في مثل هذا اليوم، 30 أغسطس 2006، توفي أديب نوبل نجيب محفوظ تاركا أعمالا أدبية وفكرية من طراز رفيع، لكاتب نادر على طريقته. ومن بين أبرز الشخصيات الأدبية في أدب نجيب محفوظ، والتي تركت بصمة في حياة المصريين منذ ظهور الثلاثية، روايات “بين القصرين”، “السكرية”، “قصر الشوق”، على الشاشة، كانت شخصية "سي السيد".
لكن السؤال: من أين استلهم نجيب محفوظ هذه الشخصية الثرية، حمالة الأوجه، الذي كان يظهر في بيته بشخصية، وله حياة أخرى بشخصية أخرى مغايرة، شخصية أثرت في حياة المصريين باعتبارها نموذجا أصيلا للرجل الشرقي ورمزا للذكورة والمجتمع الأبوي.
نفى نجيب محفوظ أن والده "عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، من مواليد 1870، وتوفي عام 1937، أن يكون "سي السيد". وقال في كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، مع الناقد الراحل رجاء النقاش، إن "وبصراحة كانت شخصية والدي تتحلى بقدر كبير من التسامح والمرونة والديمقراطية، وليس فيها استبداد أو عنف، ولا علاقة لها بشخصية "السيد أحمد عبدالجواد" بطل الثلاثية.
وكشف محفوظ في المذكرات عن أنه استلهم شخصية "سي السيد" من جار شامي الأصل اسمه "عم بشير"، استقر هو وزوجته- وهي شامية أيضا-في مصر، وكان بيته مواجهنا لبيتنا في بيت القاضي.
بشير كان رجلا طيبا إلا أنه جبارا، وكان يعامل زوجته بقسوة، لدرجة أنها كانت تأتي لوالدة نجيب محفوظ "فاطمة" باستمرار تبثها الشكوى من سوء معاملة الزوج.
كما أن الجار الشامي لم يكن سوى جزءا من شخصية "سي السيد"، فقد استلهم محفوظ أيضا الشخصية من زوج شقيقه "زينب"، وهو صعيد من أصل كردي.
استلهام شخصية سي السيد
يقول محفوظ عن زوج شقيقته" كان فظيعا، ومع ذلك كانت عندما يفيض بها الكيل تقف في وجهه بشراسة، أما والدي فربما أخذت منه في شخصية أحمد عبدالجواد حبه للفن فقط".
أما الشخصية الرابعة التي كانت ملهمة لنجيب محفوظ عند كتابته شخصية "سي السيد"، كانت عمه "سعيد" الذي كان معروفا بكثرة غرامياته وعلاقته النسائية.
وقدم شخصية "سي السيد" على شاشة السينما النجم الراحل يحيي شاهين، بينما أبدع فيه على شاشة التليفزيون النجم الراحل محمود مرسي.