تعرف أفغانستان عبر التاريخ بـ «مقبرة الامبراطوريات» نظرا لاحتلالها من قبل العديد من الامبراطوريات القديمة والحديثة ولم يستطع أحد منها أن ينال أو يبقي في أرض أفغانستان طويلا، بسبب صلابة شعبها ومقاومته للمحتلين.
تحتوي أفغانستان على العديد من الثروات والمعادن النفيسة التي لا تقدر بثمن، والتي من الممكن أن تكون سببا في التقدم التكنولوجي للدولة، حيث تستخدم المعادن المتواجدة في الصحراء الأفغانية في صناعة الرقائق للصناعات التكنولوجية المختلفة، لذلك تتصارع كلا من الصين والولايات المتحدة على بسط نفوذها على أفغانستان والسيطرة على هذه الثروات التي تقدر بـ 3 تريليون دولار، خاصة بعد الإنسحاب الأمريكي تريد الصين السيطرة على هذه الثروة الكبيرة واستخدامها في إنتاج التكنولوجيا.
ومع سيطرة طالبان على الحكم نظر العالم إلى أفغانستان على أنها البلد الراعية للإرهاب متجاهلين التاريخ الأفغاني المليئ بالإنجازات، خاصة منذ دخول الإسلام إلى الأراضي الأفغانية وخروج العديد من العلماء المسلمين الذي كان لهم الفضل في تغير مفهوم العلم في العالم.
وفي هذا التقرير يعرض «صدى البلد» تاريخ دولة أفغانستان قبل ظهور طالبان..
بداية أرض أفغانستان
أفغانستان تعني «أرض الأفغان»، ويرجع تاريخ وجود أرضها إلىحوالي 500 قبل الميلاد عندما كانت المنطقة تحت الإمبراطورية الفارسية الأولي «إيران الآن»، ومع وصول الإسكندر الأكبر وجيشه إلى أفغانستان في عام 330 قبل الميلاد بعد غزوه لبلاد فارس، ومنذ ذلك الحين قامت العديد من الإمبراطوريات بتأسيس عواصم داخل الأراضي الأفغانية.
موقع أفغانستان الجغرافي الفريد
كانت أفغانستان موقعًا مهمًا من الناحية الإستراتيجية عبر التاريخ، وكانت تعتبر بمثابة بوابة للهند، مما أثر على طريق الحرير القديم الذي كان ينقل التجارة من البحر الأبيض المتوسط إلى الصين، كما تسيطر أفغانستان على العديد من طرق التجارة والهجرة، حيث من الممكن أن يطلق عليها «دوار آسيا الوسطى».
اللغة الأفغانية
اللغة الأفغانية مأخوذة من اللغة الإيرانية، حيث تم تطوير اللغات الإيرانية من قبل المواطنين الأصليين إلى لغة «الباشتو» المستخدمة اليوم في أفغانستان، التي تعتبر واحدة من اللغات الإيرانية الشرقية.
الفتح الإسلامي لـ أفغانستان وأبرز العلماء والمفكرين المسلمين
جاء الفتح الإسلامي لـ أفغانستان و خرج من أفغانستان العديد من العلماء والمفكرين المسلمين الذي أثر علمهم في العالم أجمع، ومنهم: ابن سينا والخوارزمي وعمر الخيام والفارابي وجلال الدين البلخي وأبو حنيفة النعمان وشقيق البلخي والإمام البخاري والترمذي ومسلم والفاتح المجاهد السلطان محمود الغزنوي وغياث الدين الغوري و ظهير الدين بابر الذي أسس امبراطورية المغول الكبار في الهند.
التاريخ الحديث لـ أفغانستان
أسست دولة أفغانستان الحديثة على يد «يرويس شاه هوتكي»، ولكن يعتبر المؤسس الفعلي لها هو «أحمد شاه دوراني» الذي تعاقبت أسرته إلى «محمد ظاهر شاه» آخر ملوك أفغانستان سنة 1973م.
وخلال هذه الفترة مرت أفغانستان بظروف عصيبة اجتازتها بنجاح أولها الحرب الصفوية الأفغانية ثم الحرب الإنجليزية الأفغانية التي استمرت 82 عاما وانتهت بهزيمة بريطانيا العظمى هزيمة نكراء، أتي الاحتلال السوفياتي والذي هزم أيضا، ثم اندلعت الحرب الأهلية الأفغانية التي انتهت باعتلاء طالبان عرش السلطة في أول مرحلة حكم لهم.