الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زينب عبدالله تكتب: الرادار الإلهي

صدى البلد

 

أصبحَ من العادة والطبيعي أن نرى و نسمع يوميًا مشاجرات السائقين مع بعضهم البعض من سب وشتائم  أو مع بعض الركاب ، وضجيج آلات تنبيه السيارات،  أصوات الباعة الجائلين ، أصوات الدراجات النارية وهى تمر كالبرق بجوار السيارات وأيضًا أصبح من العادة سرعة سيارات الأجرة على الطريق وكأنها في سِباق وليست على طريق عام تحمل أرواح أُناس ليس لهم أى ذنب فيما يفعله هؤلاء السائقون سوى أنهم في حاجة إلى سيارات الأجرة للذهاب إلى عملهم يوميًا، هذا كله صار عادة يومية تمر على أسماعنا وأبصارنا عند خروجنا للعمل في كل يوم .

ولكن هل من العادة والطبيعي أن نرى ونسمع عن حادث طريق كل يوم ؟ هذا هو ما لا يمكن تحمله .

ففى ذات يومٍ وأنا في طريقي إلى العمل إذ فجأةً سمعتُ صراخًا شديدًا..... ! أين ؟ في السيارة الأجرة التي أنا فيها انتبهتُ سريعًا لأجد السيدة التي تجلس في الكرسي الأمامي هى التي صرخت و وجدتها تتعلق بالرجل الذي بجوارها من شدة الخوف التفتُ سريعًا للجهةِ الأخرى  إذ بي أرى رجلًا مستلقيًا على الأرض و رأسه ملطخة بالدم و يقول: ( هو إيه اللى حصل )، ورأيت رجلًا تطوع و حمله جانبًا وبجوار هذا الرجل المصاب دراجة نارية  واقعة على الأرض وعليها رجل، و وراءه طفلًا لا يتجاوز العاشرة من عمره وإذ بهذا الرجل ينهض مسرعًا و يقود دراجته و يفرُ هاربًا تاركًا وراءه الطفل المسكين الذي أخذ يجري مسرعًا هو الآخر وهو يبكي ويستغيث بأصحاب السيارات المارة عليه ليركب ويهرب هو الآخر ....

وبعد أن أخذتُ نفسًا عميقًا من هولِ ما رأيتُ ، سألتُ السيدة التي صرخت ، فقلت لها : ماذا رأيتي؟

قالت : ( الموتوسيكل رفعه و رماه على الأرض )

ألمْ  يعلم من فرّ هاربًا معتقِدًا أن لم يره أحد - قول الله تعالى - ( أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّه يَرَى ) - سورة العلق - آية ( ٤١) خاف من أن يمسكه أحد من الناس ألم يخف من رب الناس الذي يقول - جلّ شأنه - ( أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَد ) - سورة البلد - آية (٥)،  وقال أيضًا رب العزة في - سورة الصافات - ( وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ  ) آية( ٤٢) وكثير من الآيات التي تدل على أن الله لم يترك أى مذنب دون أن يلقى عقابه.

وفي اليوم التالي تقريبًا كنتُ أجلس في الكرسي الأمامي بجوار السائق و إذ به يتسابق مع زميل له بسيارته على الطريق و فجأةً قال : بصوتٍ مرتفعٍ ... (استنى هدي شويه يا ..... فيه حادثة أمامنا ) وبعد أن كانت سرعة السيارات مئة كيلو  كل السيارات أبطأت سرعتها جدًا و تلاصقت في بعضها البعض ولم نستطع رؤية ماذا على الطريق ؟ وبدأت الحجب تنكشف ما بين سيارات الأجرة وإذ بي أرى جثةً ملقاةً على الأرض مغطاةً بملاءة سرير ولم يظهر منها سوى غطاء الرأس ( الطرحة ) ..... عرفتُ أنّها امرأة ولا يقف بجوارها سوى رجال شرطة المرور يحاولون إبعاد السيارات عنها لأنها ملقاةً في وسط الطريق على الكوبري لقد صدمها أحد السائقين و فرّ هاربًا هو الآخر !! ....... هل أصبحت عادة ؟

وبعد أن نزلت السيارة من أعلى الكوبري وكانت سرعتها مئة  كم /س تقريبًا أصبحتْ سرعة أى سيارة في هذا الشارع خاصةً ستون كم/ س  بل أقل من ذلك .....لماذا ؟ ماذا يحدث ؟ ولماذا أبطئت جميع السيارات سرعتها في هذا الشارع خاصةً ؟ كان هذا سؤالي للسائق .

رد عليّ قائلًا : ( الشارع ده فيه رادار يسجل السرعة ) ..سبحان الله يخاف من رادار من صُنع البشر ولا يخاف من الرادار الإلهي الذي لا يخفى عليه شيء إنه الله الذي يسمعُ و يرى  ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( سورة الشورى : آية 11)