الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: ضرورة تجديد الخطاب الديني (1)

صدى البلد

يعاني العالم العربي والإسلامي من الإرهاب البغيض خاصة مصرنا الحبيبة، ومعلوم أن وراء ذلك الإرهاب مؤامرة خبيثة وراءها قوى الشر الحاقدة على الإسلام والعرب والطامعين في أرضه وثراوته.. وللأسف الشديد أن الذين يقومون بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي قد تزيوا بزي الإسلام وقدموا أنفسهم على أنهم دعاة ومسلمين استغلوا حمية الشباب وغيرتهم على الدين وقاموا بتضليلهم والتغرير بهم تحت مسمى الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام ورفع رايته، هذا ولقد كان للفتاوى الخاطئة والتي أفتى بها بعض أدعياء العلم الأثر البالغ في نفوس الشباب المضلل، ولقد خلط هؤلاء الأدعياء ما بين الجهاد المشروع والذي حث عليه الله تعالى في كتابه الكريم وحثت عليه السنة النبوية الشريفة ورغبت فيه وهو الذي لا اعتداء فيه ولا عدوان، وإنما هو الدفاع عن المقدسات والأرض والنفس والمال والعرض..
وهنا أؤكد أن شريعة الإسلام قد جعلت للدماء حرمة شديدة من ذلك قوله تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» وقوله عز وجل «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق».
وغير ذلك من الآيات الكثير ولقد جعل الإسلام حرمة الدماء بين البشر جميعًا مع اختلاف أديانهم وعقائدهم، ويؤكد ذلك حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه «من قتل رجلًا من أهل الذمة لم يجد رائحة الجنة» وقوله عليه الصلاة والسلام «لزوال الدنيا بما فيها أهون عند الله من أن تراق قطرة دم بغير حق» وغير ذلك من الأحاديث الكثير ولقد نهى الإسلام عن التطرف والعنف وترويع الآمنين والإفساد في الأرض بكل صورة وأشكاله من هنا يأتي دور أهل العلم.
ورجال الدين أصحاب الفهم الصحيح لشريعة الإسلام السمحاء ومنهجه العظيم الذي يدور حول مكارم الأخلاق في تجديد الخطاب الديني، الذي يعني تصحيح المفاهيم الخاطئة وإزالة ما علق بالدين من أخطاء وإحياء السنة النبوية المطهرة بعد تنقيتها مما دس فيها وتناول آيات القرآن الكريم بفهم متجدد صحيح، ومعلوم أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان فهو كتاب الله تعالى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قسمة الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء. ولا تلبس به الألسنة. ولا يمله الأنقياء. ولا يشبع من العلماء.. ولا يخلق على كثرة الرد. ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنته الجن إذا سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبًا يهدي إلى الرشد فآمنا به. من قال به صدق. ومن عمل به أجر. ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم».
وفي الختام أرى أن مجابهة الفكر الخاطئ يكن بالفكر الصحيح .هذا وتجديد الخطاب الديني  أصبح ضرورة ملحة الآن وخاصة بعد تفشى الإرهاب والتضليل بإسم الدين ويجب على العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين أن يواجهوا الأفكار المغرضة المعطوبة المضللة بالفكر الصحيح المستنير .