هل يجوز أكل التمر الموجود على الطرقات ؟.. هكذا أرسلت إحدى المتابعات سؤالها إلى دار الإفتاء المصرية في حلقة بثها المباشر اليوم، ليجيب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بالدار، موضحًا حكم ذلك.
ويقول وسام إنه ينبغي النظر إلى التمر المتساقط عن الشجر فيعرف مصدره، فهل هو في حديقة خاصة أم متاح للعامة، فإن كان من الأشجار التي على الطرق وليس لها مالك معين والأمر فيها متاح للعامة فلا مانع.
وأشار إلى أمر آخر وهو مراعاة نظافة الطعام، فيقول:"نراعي هنا ما علق من التمرة من الأذى مما ينبغي أن يغسل ويحرص على تنظيف الفاكهة وما يأكل"، أما الحل والحرمة، فيقول وسام أنها متعلقة بكون هذا الشجر أو النخيل أمرًا عامًا أو أنه في مكان خاص، فلو كان في مكان عام فهو متاح أن يأكل منه ولا مانع فيه.
على جمعة: يجوز أكل الفواكه من أي «بستان» دون استئذان صاحبه
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يجوز لمن اشترك مع شخص آخر في شراء طعام، أن يأكل أكثر منه، ولا إثم عليه في ذلك، بشرط ألا «يتأثل» ويبيع شيئًا من هذا الأكل.
وأضاف «جمعة» أنه يجوز للمسلم أن يأكل الفواكه من أي بستان دون استئذان صاحبه، ولا إثم عليه، بشرط ألا يأخذ من الفواكه شيئًا للبيع أو لمنزله، لأن هذا «تأثل» ويضر بصاحب البستان، ويساعد الآخر على الثراء.
وأوضح المفتي السابق، «أنه يجوز لمن دخل بستان فيه فواكه مانجو وبرتقال أن يأكل منه دون استئذان صاحبه بشرط ألا «يتأثل» أي يأتي بأقفاص ويحمل فيها الفواكه ليبيعها».
الحكمة من ذِكر القرآن الفاكهة قبل اللحم في طعام أهل الجنة
جاء في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة الواقعة مقدمًا الفاكهة على اللحم: «وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ» [الواقعة: 20-21]، وقوله تعالى: «وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ» سرة الطور (22).
ونصح الرسول -صلى الله -عليه وسلم- بتناول التمر في عند الفطار في رمضان بدلا من تناول اللحم فعن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَالْمَاءُ فَإِنَّهُ طَهُورٌ» سنن الترمذي.
وذكر العلماء أن الذي يتأمل آيات القرآن أثناء الحديث عن طعام أهل الجنة يلاحظ أن الله تعالى يذكر الفاكهة أولًا ثم اللحم، وفي ذلك حكمة طبية عظيمة فالفاكهة تحوي سكريات بسيطة وسهلة الامتصاص والهضم وهي المصدر الأساسي للطاقة لخلايا الجسم، وبالتالي فإنها تُذهب الجوع، بينما لو بدأ الإنسان بأكل اللحم أولًا فسوف يحتاج جسمه إلى ثلاث ساعات حتى تكتمل عملية الامتصاص.
وأوضح العلماء أن من هذه الخلايا التي تستفيد استفادة سريعة من السكاكر البسيطة هي خلايا جدر الأمعاء والزغابات المعوية، حيث تنشط بسرعة عندما تصلها السكاكر الموجودة بالفاكهة وتستعد للقيام بوظيفتها على أتم وجه في امتصاص مختلف أنواع الطعام والتي يأكلها الشخص بعد الفاكهة.
وأكد خبراء التغذية أن تناول الفاكه بعد الطعام يدمر أنزيم «بيتالين» وهو انزيم أساسي لأتمام عملية هضم النشويات، وأوضحت دراسة سويسرية حديثة أن تناول الفاكهة في نهاية الطعام أشبه بتناول جرعة من السم لأن الفاكهة تحتاج إلى مرور بطيء إلى المعدة حتى تهضم بطريقة طبيعية ولكنها عندما تلتقي باللحوم تتخمر في المعدة وقد تتحول إلى كحول يعوق عملية الهضم.
وألمحت الدراسة إلى أنه في الوقت نفسه تفقد الفاكهة ما تحويه من فيتامينات ومعه تضطرب عملية التمثيل الغذائي للبروتين وينتج عن ذلك انتفاخ في المعدة.
وينصح الأطباء القائمون على الدراسة بتناول الفاكهة قبل الطعام بمعدل ساعة أوبعد الطعام بـ3 ساعات أو تناول وجبة كاملة من الفواكه، وهنا تتجلى الحكمة من ذلك في قوله تعالى: «وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ» سورة الواقعة (20-21).