الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم من نوى إخراج صدقة لمتسول ورجع فيها لتبينه أنه لا يحتاجها

صدى البلد

كثيرًا ما نلتقي بمن يطلبون الصدقات والمساعدات ونحن نشك في نواياهم، ونحتار هل نقدم لهم الصدقة أم أننا بذلك ندفعها لمن لا يستحق؟ وهو ما سئل عنه احد متابعي دار الإفتاء المصرية اليوم في حلقة بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.

 

"الأصل أن يتحرى المسلم صدقته وللسائل حق وإن جاء على فرس كما جاء في الحديث الشريف" أجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا انه ليس شرطًا أن نعطي السائل مالًا كثيرًا ولكن "اتقوا النار ولو بشق تمرة".

 

وقال وسام إن وثق من السائل وعرف فعلًا انه يحتاج إلى مال أو نحوه ليقض حاجته، فهذا حسن، فإن لم يتأكد من هذا الكلام فلا مانع من أن يجبر خاطره بأي عطاء، والأمر في ذلك واسع.

 

لكن يقول وسام: "لا ترد السائل إلا بجبر الخاطر..حتى ولو لم تعطه مالًا" لقوله تعالى: ((وأما السائل فلا تنهر)).

 

وأوضح ان العبد إن أعطى من لا يستحق فإن الله سيحانه وتعالى يتقبله، وقد جاء في الحديث أن رجلًا تصدق على غني فجعل الله سبحانه وتعالى صدقته سببًا ليقظة ضمير الغني في التصدق والزكاة، وتصدق على بغي فجعل صدقته سببًا لابتعادها عن الحرام، وتصدق على سارق فجعلها سببًا في بعده عن الجريمة، "عامل الله تعالى في الخلق ولا ترد أحدًا وأجبر بخاطر الناس..فإن لم تكن تسعوا الناس بجيوبكم فسعوهم بأخلاقكم"، وأكد وسام أن مجرد الشك أنهم لا يستحقون أو ما شبه ليس كافيًا مادام لم يتأكد، والمهم أن يعود الإنسان على جبر الخواطر وعدم كسر خواطر الناس والسائلين

 

 

اعتدنا التصدق عن طريق الجمعيات الخيرية لأن بها قاعدة بيانات للمستحقين، فماذا نفعل مع السائلين الموجودين فى الشوارع وغير متأكدين احتياجهم للمال؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. 
 


وأجاب "ممدوح"، قائلًا: إن الصدقة أولًا ليست واجبة فهى أمر تبرعي من الإنسان لغيره، فالصدقة أوسع من الزكاة، لأن الزكاة محصورة فى أبواب معينة كما جاء فى قوله تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. 

 


وتابع قائلًا: أن ظاهر حال السائل يكفي فى ان تعطيه الصدقة او لا تعطيه، ولنفترض ان الصدقة وقعت فى يد سائل ليس بحاجة اليها ولكنه متعيش على اسلوب التسول فأجرك لا يذهب هباءً وسيجازيك الله عليه، وان اردت ان تعطي مالا فاعط ما لا يضرك، وان لم ترد فلا حرج عليك.
 

 

وأشار الى أن الجمعيات الخيرية بالرغم من ان لديها قاعدة بيانات بأسماء من توزع عليهم الصدقات والزكوات وغير ذلك من احتياجاتهم، إلا أنها لم تستطع أن تغطي جميع الفقراء واحتياجاتهم، فالموارد محدودة واحتياجات الأخرين تكاد تكون غير محدودة وعلى الله القبول فى النهاية. 



حكم إعطاء الصدقة للمتسولين في الشارع 

 

 قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان لو تصدق على آخر ثم تبين أنه غني، فإن المتصدق يأخذ أجر الصدقة، لافتًا إلى أن الإنسان عليه أن يتحقق قبل أن يتصدق.


حكم طلب الدعاء من المتصدق عليه

 

قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا حرج في طلب المسلم الدعاء من غيره، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم.


وأضاف وسام، فى إجابته عن سؤال (حكم دفع صدقة وطلب من المتصدق عليه الدعاء له؟)، يقول الإمام النووي رحمه الله في كتاب "الأذكار" (ص/40): "باب استحباب طلب الدعاء من أهل الفضل وإن كان الطالب أفضل من المطلوب منه، والدعاء في المواضع الشريفة. اعلم أن الأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصر، وهو مُجْمَعٌ عليه"، ويتأكد جواز طلب الدعاء ممن يُظن به الصلاح، سواء تصدق عليه أم لا، ولكن لا يلزم أن يكون كل فقير صالحا، فكثير من الفقراء بعيدون عن الله سبحانه؛ فالأولى طلب الدعاء ممن عُرِفَ بالخير والصلاح، أو غلب على الظن فيه ذلك، وليس ممن عليه مظاهر الفقر والمسكنة.

 


وأشار الى أنه في جميع الأحوال لا يُقَصِّر في سؤال الله تعالى حاجته بنفسه، فقد قال عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/186، والأفضل أن تكون الصدقة خالصة لله عز وجل لا لأجل أن يدعو له الفقير؛ كي ينال المتصدق الثواب كاملًا، وإلا نقص من أجره بقدر ما اعتاض به من الدعاء. قال تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) الإنسان/9.


وتابع قائلًا : أن الصدقة قبل أن تقع فى يد المحتاج تقع فى يد الرحمن تبارك وتعالى كنايةً عن القبول، فدعاء المتصدق عليه للمتصدق له تباعًا لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لسيدنا عمر "لا تنسانا يا اخى من دعائك" فهذه سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.