قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما هي السبل الآيلة إلى تجديد الخطاب الديني؟.. الإفتاء تجيب

×

تجديد الخطاب الديني.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالاً نصه: ما هي السبل الآيلة إلى تجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الديني

وقالت الإفتاء، إن تجديد الخطاب الديني أمرٌ تفرضه الظروف والأحداث والمستجدات في شتى مجالات الحياة وتغير العصور والأزمنة، والمراد بتجديد الخطاب الديني: تطوير أساليب الدعوة إلى الله ورسوله بما يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه، وفي ضوء الأمر الإلهي الوارد في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].

وأكدت الدار في فتواها: أنه من الواجب علينا كمسلمين أن نقدم الصورة الحقيقية للإسلام وتصوراته الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وفقًا للفهم الصحيح عن العلاقات الدولية والاجتماعية والسياسية وسائر قضايا الإنسان المعاصر؛ لأن هذه المفاهيم تتغير من عصر لآخر وفقًا لطبيعة التعايش في المجتمع بين المسلمين وغير المسلمين ووفقًا لما يستجد من أحداث في الحياة على مر العصور، كل ذلك وفقًا للفَهم الصحيح للكتاب والسنة.

وشددت على ملاحظة أن تجديد الخطاب الديني ليس معناه التعرض لأصول الإسلام وثوابته كالعقائد والأمور المجمع عليها، ولا يعني تجاهلَ آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح، وإنما يعني الفَهمَ الصحيح لهذه الآية أو ذلك الحديث بعيدًا عن التشدد والتعصب في الدين؛ لأن الإسلام يدعو إلى كل ما هو حسن، وينهى عن كل ما هو قبيح، ويرفض التشدد والتعصب في غير الحق.

فقه الواقع

فيما أشار الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم-، خلال حديثه عن فقه الواقع والحاجة الملحة إلي تحقيقه، إلى أن تجديد الخطاب الديني والإفتائي أصبح الضرورة الأكثر إلحاحًا في واقعنا المعاصر، لما يمثله هذا الخطاب من أهمية تدعم استقرار المجتمعات.

وأضاف “نجم” في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" تعقيباً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ قليل بضرورة تأهيل وتدريب الأئمة والوعاظ على فقه الواقع ومستجداته بما لا يخالف الشرع الحنيف وبما يناسب فقه الواقع، أنه منذ أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تجديد الخطاب الديني ودار الإفتاء المصرية تعمل على قدم وساق من أجل القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، وظهرت ثمرات ذلك خلال السنوات الماضية في عدة مشروعات ومبادرات ناجحة نفذتها الدار، ولا ترتبط بالواقع المحلي فقط، بل يمتد أثرها إلى العالم أجمع من خلال المظلة الدولة التي أنشأتها الدار وهي الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تضم علماء ومفتين من ٦٥ دولة اجتمعوا على أهمية التعاون من أجل ضبط بوصلة الإفتاء وتجديد الخطاب الديني بما يضمن استقرار المجتمعات ورقيها.

وأشار “نجم” إلى أن قضية بناء الوعي المجتمعي من المهام التي أخذتها دار الإفتاء على عاتقها، خاصة فيما يتعلق بمواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة وتصحيح المفاهيم الدينية التي استلبتها الجماعات الإرهابية من أجل السيطرة على عقول الناس لتحقيق أغراضهم السياسية الدنيئة.

وأوضح أن الدار حذرت مرارًا وتكرارًا من السير وراء المعلومات غير المنضبطة المغلوطة التي يروجها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتأثر بها الكثيرون سلبًا خاصة من فئة الشباب، لذا فقد اهتمت الدار بمواجهة هذا الأمر من خلال اقتحام الفضاء الإلكتروني عبر صفحاتها الرسمية حيث يبلغ عدد متابعي صفحة دار الإفتاء ما يقرب من ١٢ مليون متابع، وقد استخدمت الدار الأساليب الحديثة في مواجهة هذه الظاهرة وكذلك في بناء الوعي لدى الشباب ومن ضمن هذه الوسائل استخدام الموشن جرافيك وخدمة البث المباشر في محاولة لتصحيح المفاهيم بطريقة سهلة وميسرة.

ولفت مستشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء والمفتي يوليان اهتمامًا كبيرًا بالشباب وتحصينهم من الأفكار الهدامة التي تحاول جماعات التطرف والإرهاب بثها إلى عقولهم، لذا فالمفتي حريص كل الحرص على القيام بكل ما من شأنه بناء الوعي لدى الشباب بوسائل عدة ومن ضمنها اللقاءات المباشرة معهم، ولعل آخرها لقاء للمفتي في لقاء مفتوح مع طلبة جامعة القاهرة حيث أجاب عن الكثير من التساؤلات والقضايا التي تشغل أذهانهم، ليثبت بذلك أن مؤسسة دار الإفتاء المصرية تدرك تمامًا أن بناء الوعي الرشيد وفهم الدين الصحيح من واجبات الوقت التي تقتضيها المرحلة الحالية لمواجهة أهل الشر.