دخلت مصر الموجة الرابعة من فيروس كورونا «كوفيد - 19»، حيث قالت وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، إن «أعداد مصابي فيروس كورونا في تزايد، وهناك احتمالية بـ تصاعد أرقام المصابين مع نهاية شهر سبتمبر المقبل».
كما أعلنت «زايد» الإسبوع الماضي، اكتشاف أول حالة إصابة بـ متحور «دلتا بلس» إحدى سلالات فيروس كورونا، وذلك منتصف يوليو الماضي، موضحة أن «المصابة سيدة ولم تتطلب حالتها الصحية الحجز بالمستشفى، خاصة أن الدراسات أثبتت أن المتحور ليس الأشرس لكنه الأسرع انتشاراً».
وشددت على ضرورة الإسراع بالتسجيل لحجز لقاح كورونا حيث أثبتت اللقاحات فاعليتها ضد المتحورات للفيروس، وهو ما نسعى إليه من خلال تطعيم أكبر عدد من المواطنين لمواجهة الفيروس
مستشار الرئيس يحذر
ومن جانبه حذر الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشؤون الصحية، من أن مصربدأت بالفعل الموجة الرابعة لفيروس كورونا؛ وهذا يرجع للتراخي في تنفيذ الإجراءات الاحترازية خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف عوض في تصريحات أن الموجة الرابعة تشهد إصابات عائلات بأكملها»، متابعا: «من كرم ربنا علينا إن 85% من الإصابات بسيطة، ولكن الحالات الشديدة تزداد مع زيادة الإصابات».
وأوضح أنه «كلما زاد عدد المواطنين الحاصلين على لقاح كورونا، قل عدد الوفيات، وكانت الإصابات أقل خطورة، مؤكداً قدرة اللقاحات على مواجهة جميع المتحورات».
وأشار إلى أن الإصابات المعلن عنها حول العالم، والتي تقدر بالملايين، لا تمثل أكثر من ثلث الإصابات الحقيقية، موضحا أن أكتوبر المقبل ذروة الموجة الرابعة من كورونا.
المصايف السبب
وحول ارتفاع أعداد إصابات كورونا وإمكانية إصابة العائلة بأكملها بفيروس كورونا، قالت الدكتورة وجيدة أنور، عضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، إن الأمر وارد خاصة بعد عيد الأضحى والسفر إلى المصايف، حيث ازدحام الشواطئ بالمصطافين والاختلاط والتخلي عن الإجراءات الاحترازية والوقائية المقررة لمواجهة كورونا.
وأضافت «أنور» في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن تخلي المواطنون تماما عن الكمامات المانع الأول لنقل العدوى سيكون له دورا في زيادة الإصابات بـ كورونا، معقبة: «لا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة والعودة مرة أخرى الالتزام بالإجراءات الاحترازية»
واختتمت: «الوضع في مصر أفضل بكثير من غيرها من الدول ولكن علينا أخذ اللقاحات والالتزام بالإجراءات ومراقبة القادمين إلى مصر خاصة لو من مناطق بها انتشار للفيروس».
ما هو متحور دلتا؟
وبخصوص متحور دلتا، تعتبر هو السلالة المهيمنة لفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وهو أكثر عدوى من السلالة الأصلية لفيروس كورونا بنسبة 60%.
ويحتوي متغير "دلتا" على طفرات متعددة يبدو أنها تمنحه ميزة على السلالات الأخرى، والميزة الواضحة الأكثر أهمية هي أن الطفرات قد تجعل السلالة أكثر قابلية للانتقال، مما يجعلها أيضاً أخطر متغير حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الهند وبريطانيا والكويت وكثير من دول العالم.
ما هي أعراض المتحور دلتا؟
الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف والسعال والحمى وفقدان حاسة الشم أو التذوق والشعور بالقشعريرة، وفقدان الشهية، وآلام العضلات، هي الآن الأعراض الأكثر شيوعاً المرتبطة بعدوى السلالة المتحور دلتا الجديد.
هل اللقاحات الحالية فعالة مع "دلتا"؟
وجدت أبحاث حديثة أجرتها حكومة المملكة المتحدة أن التطعيم الكامل لا يزال فعالاً إلى حد كبير ضد سلالة "دلتا"، لكنه قد يكون أقل فعالية قليلاً مع متغير "دلتا" عند المقارنة مع المتغيرات الأخرى، وأوضحت دراسة أخرى يصاب "المتحور دلتا" ويتفشى لدى الأشخاص لم يتلقوا التطعيم الخاص بكوفيد ـ 19، والذين تلقوا التطعيم بالكامل لديهم حماية نسبية ضد متحور دلتا.
لماذا يعتبر "دلتا" الأكثر قابلية للانتقال؟
إن هذا المتغير ذو القابلية العالية للعدوى، يمثل خطراً كبيراً على من لديهم "نقص حاد في المناعة" سواء من التطعيم أو الإصابة السابقة أو يعانون من أمراض أخرى، حتى لو لم يكن المتغير أكثر فتكاً من المتغيرات السابقة من الفيروس؟.
وأوضحت دراسة أن زيادة قابلية الانتقال هو تهديد أساسي، فـ الفيروس الذي كان يمكن أن يصيب ثلاثة أشخاص في المتوسط يمكن أن يصيب الآن أربعة.
ما الحل للسيطرة على المتحور دلتا؟
يعد متغير دلتا دليلاً إضافياً على كيفية استمرار تطور فيروس كورونا المستجد، وكيف يستمر هذا التطور في إنتاج متغيرات أكثر خطورة من تلك التي سبقتها.
ومن الأدلة المتاحة قد يكون «المتحور دلتا» هو البديل الأكثر قابلية للانتقال حتى الآن في العالم، وبالتالي يشكل أكبر خطر على السكان غير المحصنين، وربما أيضاً السكان الذين تلقى معظمهم جرعة واحدة فقط.
وأفضل طريقة لـ تحجيمه هي إعطاء فرص أقل للفيروس في التطور من خلال منع تفشي المرض واحتوائه باحتياطات فعالة مثل أقنعة الوجه والتهوية المناسبة وتطعيم الأشخاص.
ارتفاع أعداد الإصابات
ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس السبت، عن خروج 432 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 237817 حتى اليوم.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية، والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 251 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 8 حالات جديدة.
وقال "مجاهد" إنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
وذكر "مجاهد" أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى السبت، هو 287644 من ضمنهم 237817 حالة تم شفاؤها، و 16714 حالة وفاة.