أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة مستعدة لتقديم دعم ضخم جدا لإنتاج أعمال فنية لبناء وعي المصريين، منوها بأن الحديث عن تجديد الخطاب الروحي أمر مهم، متابعا أنا داعم لأي عمل على مستوى الدولة داخل مصر.
وبعث الرئيس السيسي، في تصريحاته بمجموعة من الرسائل الهامة على قناة صدى البلد.
وفيما يلي نبرز رأي مفتي الجمهورية عن تجديد الخطاب الديني وجهود دار الإفتاء فيه:
كيف يكون تجديد الخطاب الديني؟
وألمح مفتي الجمهورية إلى أن تجديد الخطاب الديني معناه إزالة كل ما علق بهذا الشرع الشريف من مفاهيم مغلوطة أو تأويلات منحرفة أو استدعاء خاطئ لآيات القرآن في غير ما قصدت إليه وإعادة إبراز مكارم الشريعة وسمو أخلاقها ورصانة علومها عن طريق تفعيل مناهج الاستنباط المنضبطة الرصينة حتى يرجع جوهر هذا الدين نقيًّا ساطعًا يرى الناس فيه الهدى والسكينة والعلوم والمعارف والحضارة.
تطبيق الشريعة الإسلامية
وشدد المفتي على أن الشريعة موجودة بالفعل ومطبقة في مصر ولم تغب يومًا ما عن مجتمعاتنا، والدعوات التي تطالب بتطبيق الشريعة هي دعوات مغرضة؛ لأنها مطبقة بالفعل، ولكنهم يعملون على دغدغة مشاعر الناس مثلما فعل الخوارج في عهد الإمام علي، ولذلك فإن معركتنا هي معركة وعي، وعلينا أن نختار من المعلومات ما ثبت صحته، ونحن نحتاج أن نكون على وعي تام لأننا في مرحلة حرب العقول؛ لذا يجب أن نلجأ للمتخصصين في كل مجال للتثبت من كل أمر.
جهود دار الإفتاء لتجديد الخطاب تلبية لدعوة الرئيس
زيادة عدد الفتاوى
بينما زادت عدد الفتاوى الصادرة عن الدار فى عهده عن مليون فتوى، شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة.
وأشادت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الحادية والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة التابع لدار الإفتاء المصرية، وذلك في الفقرة العاشرة من التقرير، بعد اعتماد دار الإفتاء مرجعية بالبرلمان الأوروبي.
الفضاء الإلكتروني
ولم تغفل دار الإفتاء في مسيرتها لتجديد الخطاب الديني الفضاء الإلكتروني ودوره، حيث تقوم دار الإفتاء من خلال موقعها الإلكتروني وصفحاتها على موقع الفيس بوك التي تجاوزت 10 ملايين متابع، وتويتر وموقع اليوتيوب بأكبر الأنشطة الدعوية، من خلال نشر أفكار التجديد، وقد تجاوزت نسبة المشتركين في هذه المواقع الملايين.
18 منصة افتراضية
أما الواقع الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، فتعد دار الإفتاء المصرية رائدة المؤسسات الدينية في هذا المجال، سواء في مصر أو في العالم العربي والإسلامي، فقد قال الفيلم الوثائقي إن دار الإفتاء المصرية استفادت من هذه الوسائل في نشر رسالتها أيما استفادة، فكثَّفت من حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي بإنشاء ١٨ منصة تعبر عن منهجها وتذيع أفكارها من خلالها، مضيفًا أن صفحة دار الإفتاء المصرية على الفيس بوك تعد النافذة الكبرى والأهم في التواصل مع الجمهور، تلك الصفحة أُطلقت في عام 2010، وحازت التوثيق والاعتماد من إدارة الفيس بوك، وقد زاد عدد المشتركين فيها اليوم عن عشرة ملايين متابع حول العالم.
الدور الخارجي
وأما عن الدور الخارجي للدار فلم تغب عنه برغم تحديات السفر بسبب فيروس كورونا فقد برزت دار الإفتاء المصرية من خلال مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية وعلماء دار الإفتاء في العديد من المحافل الدولية المهمة، حيث التقى فضيلته عددًا من زعماء العالم وقادة الرأي والفكر وصناع القرار، سواء عن طريق المقابلات المباشرة في الربع الأول من العام أو عن طريق منصة زووم.
وأصدرت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء المصرية، والتي تُعد أكبر مظلة إفتائية تجمع لفيفًا من المفتين والهيئات الإفتائية شاملة تحت مظلتها ستين دولة حول العالم كتابًا تذكاريًّا باللغة الإنجليزية يوثق نجاحات الأمانة العامة خلال السنوات الخمس الماضية، والتي نحتفل هذه الأيام بمرور خمس سنوات على إنشائها.
الإرشاد الأسري
ونوَّه الفيلم الوثائقي إلى أن دار الإفتاء المصرية لم تغفل دورها المجتمعي المنوط بها، حيث عززت من دورها في مجال الإرشاد الأسري وتأهيل المقبلين على الزواج.
واستطاعت من خلال برنامج تأهيل المقبلين على الزواج أن تقدم للمتدربين معارف وخبرات تساعدهم في جميع أمور حياتهم الزوجية مع فريق متخصص من علماء الشريعة والنفس والاجتماع.
وخصصت الدار هذا العام ساعة بث مباشر لاستقبال الأسئلة المتعلقة بالمجال الأسري؛ لتقديم النصح والإرشاد في المجال الأسري؛ حيث يجلس أمين الفتوى جنبًا إلى جنب مع متخصص في علم النفس والاجتماع.
مكافحة التطرف
وفي مجال مكافحة التطرف، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية حسبما عرض الفيلم الوثائقي أربعة وخمسين تقريرًا حول الفكر المتطرف، كما أصدرت الدار الدليل المرجعي لمكافحة التطرُّف في أكثر من ألف صفحة إلى جانب كتابها المهم حول التأسلم السياسي.
إنشاء وحدة للفتاوى القصيرة
وإيمانًا منها بدور الميديا، قامت دار الإفتاء المصرية بإنشاء وحدة للفتاوى القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة "موشن جرافيك" واستخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة، وقد أنتجت الوحدة خلال العام ٢٠٢٠ أكثر من ١٥٦ منتجًا من أفلام الرسوم المتحركة تناولت فيها عددًا من الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها بمنهج علمي منضبط ودحضها بطريقة ميسرة قريبة للجميع.
المؤشر العالمي للفتوى
جاء إنشاء المؤشر العالمي للفتوى التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم انطلاقًا وإيمانًا منها بدور الفتوى في توجيه الرأي العام والسلوك الجماعي والفردي؛ من أجل تتبع ورصد الفتاوى الشاذة وتفنيدها والرد عليها، وقد جرى الانتهاء من نسخة المؤشر للعام 2020، برسم خريطة تحليلية دقيقة لما كان عليه خطاب الفتوى بالعالم هذا العام، كان أبرزها قضايا الفتوى وكورونا والتنظيمات المتطرفة والإلحاد والإفتاء الإلكتروني وقضايا الإسلاموفوبيا، كما تم الانتهاء من مشروع "محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى"، كأول محرك بحث متخصص في رصد وتتبع الفتاوى وتحليلها عالميًّا، ويعد النواة لأكبر قاعدة بيانات للفتوى المصنفة بالعالم.