قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الذكرى 48 لوفاة ابن الذوات الأديب "محمود تيمور" .. صاحب التاريخ الحافل

محمود تيمور
محمود تيمور
×

"معجون بالأدب".. الوصف الأكثر دقة الذي يمكن أن نصف به الأديب الراحل محمود تيمور.. أحد الرواد الأوائل لفن القصة العربية، خاصة أنه من القلائل الذين نهضوا بهذا الإبداع، لما له من إبداعات متنوعة وإسهامات مختلفة في القصص الواقعية والرومانسية والتاريخية والاجتماعية، مثلما برع تمامًا في فنون القصة المختلفة، سواء كانت القصيرة، أو الرواية، فوالده هو أحمد تيمور باشا الأديب المعروف، المهتم بالتراث العربي، وله مكتبته المعروفة بـ"التيمورية"، التي يلجأ لها الأدباء حتى وقتنا هذا بدار الكتب المصرية.

أحمد تيمور باشا

وعمته الشاعرة الرائدة عائشة التيمورية صاحبة ديوان "حلية الطراز"، وشقيقه محمد تيمور، صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي.

الأديب محمد تيمور
الشاعرة عائشة التيمورية

وتحل اليوم ٢٥ أغسطس، الذكرى 48 للأديب محمود تيمور الذي توفي في مدينة لوزان السويسرية عام 1973.

الأديب محمود تيمور

مولد أرستقراطي وسط الحرفيين

ولد الكاتب والأديب محمود تيمور في 16 يونيو عام 1894، بقصر والده بمنطقة درب سعادة بالقاهرة، في أجواء أرستقراطية، ممزوجة بالعلم والأدب؛ وسط حي يجمع الحرفيين والتجار، ويعد نموذجا للأصالة والعراقة التي تتميز بها أحياء مصر القديمة، وتأثر الكاتب الكبير ببيئته المحيطة به، ودرس بمدرسة الناصرية الابتدائية والإلهامية الثانوية، ولمرضه لزم داره، واضطر إلى الحصول على البكالوريا وهو في المنزل.
سافر إلى سويسرا في رحلة علاجية ولم يتم دراسته، بعد أن التحق بمدرسة الزراعة العليا، إذ أُصيب بحمى، ولزم الفراش ثلاثة أشهر، وقيل ان هذه الفترة أثرت فيه بالإيجاب وساعدته على التفكير بشكل أكثر عمقا، حتى أنه لجأ إلى الفن القصصي بجميع فروعه، وتأثر بكاتبات مصطفى لطفي المنفلوطي، فقال: "كانت نزعته الرومانسية الحلوة تملك عليَّ مشاعري، وأسلوبه السلس يسحرني، وكل إنسان في أوج شبابه تُغطِّي عليه نزعة الرومانسية والموسيقى، فيُصبح شاعراً ولو بغير قافية، وقد يكون أيضاً شاعراً بلا لسان"، كما استهوته مدرسة المهجر وعلى رأسها كتابات جبران خليل جبران وتأثر به في كتاباته الأولى.

القصة في حياة محمود تيمور

للأديب محمود تيمور شقيق أكبر هو المبدع محمد تيمور، صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي، ولجأ محمود تيمور إلى قراءة إبداعات أخيه، وكذلك الكاتب القصصي الفرنسي "جي دي موباسان"، وتحدث عنه في كتابته، فكانت أول قصة قصيرة كتبها، في عام 1919بالعامية، ثم اتجه للفصحى، فأعاد كتابة القصص التي كتبها بالعامية، وأصبح من أعضاء مجمع اللغة العربية عام 1949.

إحدى مؤلفاته

طه حسين: تيمور استأثر بقلوب الجماهير

وصل إبداع تيمور إلى حد دفع عميد الأدب العربي طه حسين للحديث عنه قائلا: "لا أكاد أصدق أن كاتبا مصريا وصل إلى الجماهير المثقفة وغير المثقفة مثلما وصل إليها تيمور، فلا يكاد يكتب، ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما يكتب حتى يصل إلى قلوبهم كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله".

أعماله تترجم إلى 10 لغات

ألف محمود تيمور كماً هائلاً من القصص والمسرحيات والقصص القصيرة، والبحوث الأدبية والدراسات اللغوية، وصل إلى ما يزيد على 70 مؤلفا في القصة والرواية وأدب الرحلات والمسرحية والدراسات اللغوية، من أهمها" الشيخ جمعة، عم متولي، رجب أفندي، الأطلال، أبو علي الفنان، الشيخ عفا الله، قلب غانية، فرعون الصغير، نداء المجهول، مكتوب على الجبين:، قال الراوي، عوالي".

إحدى مسرحيات تيمور

إضافة إلى مؤلفاته: "المنقذة، بنت الشيطان، سلوى في مهب الريح، كليوباترا في خان الخليلي، شفاه غليظة، خلف اللثام، إحسان لله، كل عام وأنتم بخير، أبو الشوارب، ثائرون، شمروخ، نبوت الخفير، تمر حَنّا عجب، إلى اللقاء أيها الحب، المصابيح الزرق، أنا القاتل، انتصار الحية، البارونة أم أحمد".

إحدى مؤلفاته النقدية

كما استطاع تيمور أن يخرج بمجموعة من الكتب الأدبية واللغوية والنقدية، مثل: "ألفاظ الحضارة، دراسات في القصة والمسرح، ضبط الكتابة العربية، مشكلات اللغة العربية"، التي ترجم الكثير منها الى اللغات “الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية، والعبرية، والقوقازية، والروسية، والصينية، والإندونيسية، والإسبانية".

الجوائز والتكريمات

منح محمود تيمور عددا من الجوائز منها جائزة مجمع اللغة العربية عام 1947، وجائزة الدولة للآداب في عام 1950، وجائزة الدولة التقديرية في عام 1963.

توفى في سويسرا وأوصى بدفنه بالقاهرة

توفي الأديب الكبير محمود تيمور عن عمر ناهز الثمانين عامًا في 25 أغسطس عام 1973 في لوزان بسويسرا، ونقل جثمانه إلى القاهرة، ودُفن بها، بناء على وصيته.