الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الانسحاب الكبير .. هل أصبحت أفغانستان حرة بعد 20 سنة من غزو واشنطن؟ .. تفاصيل الساعات الأولى بعد رحيل القوات الأمريكية .. وإعلان طالبان النصر من المطار

عناصر طالبان في القصر
عناصر طالبان في القصر الرئاسي

-بعد الانسحاب  ليس كل شئ على مايرام.. تقرير الأسوسيتيد برس: سلسلة من أزمات كبرى تنتظر قادة الحركة 

-الصحافة الأمريكية تكشف..كيف يمكن لواشنطن خنق طالبان رغم رحيلها الكامل عن كابول 

-ذبيح الله مجاهد: "نعمل على إعادة تشغيل المطار بأنفسنا 

- متحدث الحركة: إذا احتجنا أي مساعدة فقد نطلبها من قطر أو تركيا

حكام كابول الجدد للأفغان: نحثكم على عدم مغادرة البلاد والعودة للعمل

- مفاجئة غير سعيدة..الجيش الأمريكي دمر المعدات العسكرية قبل مغادرته   

 

زحفت حركة طالبان منتصرة إلى مطار كابول الدولي، بعد ساعات من انسحاب القوات الأمريكية النهائي الذي أنهى أطول حرب أمريكية، وسط تعهد قادة طالبان بتأمين البلاد وإعادة فتح المطار بسرعة ومنح العفو للمعارضين السابقين، وفق ماذكر تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وفي استعراض للسيطرة ، أحاطت وحدة نخبة عسكرية بزعماء طالبان أثناء سيرهم عبر المدرج، بعد ساعات فقط  من اختتام الجيش الأمريكي أكبر جسر جوي في التاريخ لنقل غير المقاتلين.

حكم جديد لــــــ38 مليون أفغاني

ويقول التقرير إن إعادة تشغيل المطار مرة أخرى هو مجرد واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجهها طالبان في حكم دولة يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، والتي نجت على مدى عقدين من الزمن  في مقاومة أمريكا، وحصلت على مليارات الدولارات من مساعدات خارجية.

قادة طالبان في مطار كابول

"حكم الله واثق"

قال حكم الله واثق، أحد كبار المسؤولين في طالبان ، لوكالة أسوشيتيد برس ، وهو على مدرج المطار : "لقد أصبحت أفغانستان أخيرًا حرة. الجانب العسكري والمدني من المطار معنا ونسيطر عليه. نأمل أن نعلن عن حكومتنا في القريب، وإن يسير كل شيء بشكل سلمي وإن تسير الأمور بهدوء وأمان".

كما حث الواثق الناس على العودة إلى العمل وجدد تعهد طالبان بتقديم عفو عام، وقال: "على الناس التحلي بالصبر.بالتدريج سيعود كل شيء إلى طبيعته، لكن لابد أن تستغرق بعض الأمور وقتًا".

فوضى مابعد الانسحاب الأمــــريكي

في صباح اليوم الثلاثاء، ظهرت وبشكل جلي علامات الفوضى التي كانت المسيطر خلال الأيام الأخيرة، حيث سيجد السائر في الطرقات حول المطار، أمتعة وملابس ممزقة على الأرض، ووثائق وأوراق متناثرة هنا وهناك.

 وخارج المطار، أغلقت السيارات المقلوبة والمركبات المتوقفة الطرق حول المطار، حيث كان ذلك الخيار كأحد التدابير المتخذة للحماية من دخول انتحاريين بسيارات مفخخة إلى المكان.

وتسابقت المركبات التي تقل عناصر طالبان ذهابًا وإيابًا على طول المدرج الوحيد لمطار حامد كرزاي الدولي على الجانب العسكري منه. 

قبل الفجر، سار مقاتلو طالبان المدججون بالسلاح عبر حظائر الطائرات ، ومروا ببعض طائرات الهليكوبتر من طراز CH-46 التي استخدمتها وزارة الخارجية الأمريكية في عمليات الإجلاء قبل أن تجعلها غير صالحة للاستعمال.

النخبة العسكرية لوحدة البدري

وخاطب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أعضاء النخبة العسكرية لوحدة البدري المحتشدين حوله، وقال: "أتمنى أن تكونوا حذرين جدًا في التعامل مع الناس. أمتنا عانت من الحرب والغزو والشعب ليس لديه المزيد من التسامح".. وفي ختام تصريحاته صاح مقاتلو البدري: الله أكبر.

في مقابلة مع التلفزيون الأفغاني الحكومي ، قال  مجاهد بأنه سيجري استئناف الحركة في المطار ولكن بعد التحقق "من الاحتياجات الفنية واللوجستية للمطار. إذا كنا قادرين على إصلاح كل شيء بأنفسنا، فلن نحتاج إلى أي مساعدة. أما إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة فنية أو لوجستية لإصلاح الدمار ، فقد نطلب المساعدة من قطر أو تركيا ".

ولم يخض في تفاصيل ما تم تدميره.

الجيش الأمريكي يدمر المعدات العسكرية حتى لاتستخدمها طالبان

وقال الجنرال في مشاة البحرية فرانك ماكنزي ، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي ، في وقت سابق إن القوات عطلت 27 عربة همفي و 73 طائرة حتى لا يمكن استخدامها مرة أخرى. 

وقال إن القوات لم تفجر المعدات اللازمة لاستئناف عمليات المطار في نهاية المطاف.

وشهد المطار حالات فوضوى شديدة منذ أن هاجمت حركة طالبان أفغانستان واستولت على كابول في 15 أغسطس، حيث حاصر الآلاف من الأفغان المطار ، وسقط بعضهم صريعًا بعد أن تعلقوا يائسين على جوانب طائرات الشحن العسكرية الأمريكية من طراز سي -17. 

وفي الأسبوع الماضي ، أدى هجوم انتحاري لتنظيم داعش على بوابة المطار إلى مقتل ما لا يقل عن 169 أفغانيًا و 13 جنديًا أمريكيًا.

خلال عملية الإجلاء ، ساعدت القوات الأمريكية في إجلاء أكثر من 120 ألف مواطن أمريكي وأجنبي وأفغاني ، وفقًا للبيت الأبيض. 

كما قامت قوات التحالف بإجلاء مواطنيها والأفغان. لكن بالنسبة لجميع الذين خرجوا ، اعترفت الدول الأجنبية والولايات المتحدة بأنها لم تقم بإجلاء كل من أراد المغادرة.

"هزمنا الأمريكيين. لقد غادروا والآن بلدنا حر"

وفي الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء، أطلق مقاتلوا طالبان النار في الهواء، تعبيرًا عن انتصارهم ضد أمريكا، حيث قال محمد إسلام، أحد جنود طالبان في المطار، وهو يحتضن بندقية كلاشينكوف: "بعد 20 عامًا هزمنا الأمريكيين. لقد غادروا والآن بلدنا حر. كل ما نريده هو الشريعة والسلام والاستقرار".

كتب زلماي خليل زاد ، الممثل الأمريكي الخاص الذي أشرف على محادثات أمريكا مع طالبان ، على تويتر أن "الأفغان يواجهون لحظة مصيرية وقرارات صعبة وأيضًا فرص".

أضاف زاد "أصبح مستقبل بلادهم في أيديهم. وعليهم الاختيار في ظل سيادة كاملة، وهذه فرصتهم ة لإنهاء حربهم أيضًا".

سلسلة من الأزمات الكبرى

لكن طالبان تواجه ما يمكن أن يكون سلسلة من الأزمات الكبرى بعدما تسيطر بالكامل على الحكومة، حيث إن غالبية مليارات الدولارات التي تحتفظ بها أفغانستان من الاحتياطيات الأجنبية مجمدة الآن في أمريكا، مما يضغط على عملتها المحلية التي انخفضت قيمتها، وهو ما يقول إن أمريكا بالفعل هُزمت في أفغانستان وخسرت المليارات بالتأكيد، لكنها كذلك ما زال في يدها خنق طالبان والضغط بشكل قوي عليها.

كما إن البنوك طبقت ضوابط على السحب ، خوفا من التهافت على ودائعها في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على البلاد.. يضاف إلى ذلك  عدم حصول موظفي الخدمة المدنية في أفغانستان على رواتبهم منذ أشهر.

قال عبد المقصود ، ضابط الشرطة، إنه على مدى السنوات العشر الماضية وهو في الخدمة، كان يحصل على راتبه بشكل اعتيادي إلا إن ذلك أصابه الخلل خلال الأشهر الأربعة الماضية.

أضاف الضابط عبدالمقصود: "نواصل القدوم إلى العمل لكننا لا نتقاضى رواتبنا".

ولا يزال هناك نقص في المعدات الطبية ، بينما لا يزال الآلاف الذين فروا من تقدم طالبان يعيشون في ظروف مزرية. 

كما أدى الجفاف الشديد إلى قطع الإمدادات الغذائية عن البلاد ، وهو ما زاد من خطر  تعرض الناس لمجاعة.

كما أن حقوق المرأة التي تعرضت للاضطهاد في ظل حكم طالبان السابق موضع تساؤل.

أخيرًا، أعيد فتح المدارس ،اليوم، وتوجه العشرات من طلاب المدارس الابتدائية إلى مدارسهم في حي قريب من المطار، وهو ما يقول إن مهمة طالبان إن هي صدقت في وعودها ستكون عسيرة، وسط حالة من الرهبة تسيطر على كثير من الأفغان من حكمها السابق، وتاريخها الدموي.

 

 

من مطار كابول