الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعرفتم لماذا قال الرئيس السيسي ذلك؟

 

 

تسببت واقعة مُؤسفة استحوذت على اهتمامات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مؤخراً، مُحدثةً أزمة كبيرة، بعدما رفضت مجموعة من الفتيات المُغَسِّلات تغسيل فتاة بزعم أنها كانت لا تصلي.

وقالت إحداهن وتُدعى ريهام عبد الرحمن عبر صفحتها على فيسبوك: "ذهبت اليوم مع بعض الأَخَوات لغسل مُتَوفاة، فعلمنا أنها لا تصلي فرفضن تغسيلها".. وتابعت كلامها:"ترك الصلاة أمرٌ جللٌ وخطير.. نبهوا أهليكم وأحبابكم وكونوا دعاةً لهم".

في الحقيقة، تسبب هذا المنشور في إشعال غضب واسع في مصر بين رواد السوشيال ميديا، ولَقِيَ الأمر رواجاً كبيراً ممن طالبوا بتدخل الجهات المسئولة دينياً للبت والفصل في الأمر.

وعلَّق أحدْ الأشخاص على هذا الموقف مُستاءً: "عدد من الفتيات ارتكبن فعلة تفتقد الدين والأخلاق والإنسانية، وإكرام الميت، لَمَّا علِمنَ أنها تاركة للصلاة فرفضن تغسيلها.. ده على أساس أنها كافرة".

واللافت للأمر أن الفتاة لم تَسكُتْ، بل نشرت الموقف مفتخرة به.. وهو سلوك يفتقر للتربية والدين والإنسانية جَمعاء.. إضافةً للفهم السيئ والمتشدد والمُنَفِّر للدين من بنات تُعانين مشكلات نفسية.

مع الأسف، هؤلاء الفتيات وغيرهم كثيرين، نشأن على تحصيل الدين من المتشددين والاعتماد على كلمة من هنا أو هناك من شيخ أو داعية متشدد في المسجد.. ومن وجهة نظري، هذا الأمر خطير وحدث جلل لابد أن ننتبه إليه.

كَثُرَت التعليقات المشابهة الرافضة لمنشور الفتاة، فقال أحدهم: "المفروض أهل المُتوفاة يطردوهم شر طرده وتدفن بملابسها أكرم.. فهؤلاء القتلة ليس معهم توكيل من الله".

وعَلًّق آخر: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم، كسروا بخاطر أهل الميت.. لا فهموا الدين ولا عندهم ذوق".

وجاء رأي الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المتفرغ بجامعة الأزهر وأحد علماء الدين، مُعَقِّبَاً على ما حدث، قائلاً إنه إذا كان الشخص مُقِرَّاً بالصلاة وتركها كسلاً فهو مسلمٌ عاصٍ فاسق ولكن يجب أن يُغَسَّل ويُكَفَّن ويُدفَن في مقابر المسلمين، وجزاؤه عند الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه.

وأوضح كريمة أنَّ الدافع لهذا التصرف الأحمق من قبل هؤلاء الفتيات، هو الفكر السلفي المتأصل في عقول الكثير من الشباب والفتيات فهم يُكَفِّرون كل من يترك الصلاة، لا فرق لديهم بين جحوداً أو تكاسلاً، الأمر الذي يحتاج إلى مجهود كبير من الدولة لمحاربة هذا الفكر السلفي المُتَجذِّر في عقول عدد كبير من المصريين منذ بداية حكم الرئيس مبارك وحتى تنحيه عن الحكم.

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد طَرق من جديد، باب تجديد الخطاب الديني، الذي بات هدفاً مشتركاً تسعى إليه الدولة والمواطنين.. هدفاً مشتركاً يتزامن مع اتجاه الرئيس لبناء دولة حديثة، بكل ما يحمله المعنى، تكون قادرة على مواكبة تطورات ومتغيرات العصر.

وطَالب الرئيس السيسي، خلال مداخلة هاتفية في أحد البرامج التلفزيونية، الكاتب الدرامي عبدالرحيم كمال، (القاهرة كابول) بكتابة عمل درامي عن تجديد الخطاب الديني.

وقال الرئيس للكاتب كمال: "جَهِّزْ اللي أنت عايزه وأنا معاك، الدولة تاخد سنوات للتغلب على تحدياتها، كلامك عن تجديد الخطاب الديني لفت انتباهي، أنا داعم لك في أي عمل على مستوى الدولة، إذا كان الربح سيكون عائقاً أنا معاك، ومع تقديم الدعم الكامل للإبداع".

وأراد الرئيس في حديثه للكاتب كمال، أن يَحُثَهُ على كتابة أعمال درامية مبدعة تضمن تحريك المياه الراكدة فيما يخص تجديد الخطاب الديني.. التوجيه والتأكيد على أهمية إعادة تشكيل وعي المصريين.

أعتقد أن مصر تتحرك سريعاً من أجل إعادة مواطنيها حضارياً وثقافياً إلى وضعهم التاريخي اللائق، لذلك نحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل للنهوض فكرياً بمصر.

وضع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يده على صلب المشكلات الاجتماعية في مصر، فقطاع عريض من الشعب، أصبح مُتَخَبِطَاً دينياً، نتيجة لظروف كثيرة، من ضمنها تلك التي ذكرها الدكتور كريمة، لكن أهمها من وجهة نظري، عدم وجود تجديد فكري في الخطاب الديني، لذلك يرغب الرئيس في إنتاج مضمون درامي على قدر عالي من التوعية يُقَدِم نموذجاً يليق بحجم الدولة المصرية، خاصةً أن الثقافة والفنون والسينما هم من يُسهم في تشكيل وعي ووجدان المجتمع.

يرى الرئيس عبد الفتاح السيسي أنّ قضية الوعي بمفهومها الشامل هي القضية الأهم، وقال عن "الوعي بالدين": "حد يعرف إننا المفروض نُعيد صياغة فهمنا للمعتقد اللي إحنا مشينا عليه".

وتابع قوله: "كلنا ولدنا المسلم مسلم، وغير المسلم غير مسلم بالبطاقة التي ورثها"، ودعا الرئيس إلى التفكير في ذلك دون خوف.. كما أكد مجددًا على دعمه لأي عمل فني يستهدف "بناء الوعي الحقيقي، بما فيه الوعي الديني"، لتحصين الصغار والشباب في مصر: "ويبقوا فاهمين أوي الدنيا، حواليهم عاملة ازاي".

من قلبي: مع الأسف، مازال الخطاب الديني، حتى لحظتنا هذه، يقوم في بعض الأماكن والمساجد، بالحض على الكراهية والعنصرية والتمييز ضد المرأة.. وتصرف هؤلاء الفتيات المُشين، دون فهم أو وعي بصحيح دينهم هو أبلغ دليل على هذا الكلام.

من كل قلبي: ما حدث من الفتيات، مؤذي للإنسانية والدين، ويَصُب بكل تأكيد فيما يُطالب به الرئيس السيسي، من تغيير المفاهيم وتجديد الخطاب الديني والأهم الدعوة للتفكير وإعمال العقل.. فالعقل نعمة وليس زينة.. ويتوجب علينا أن مساندة حديث  رئيسُنا والتأكيد عليه في كافة وسائل الإعلام للتنوير والتوعية، فقد نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي، في زمن قياسي في تحقيق نتائج إيجابية من أجل تجديد وتصويب الخطاب الديني في مصر.

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط