تلك الأقاويل كانت تفيد بوجود علاقة غرامية مع الملك فاروق، بعد أن رآها الأخير على أغلفة المجلات ومحاولته خطب ودها، وقيل إنها أصرت في الحفلة التي رآها فيها للمرة الأولى على أن تغني وترقص عندما علمت بوجوده.
نهاية مأساوية
توفيت كاميليا في ظروف غامضة في 31 أغسطس 1950 عندما سقطت أول طائرة مدنية مصرية وهي الطائرة "ستار أوف ماريلاند" (رحلة رقم 903) في الساعة الرابعة فجرًا بالقرب من محافظة البحيرة، والتي كانت متجهة إلى روما.
وتبين أن الطائرة كانت تقل 48 راكبًا من بينهم "كامليا" التي عثر على جثتها نصف متفحمة في رمال الصحراء. قيل الكثير عن واقعة مقتل الفنانة "كامليا" وارتباطها بالملك فاروق، وعلاقة الموساد والملك فاروق بتدبير الحادث، نظرًا لارتباط كاميليا بالموساد ونقل أخبار حربية لقربها من الملك فاروق للموساد الإسرائيلي في حرب عام 1948.