عدالة «الڤار» منحت الدورى للفارس الأبيض

لم يكن أمس يوماً عادياً فى حياة عشاق وجماهير نادى الزمالك، حيث شهد تتويج الفارس الأبيض، ببطولة الدورى العام الممتاز، للمرة الثالثة عشرة، فى تاريخ القلعة البيضاء، والأولى فى تاريخ جميع الأندية المصرية، فى وجود تقنية الفيديو (VAR) التى تم تطبيقها، منذ الجولة الأولى، بالدورى هذا الموسم.

فوز الزمالك ببطولة الدورى جاء بعد تغلبه على ضيفه الإنتاج الحربى بنتيجة 0/2 فى إطار مباريات الاسبوع ال33 ليرتفع رصيد الزمالك إلى 79 نقطة بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه الأهلى "وصيف" البطولة، الذى تعادل مع الجونة، 3/3 فى نفس الجولة، قبل مباراة واحدة من ختام البطولة، لتكتسى محافظات ومدن مصر باللون الأبيض، وتتحول إلى كرنفالاً رائعاً، بفضل احتفالات جمهور القلعة البيضاء فى كل مكان.

قدم نجوم الفريق الأبيض طوال الموسم عروضاً قوية وعزفوا أروع سيمفونية، وكانت لهم اليد العليا، وتحملوا المسئولية رغم الأزمات والمشاكل الإدارية، التى تم تصديرها للنادى، من ايقاف رئيس النادى المستشار مرتضى منصور، ثم عزل مجلس إدارته، وتولى أكثر من لجنة إدارة النادى، وهى أمور صعبة للغاية، إلا أن اللاعبين زادوا إصراراً وتعاهدوا على حصد اللقب لإسعاد الملايين من جماهيرهم.

فوز الزمالك باللقب جاء عن جدارة واستحقاق، فى وجود تقنية "الڤار" التى تم تطبيقها منذ انطلاق دورى هذا الموسم، حيث منح الفريق العدالة التحكيمية، خاصة فى اللعبات المثيرة للجدل، والتى تمر مرور الكرام على حكام الساحة.. عدالة غابت فى بعض المباريات خلال المواسم السابقة، حرم فيها الفريق من أبسط حقوقه، وكانت كفيلة بضياع أكثر من بطولة، وعندما وفر "الڤار" العدالة هذا الموسم، حصد الزمالك اللقب.

الزمالك كان الأفضل طوال الموسم، فنياً وبدنياً، بجانب حالة الحب التى سادت غرفة ملابس اللاعبين، والروح القتالية العالية والعزيمة الإصرار لدى جميع عناصر الفريق، وظهر ذلك فى أداءهم داخل المستطيل الأخضر، فى ظل تحمل نجوم الفريق للمسئولية الملقاة على عاتقهم وكانوا رجالاً على حق ولا أستثى أحداً.

وعلى الرغم من رحيل المدير الفنى "باتشيكو" الذى تولى الإدارة الفنية خلال 14 مباراة فى الدورى، حصد خلالها الفريق الأبيض 33 نقطة، وعودة الفرنسى "كارتيرون" لقيادة الدفة، والخروج من البطولة الأفريقية، إلا أنه سرعان ماتم لم الشمل سريعاً، وتغلب اللاعبين على حزن الإخفاق الأفريقى، وتعاهدوا على حصد لقب الدورى، وهو ماتحقق بالفعل.

روح الفانلة البيضاء حسمت 4 مباريات للفريق فى الوقت بدل الضائع، أو الدقائق الأخيرة، من المباريات، منها 3 مباريات كادت أن تنتهى بالتعادل، ومباراة بالهزيمة، ولكن الإصرار والروح القتالية، جعلت الفريق يفوز على المصرى 2/3 فى الدقيقة 97، كما فاز على طلائع الجيش فى الدقيقة 90، وعلى الاسماعيلى فى الدور الأول فى الدقيقة 87، كما تعادل مع بيراميدز فى الدقيقة 95، ليحصد الفريق 10 نقاط كاملة لعبت دوراً كبيراً فى التتويج.

ألف مبروك لجميع اللاعبين، والجهاز الفنى والإدارى بقيادة الفرنسى باتريس كارتيرون، والف مبروك للجنة المؤقتة الحالية التى وفرت الهدوء والاستقرار لتحقيق النجاح، وألف مبروك لمجلس الإدارة "المُجمد" بقيادة المستشار مرتضى منصور ومعهم أمير مرتضى لأن الفريق الذى حقق حلم الجمهور، وفاز باللقب، من صناعة مجلس "منصور".

وكل التحية والتقدير والعرفان لجماهير الزمالك التى لم تبخل على دعم ومساندة ناديهم العريق وكانوا خلفه خاصة أنهم جميعا يعلمون أن ماحدث من أزمات إدارية للنادى كانوا مقصوداً لإيقاف مسيرته الناجحة، لذلك قدم جمهور الزمالك مثلاً رائعاً فى الوفاء، وأعطوا درساً للجميع فى الرقى والانتماء.