الشكل المختلف للحجر عن بقية الأحجار والذى يحوى تجويفات ولمعة غريبة، جعلت من حجر "المعراج" كما يطلق عليه أهالى نجع الحمران بمركز أبوتشت، مثاراً للجدل بين المتعلمين، و مقصداً للمعتقدين فى الأسرار الخفية للأشجار والأحجار، فمع حلول يوم السابع والعشرين من شهر رجب من كل عام تتصدر قصة الحجر أحاديث الناس فى قرية النجمة والحمران بـ قنا .
الأهالى لا يتفقون على تاريخ محدد لوجود الحجر، فالأجيال الحالية بمن تجاوز منهم من العمر عتياً يجزمون بوجود الحجر منذ زمن بعيد، وأنهم توارثوه منذ عقود بعيدة و أصبح لزاماً على كل جيل الحفاظ على الحجر كونه قيمة تاريخية وجزء من تراث العائلة الذى يجب الحفاظ عليه، دون ادعاء بوجود أهمية وقيمة دينية للحجر.
"حجر المعراج " يتجاوز حجمه ١٠٠ كيلو جرام ، لم يسلم من سرد أساطير وخرافات كثيرة، مثل التى تتداولها النساء عن قدرات شجرة عتيقة أو بئر مهجور على العلاج من العقم أو الشفاء من الأمراض، و بالغ بعضهم بأنه حجر كريم نزل من السماء و آخرين يرددون بأن الحجر تشرف بخطوة من قدم النبى صل الله عليه وسلم، دون تقديم أى دليل على كيفية وصول الحجر إلى القرية.
الحقيقة الوحيدة فى أمر " حجر المعراج " أن الشكل العام و الملمس الناعم للحجر يحمل الكثير من الغموض، ما جعل عائلة الحمراوى التى تحتفظ بالحجر توليه برعاية و اهتمام خاص و لا تمنع أحداً من زيارته، رغم عدم اقتناع الأجيال الحالية بوجود أى قيمة دينية للحجر ، أو قدرة خارقة على الشفاء كما يدعى البعض.
قال الشاعر كمال الحمرانى، رئيس نادى أدب أبوتشت ، خرجنا جيلاً بعد جيل و وجدنا الحجر فى بيتنا يتعاهده الجميع بالرعاية والاهتمام، لذلك أصبحت مسئولاً عن الحجر بحكم الوراثة و احتفظ به فى منزلى منذ فترة بعيدة بعدما كان موجوداً فى ديوان العائلة لفترات طويلة، ونعتبره كأبناء عائلة جزء من تاريخ وتراث العائلة ، لكننا لا نعتقد بوجود أهمية دينية أو بركة للحجر، و اعتاد الأهالى تنظيم احتفال سنوى للحجر لليلة 27 من شهر رجب، يأتى خلاله الناس من كل حدب وصوب للاحتفال بالحجر مثل الاحتفالات التى تقام لأولياء الله الصالحين.
و تابع الحمرانى، بعض الناس تربط بين الحجر و ليلة الإسراء و المعراج لذلك أطلقوا عليه " حجر المعراج" لكن لا أعتقد ذلك و ليس لدى أى سند علمى يجزم بحقيقة الحجر، و أعلم تماماً بأنه لا ينفع ولا يضر ولا يمثل أى قيمة ، لكننا لا نستطيع منع أى شخص من رؤية ومشاهدة الحجر، وخاصة السيدات اللاتى يقصدن الحجر وكلهن أمل فى حدوث حمل وهو قد يتصادف أحياناً مع الزيارة.
و أشار الحمرانى، إلى أن هناك روايات تتحدث عن سقوط الحجر من السماء و أنه نيزك من الفضاء وهو أمر قدي يحتمل الصواب و الخطأ ، لأننا لم نجد أى اهتمام علمى بالتعرف على حقيقة الحجر ، وليس لدينا أى اعتراض على عرض الحجر على لجنة علمية لتقييم طبيعة الحجر و حقيقته.
فيمال قال عبدالحميد الطاهر هاشم "ادارى بإدارة أبوتشت التعليمية"، ولدنا ونحن صغار والحجر موجود أمامنا ينتقل من بيت لآخر فى نطاق العائلة، و الناس يتهافتون لزيارة الحجر، ويتناقلون عنه الكثير من الروايات و الأقاويل، لكننا لا نعرف تاريخ محدد لوجود الحجر غير أنه موجود من مئات السنين وليس لدينا ما يثبت القيمة الدينية للحجر ، لكن فى نفس الوقت لا أستطيع أن أنفى ذلك لعدم وجود دليل يؤكد أو ينفى، فما نسمعه عن الحجر كثير منها ما يتقبله العقل وكثير لا يمكن القبول به.
و أضاف هاشم ، ما نعرفه أنه حجر يقصده الناس من أماكن كثيرة و يحتفلون به فى ليلة الإسراء والمعراج، ولا نعرف سبب ربط اسم الحجر بالمعراج والمناسبة، لكنها روايات متداوله يتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر عن عدم وعى وجهل ، فمعظم الزائرين للحجر ليس لديهم وعى تعليمى كاف لإدراك حقيقة اعتقادهم.