الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: مؤتمر بغداد وبناء العراق الجديد

صدى البلد

ما أشبه الليلة بالبارحة حينما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل 7 سنوات من الان للشعب المصري " حافظوا علي بلدكم " واليوم يقولها السيسي في مؤتمر  بغداد الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد بحضور عدد كبير من رؤساء الدول العربية والاسلامية فضلا عن حضور الرئيس الفرنسي ماكرون وممثلين عن تركيا وايران .
وناقش مؤتمر بغداد السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة. وقد اعطي المؤتمر رسائل واضحة ومباشر و اجماع من قبل الدول العربية والاوروبية علي ضرورة تحقيق التنمية والاستقرار في دولة العراق الشقيقة الحبيبة التي يطلق عليها بلد الرافدين وصاحبة اقدم الحضارات القديمة والتي كانت اهم الدول العربية في الثقافة والعلوم والعلماء وبها جميع عوامل التقدم والتطوير والنهضة ،لولا ما حدث لها خلال العقدين الاخيرين من احتلال امريكا ومن قبلها حروب مع ايران وعمليات ارهابية لا تنتهي فضلا عن محاولات تقسيم العراق الي اعراق ومذاهب اسوة بدول عربية اخري مثل السودان بهدف اضعافها وتمزيق روابط قوتها وايقاف نموها الاقتصادي الذي كانت تشهده من قبل !
ومن المتعارف عليه ان العراق واجه تأثيرات سلبية بالغة للإرهاب والحروب خلال السنوات العشرين الماضية وهذا ما ساهم في تدمير البنية التحتية والاقتصادية هناك في البلد العظيم العراق . وهو ما جعل الرئيس السيسي
يطالب الشعب العراقي في كلمته في المؤتمر ،بان يحافظوا علي بلدهم الغالي ويشاركوا في الاستحقاق الانتخابي المقبل ليختاروا من يمثلهم ويعملون من اجل استقرار بلدهم ،بجانب استعداد مصر  لدعم العراق في اي وقت لتحقيق استقراره واستعادة دوره العربي والإقليمي الفاعل والمؤثر بالتأكيد.
وتعددت خلال الآونة الأخيرة زيارات المسؤولين العراقيين إلى مصر حيث تم الاتفاق على التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،مع ضرورة تنفيذ المشروعات المشتركة مع العراق ومساعدته في مكافحة الإرهاب.
وتأتي مشاركة الرئيس في المؤتمر في إطار حرص مصر على دعم عودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي ولضمان أمنه واستقراره وتقدمه والحفاظ علي امن شعبه الشقيق. وهذا ايضا مطلب دول جوار العراق التي اعلنت التزامها بدعم الحكومة العراقية الوطنية والشعب العراقي في مواصلة البناء والتنمية وتحقيق الاستقرار واعادة دور العراق الريادي في المحافل الدولية المختلفة والقضاء علي الارهاب والفكر المتطرف هناك . 
 وناقش مؤتمر بغداد  السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار مثل ايران وتركيا  والدول الصديقة الاخري وهي رسالة هامة بلا شك تؤكد علي النية الصادقة في تنمية العراق وتقدمه في المسار الاقتصادي والسياسي السليم والقضاء علي الارهاب وتحقيق الامن والاستقرار والتنمية في كافة البلاد في العراق.
كما ان تكرار زيارة الرئيس السيسي للعراق في اقل من شهرين تقريبا لها دلالات هامة ،عندما زار السيسي العراق 
في يونيو الماضي للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن وذلك في أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاما وهذا بالطبع له دلالات هامة بضرورة تنمية العراق وتحقيق استقراره وامنه لان هذا يعد جزء هام من الامن القومي العربي الذي تحرص مصر علي الحفاظ عليه بشتي الطرق من اجل الشعب العراقي العظيم الذي صبر كثيرا علي المحن والازمات التي مر بها طوال السنوات الماضية .
نحن مع استقرار العراق ووحدته وتقدمه الاقتصادي والسياسي وعودة دوره الثقافي المعهود مجددا .ومن اجمل ما حدث في المؤتمر امس هو الاصرار علي العمل الجماعي العربي من اجل النهوض بالعراق وتحقيق استقرارها لانها بلد عربي مهم واستقراره يعني استقرار الوطن العربي كله ،وما حدث ويحدث الان من اهتمام عربي بالعراق، ربما  يكون نواة لتجمع عربي موحدا ،نتمناه ،بدأ مؤخرا باجتماع ثلاثي بين مصر والاردن والعراق لتفعيل التعاون العربي في كافة المجالات لتحقيق التنمية والاستقرار والقضاء علي الارهارب في العالم العربي وربما العالم كله ! وسيمتد الي باقي الدول العربي علي ارض الواقع باذن الله.
لذا فان خطوة مؤتمر بغداد هامة للغاية في طريق عودة العمل العربي المشترك وربما اعادة احياء فكرة السوق العربية المشتركة والدفاع العربي المشترك واقامة تكتل العربي موحد يجابه التكتلات الغربية الاخري في عصر لا يعترف الا بالقوة والتكتلات!