تحل غدا "الثلاثاء" ذكرى رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ والذى قدم عددا من الروائع الأدبية والتى تم تحويلها إلى أعمال سينمائية حتى أصبحت من أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما وكانت وما تزال أعمال نجيب محفوظ الأدبية مَحط أنظار صُنّاع السينما والدراما، وعلى مدار العقود الخمسة الأخيرة تم نقل أغلب رواياته إلى الشاشة الكبيرة على يد نخبة من كبار المخرجين مثل: كمال الشيخ، صلاح أبو سيف، عاطف الطيف، وغيرهم.
ونرصد فى التقرير التالى أبرز الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ والتى تم تحويلها إلى أفلام.
وصل عدد الروايات التى تحولت إلى أفلام إلى 21 رواية وهي: "اللص والكلاب، بين القصرين، بداية ونهاية، زقاق المدق، الطريق، القاهرة 30، خان الخليلي، قصر الشوق، السمان والخريف، ميرامار، السراب، ثرثرة فوق النيل، السكرية، الشحاذ، الحب تحت المطر، الكرنك، عصر الحب، الشيطان يعظ، وكالة البلح، قلب الليل، الحب فوق هضبة الهرم.
كما وصل عدد الروايات التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية إلى 8 روايات، وهي:" اللص والكلاب، الباقي من الزمن ساعة، بين القصرين، قصر الشوق، حضرة المُحترم، الأقدار، حديث الصباح والمساء، أفراح القبة".
بداية ونهاية 1960
تدور أحداث فيلم بداية ونهاية حول ثلاثة أشقاء – شابان وفتاة – تنهار حياتهم المستقرة بعد وفاة الأب والمعيل الوحيد للأسرة، ومن ثم يتفرقون في الحياة ويسلك كل منهم طريق مختلف سعيًا وراء أهدافه، ولكن مع تصاعد الأحداث تتقاطع تلك الطرق، ويصبح كل منهم عقبة في مسيرة الآخر!!.
كانت بداية ونهاية أولى روايات نجيب محفوظ التي حُوّلت إلى فيلم سينمائي، والذي حقق نجاحًا مدويًا على المستويين الجماهيري والنقدي، وكان سببًا مباشرًا في جذب أنظار السينمائيين إلى إنتاج نجيب محفوظ الأدبي، واستغلاله سينمائيًا في السنوات اللاحقة. الفيلم من إخراج صلاح أبوسيف وأعد له السيناريو صلاح عز الدين، وكتب الحوار أحمد شكري وكامل عبد السلام، وشارك في بطولته فريد شوقي، عمر الشريف، سناء جميل، صلاح منصور، وأمينة رزق.
اللص والكلاب- 1962
يدور الفيلم حول سعيد مهران (شكري سرحان) اللص الذي يتم القبض عليه ويُودَع السجن بسبب وشاية مساعده عليش، الذي تعمد الإيقاع به حتى يتمكن من الزواج بزوجته بعد تطليقها منه، و بعد انقضاء مدة العقوبة يخرج سعيد للعالم مرة أخرى ليجد أنّ كل شيء قد تغير، وحتى صديقه القديم يتنصل منه بعدما أصبح صحفيًا لامعًا، وحين يتيقن من أنّه لم يعد يملك ما يخسره يقرر الانتقام من رفقاء الماضي الذين أصبحوا ألد خصوم اليوم، لكن خلال سعيه للانتقام يتورط في العديد من الجرائم عن طريق الخطأ حتى يصبح المطلوب رقم واحد للعدالة في مصر، ويتحول القصاص منه إلى مطلب شعبي.
فيلم اللص والكلاب مقتبس عن رواية بنفس العنوان، وهي بدورها مقتبسة عن قصة حقيقية تصدرت الصحف وشغلت الرأي العام لفترة طويلة. الفيلم من إخراج كمال الشيخ، وكتب السيناريو صبري عزت، وكتب الحوار علي الزرقاني، ومن بطولة شادية، شكري سرحان، كمال الشناوي، وفاخر فاخر.
الطريق – 1964
تدور أحداث الفيلم حول الشاب صابر الرحيمي (رشدي أباظة) الذي تشعر أمه السجينة باقتراب أجلها، ومن ثم تصارحه بماضيها المُدنَس وتعترف له باسم والده الحقيقي، والذي هو أحد الأعيان فاحشي الثراء، ومن ثم ينطلق صابر في رحلة طويلة على طريق المجهول باحثًا عن ذلك الأب آمِالًا أن يمد له يد العون، وينتشله من حالة الضياع التي يعيشها، إلّا أنّ حياته تنقلب مع وصوله إلى القاهرة، ويجد نفسه في مواجهة عدة اختبارات وخيارات تكشف له حقيقة نفسه التي كان حقًا يجهلها!.
فيلم الطريق مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل نفس الاسم، وكتب له السيناريو والحوار حسين حلمي المهندس وأخرجه حسام الدين مصطفى، بينما ضم طاقم البطولة رشدي أباظة، شادية، سعاد حسني، بالاشتراك مع تحية كاريوكا التي جسدت شخصية أم صابر بجدارة واقتدار، وكانت محقةً تمامًا في قبول تقديم هذا الدور الصغير وهي في ذروة نجوميتها.
القاهرة 30 – 1966
تدور أحداث فيلم القاهرة 30 في ثلاثينات القرن الماضي حول الشاب الجنوبي محجوب عبد الدايم (حمدي أحمد) الذي يعاني من حياة الضنك في القاهرة، مما يدفعه للبحث عن أي وظيفة يقتات منها، وبالفعل يعرض عليه أحد معارفه وظيفةً مناسبةً في مقابل أن يتزوج صوريًا من فتاة تدعى إحسان (سعاد حسني) عشيقة أحد البكوات؛ كي يكون غطاءً على ما يمارسونه من فُحش، وبالفعل يقبل محجوب العرض رغم حقارته، ومن ثم تنقلب حياته بالكامل ويبدأ في اكتشاف عوالم جديدة طالما كانت متواجدة حوله لكنه لم يدرك حجم فسادها.
الفيلم مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل عنوان القاهرة الجديدة، وتولى إخراجه صلاح أبوسيف الذي شارك أيضًا في كتابة السيناريو إلى جانب علي الزرقاني و وفيق خيري، بينما كتب الحوار لطفي الخولي، وضم طاقم التمثيل سعاد حسني، أحمد مظهر، وحمدي أحمد.
رواية القاهرة الجديدة، واقعية نجيب محفوظ التي أوصلته للعالمية
السمان والخريف – 1967
يرصد فيلم السمان والتاريخ رحلة عيسى الدباغ (محمود مرسي)، الذي يعاني من التهميش بعد حلّ الحزب السياسي الذي كان ينتمي إليه في أعقاب ثورة يوليو، وبالتالي يتم استبعاده من كافة المناصب الرفيعة التي كان يشغلها، مما يضعه تحت ضغط نفسي شديد ويشعر بالاغتراب عن ذاته، إلّا أنّ كل شيء يتغير حين يلتقي بفتاة الليلة المدعوة ريري (نادية لطفي)، ويقيمان معًا علاقة كل منهما يسعى من خلالها إلى إشباع رغبة مختلفة.
الفيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب نجيب محفوظ، الذي شارك كذلك في كتابة سيناريو الفيلم مع أحمد عباس صالح، بينما تولى الإخراج حسام الدين مصطفى، والفيلم من بطولة محمود مرسي، نادية لطفي، عبدالله غيث، عادل أدهم، وميمي شكيب.
ثرثرة فوق النيل – 1971
تدور أحداث الفيلم في أعقاب هزيمة 1967 “النكسة”، ويستعرض الواقع الاجتماعي والسياسي السائد في تلك الفترة من خلال شخصيات متباينة تجمعهم جلسات اللهو وتعاطي المخدرات داخل إحدى العوامات المطلة على النيل، التي يملكها ممثل سينمائي يدعى رجب القاضي (أحمد رمزي)، حيث يجدون جميعًا في دخان الحشيش ملاذًا من واقعهم المُحبط الأليم.
تم تحويل رواية نجيب محفوظ الشهيرة إلى عمل سينمائي على يد المخرج حسين كمال وكاتب السيناريو ممدوح الليثي، وشارك في بطولة الفيلم أحمد رمزي، ميرفت أمين، سهير رمزي، عادل أدهم، ماجدة الخطيب، أحمد توفيق، صلاح نظمي، كما قدم عماد حمدي من خلاله أفضل أدواره على الإطلاق، ويعد الفيلم بشكل عام علامةً بارزةً في تاريخ السينما المصرية.
بين السماء والأرض – 1959
تدور أحداث فيلم بين السماء والأرض حول مجموعة من الغرباء التعساء تجمعهم الصدفة داخل مصعد كهربائي، ولكن فجأة يتعطل المصعد بهم ليصبحوا جميعًا عالقين بين السماء والأرض، وحين يدركون أنّ حياتهم قد أصبحت على المحك يبدأ كل منهم في استعادة ذكرياته، ومراجعة مواقفه ومواجهة نفسه بحقيقته.
يعد فيلم بين السماء والأرض أحد أفضل أفلام الخمسينات بصفة خاصة، وأحد أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية في تاريخها بشكل عام، كتب نجيب محفوظ قصة الفيلم، بينما تولى كتابة السيناريو صلاح أبوسيف و السيد بدير وانفرد الأخير بكتابة الحوار، والفيلم من إخراج صلاح أبو سيف، ومن بطولة هند رستم، محمود المليجي، عبدالسلام النابلسي، عبدالمنعم إبراهيم، عبدالمنعم مدبولي.
أهل القمة – 1981
كانت كتابات نجيب محفوظ مواكبةً لعصره وأحيانًا سابقةً له، وابتداءً من منتصف السبعينات بدأ في رصد التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في ظل السياسات الاقتصادية الجديدة، ومن أبرز أعماله الأدبية في تلك الفترة كانت قصة قصيرة بعنوان أهل القمة، ألهمت المخرج علي بدرخان وكاتب السيناريو مصطفى محرم، ومن ثم قاما بتحويلها إلى فيلمٍ سينمائي يعد من أفضل الأفلام السينمائية في فترة الثمانينات.
تدور أحداث الفيلم حول اللص زعتر (نور الشريف)، الذي يقوم بتهريب البضائع من الجمارك لصالح أحد رجال الأعمال، ثم يستغل حالة الانفتاح الاقتصادي ويعمل لصالح نفسه، ويتمكن من تكوين ثروة كبيرة في زمن قياسي، ومن ثم يقتحم عالم أهل القمة الذي يضم العديد من الشخصيات البارزة ذوي الثروة والنفوذ، ويبدأ في استكشاف ما يدور خلف كواليسه.
قلب الليل – 1989
يدور الفيلم حول جعفر الراوي (نور الشريف)، الذي ينتقل للعيش في كنف جده – عظيم الشأن – السيد الراوي (فريد شوقي)، والذي يحاول فرض سيطرته عليه ويحدد له مسار حياته، إلّا أنّ جعفر في شبابه يعلن التمرد مما يدفع جده لطرده وحرمانه من الميراث، ليبدأ جعفر بذلك مرحلةً جديدةً في حياته يسودها الاضطراب والتخبط، وينطلق في رحلة طويلة محاولًا البحث عن ذاته.
الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم، وكتب السيناريو الخاص به محسن زايد – الذي يعد من أبرع كتاب السيناريو الذين استطاعوا نقل أعمال نجيب محفوظ إلى الشاشة – ومن إخراج عاطف الطيب، ومن بطولة نور الشريف، فريد شوقي، هالة صدقي، محمود الجندي، محسنة توفيق، وصلاح رشوان.