كما هو المعتاد تفاجئنا القوي السياسية وفقاً للعبة السياسة بتصرفات ربما بم تكن بالحسبان و خارج حدود التوقعات .
ففي ظل المستجدات الأخيرة من أحداث بأفغانستان و انقلاب الأوضاع بها رأساً علي عقب بعد عودة سيطرة حركة طالبان علي البلاد و استيلائها علي الحكم بمنتهي السلاسة ودون مقاومة تُذكر ،
علينا أن نتأمل جيداً موقف الدولة العظمي التي استتبت و استقرت أقدامها و أحكمت سيطرتها علي أفغانستان طيلة عشرون عاماً منذ الإطاحة بحركة طالبان عام ٢٠٠١ و حتي سمحت لها بالعودة من جديد .
هل هناك من الخفايا و الدوافع السياسية ما دفع أمريكا لتسليم أفغانستان بهذه السهولة و إجلاء قواتها من الأراضي الأفغانية بين ليلة و ضحاها ؟
"هل تكون الحرب التجارية بين أمريكا و الصين أحد أهم الأسباب ؟"
فكما نعلم أن هناك حرباً تجارية شرسة بين أمريكا و الصين بسبب ما يسمي
(طريق الحرير)،
هذا الطريق التجاري البري القديم الذي تعمل الصين علي إحياؤه و تطويره بحيث يمر بالقارة الأسيوية كلها حتي يصل لأوروبا ، كأضخم و أطول طريق بري بالأرض،
و بما أن أفغانستان وصلة حيوية شديدة الأهمية بهذا الطريق الذي قض مضجع الولايات المتحدة ، فربما قررت التضحية بأفغانستان لحركة طالبان الإسلامية المتشددة و التي بكل تأكيد لن تتعاون مع الصين و غالباً ما ستقف حجر عثرة بطريق الحرير المنتظر .
فالنتيجة الحتمية لعودة الحركة المتطرفة لحكم أفغانستان لن يعود بالخير عل الشعب الأفغاني الذي ذاق الأمرين طيلة ثلاثة عقود و اكتوي بنيران طالبان المتطرفة و سيطرة أمريكا المتعجرفة.
و ما بين هذا و ذاك خراب و دمار و تطرف و تأخر.
نهاية:
أياً كان السبب الحقيقي وراء الموقف الأمريكي المتخاذل ، فقد تعددت الأسباب المعلنة و الهدف واحد،
فأمريكا لاتضع قدماً بأرض إلا لغرض ما معلناً كان أو مخفياً و لا ترفع أقدامها راحلة إلا لغرض آخر أهم وفقاً للخطة المدروسة و المتغيرات السياسية التي لا تكف عن المفاجآت.
فلننتظر و نري ما ستحمله الأيام من تفسيرات لما هو غامض اليوم .