الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء علي تكتب: حكاية كوميدية لدكتوراه حبيشة وفخرية

صدى البلد

مصطلح الدكتوراه كما اعتدنا يُطلق عل الباحثين، في شتى العلوم التي تُدرس بالفعل في الجامعات المُعتمدة لدى الحكومات، اما المصطلح الذي دخل حديثا "الدكتوراه الفخرية" فهي شهادة شرفية تكريما من مؤسسات وجامعات عريقة، كجامعة ويلز والتي اهدتها لبعض الفنانين ممن لهم أعمال خدمت المجتمع والانسانية، ولأشخاص متميزين في مجالات مُختلفة كالفن والادب والخدمات الاجتماعية من المتطوعين، وتعبيرا عن شكر وعرفان لهم لبلوغهم إنجاز معين.

ولكن في السنوات الأخيرة، أصبحت الالقاب تُعطى لكل "من هب ودب" ودون أدنى اهتمام بما يُقدمه الشخص  الحاصل على اللقب، سواء أم مثالية او دكتوراه فخرية، فهل هو اوهي مشهود له بالعطاء والإنجازات والمواقف العظيمة، التي غيرت مجرى التاريخ؟ مثل جيفارا الذي اسقط حُكم بلاده الظالم، وكان داعما ومساندا لصوت الحق، وحارب العصابات دفاعا حفاظا على وطنه، وإذا استطرنا في الحديث عن هؤلاء لن نكتفي بالكلمات عن ما قدموه وغيروا به مجرى تاريخ البشرية.

أما ما سمعنا به خلال الايام الماضية، عن جهة غير معروفة اوكما يُطلق عليها "بير السلم"، ومنحها الدكتوراه الفخرية للممثل محمد رمضان، وهنا السؤال ما الانجاز الذي قدمه ليحصل عليها؟ عبده موته ام حبيشة ام الأغاني بملابس عارية خليعة، وكلمات تخلو مُطلقا من المعاني، صدر للشباب والأطفال افكار البلطجة والعنف من خلال الدراما، وبسببها واجهه من الجمهور سخط كبير، واتهامات بترويج العنف في المجتمع.

الامر الذي أثارغضب الشارع المصري، وما زال يُثير القلق خوفا على الأجيال القادمة من الأفكار المتطرفة، والتي من شأنها تؤدي إلى تدمير العقول وتخريب القيم الإنسانية الأصيلة لمجتمعنا، العريق الذي اشتهرمنذ الازل وإلى الابد بتصدير العلم والعلماء، والادب والفن الراقي الجاذب للمواهب من مختلف انحاء العالم.

تُرى السبب في ذلك،  انتشار مراكز بيع الوهم، والزيف لأصحاب المال والعقول الفارغة، والباحثين عن الألقاب والبرستيج الوهمي، "واللي يدفع اكتر ياخد شهادة أكبر وكله بتمنه"، كالشهادات المضروبة ماجيستير ودكتوراه، ناهيك عن باحث استراتيجي إلى خبير تنموي وبروفيسور، وما إلى ذلك من مسميات زائفة لا أصل لها.
لفتني رد الدكتور أحمد الطيب، في مكالمة هاتفية مع طالب من أوائل طلبة الشهادة الأزهرية يهنئته فيها  على تفوقه، قال الطالب من يتحدث فرد عليه أنا احمد الطيب، في تواضع شديد ولم يقُل انا الدكتور فلان، وهوحق أصيل له وكأنه يبعث برسالة مضمونها، أن الإنسان المتواضع يتعامل بخُلقه أولا وأخيرا لا بمنصبه وشهادته، بالرغم من أنه عالم جليل وليس دكتور جامعة وحسب.
بينما يحضرني موقف، عندما اتصلت بالأستاذ الدكتور حسن حلمي استاذ الجيولوجيا بجامعة المنيا، لإجراء حديث صحفي معه عن إكتشافه، لمعدن جديد  احدث ضجة كبيرة في الوسط العلمي على مستوي العالم، والذي اخجلني بتواضعه عندما اعطاني ميعاد لمقابلته، والتزم بميعاده معي بالرغم من ان الجامعة كانت في ايام الاجازة الصيفية، وبالرغم من مشاغله كعالم وباحث، ولكنه التزم بالموعد المُحدد، وهو موقف لن يصدر من جاهل حاصل على ورقة من بير السلم لا قيمة لها ولا معنى "دكتوراه فخرية" وبذلك تكون  الرسالة.