لم تكن حربًا بمعناها المعهود المتعارف لدينا، ولم تكن حربًا استراتيجية ولا حتى نفسية، لكنها كانت حربًا روحانية تدور حول أفق البحث عن السعادة الكامن في مصطلح ما يسمى الرضا، هذا المعنى الذي يفتقده الكثير من البشر، لمحاولتهم إيجاد هذا الشعور في أشياء مادية تبعدهم بشكل أكبر عن الوصول إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى غايتهم في السعادة، حرب لخصها عمل فني سينمائي شارك في بطولته مجموعة من كبار نجوم الفن، إنه فيلم " حرب الفراولة ".
رجل يمتلك من المال ما يكفي لامتلاك كل ما لذ وطاب في هذه الحياة، ولكنه رُغم ذلك لا يمتلك أهم شيء بالوجود وظل يبحث عنه طيلة حياته، ألا وهو السعادة التي فقد معناها الحقيقي منذ كان في سن صغيرة وهو يعمل كبائع للملابس في " وكالة البلح " ليوفر قوت يومه، وظل يكد ويجتهد حتى أصبح من كبار الأثرياء في المجتمع، هذا الشخص يُدعى ثابت الدهشوري وجسد شخصيته الفنان الراحل سامي العدل.
ظل هناك تساؤل دائم يدور برأس ثابت هو ماهي السعادة ؟ وأين يمكن ان يجدها ؟، وخلال بحثه عن إجابات جوهرية لهذه الأسئلة، إذا به تأخذه قدماه لحي شعبي يرى هناك الكثير من البشر مرسوم على وجوههم البسمة وتظهر على ملامحهم السعادة التي طالما يبحث عنها، ويشاء القدر أن يتعرف هنا على حمامة "محمود حميدة " بائع التفاح المتجول، وبائعة الورد الفاتنة فردوس أو كما يطلق عليها فراولة "يسرا "، فيقوم بعقد صفقة العمر بالنسبة لكلا الطرفين بنظام المقايضة حيث يحصل من حمامة وفردوس على أسرار السعادة، مقابل منحهما الكثير من المال لتحقيق أحلامهما ورغباتهما، ولكن سرعان ما انقلبت الصفقة إلى حرب بين حمامة وثابت للفوز بقلب فراولة، ومن هنا أصبحت الحرب حربًا للفراولة.
وكانت ترافق ثابت دائمًا خلال رحلته للبحث عن السعادة، سيارة فارهة تجذب الأنظار إليها بشكل لا إرادي، نظرا لرونقها و اناقة تصميم هيكلها الخارجي، لذا كانت تعد معشوقة المصريين في فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وهي السيارة الأنيقة MERCEDES BENZ W124 .
وتتألق دائمًا الشركة الألمانية مرسيدس بنزMERCEDES BENZ، بإصدارات تحقق نجاحًا باهرًا خارج حدود المنافسة بين أقرانها من الشركات الأخرى، واستمر هذا النجاح منذ نشأة الشركة في العام 1926 على يد أهم المبتكرين في عالم السيارات والذي يعتبر أول من اخترع محرك السيارة الذي يعمل بالوقود كارل بنز ويشاركه رائدي صناعة السيارات الألمانية جوتليب دايملر و فيلهيلم مايباخ.
كان الطرازMERCEDES BENZ W 124 والذي ظهر برفقة الفنان سامي العدل خلال أحداث فيلم " حرب الفراولة " قد حقق شهرة واسعة في نطاق الدول العربية وخاصة في مصر، ولأنه حاز على حب المصريين بشكل كبير فأطلقوا عليه لقب الـ" زلموكة " ليتم تمييزه عن بقية إصدارات الشركة الألمانية، ومن هنا أصبحت هذه السيارة أيقونة جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
واتسمت السيارةMERCEDES BENZ W 124، بأنها تعتبر من فئة السيارات متوسطة الحجم التي جاءت بشكل مختلف كليًا عن الإصدارات التي سبقتها من طرازات الشركة الألمانية، وكانت مرسيدس بنزMERCEDES BENZ قد بدأت في طرح هذا الطراز الأسطوري في العام 1984، وحتى إصدار اخر نسخة منه في العام 1997.
واستمدت السيارة مرسيدس الـ " زلموكة " كما يُطلق عليهاMERCEDES BENZ W124، قوتها من محرك مكون من 4 أسطوانات بسعة 1997 سي سي، يستطيع أن يولد قوة قدرها 118 حصانًا، متصل بناقل حركة يدوي الأداء من 4 سرعات، وبالطبع لنيل هذه السيارة جانبًا كبيرًا من حب المصريين فهي ما زالت تنافس بالسوق المصري للسيارات المستعملة حتى اليوم وذلك بسعر يتراوح بين 140 ألف جنيه وحتى 150 ألف جنيه، ويتوقف سعرها حسب حالة هيكلها وموديل إنتاجها.
يُذكر أن فيلم حرب الفراولة كان بداية التعاون بين الفنانة يسرا وشركة العدل، وشاركها بطولة هذا الفيلم مجموعة من كبار الفنانين، من بينهم "سامي العدل، محمود حميدة، أمينة رزق، علاء ولي الدين، سحر رامي، عزت أبو عوف، عايدة الأيوبي، محمد لطفي، سناء يونس، نبيلة كرم، مها احمد" وقام بكتابة القصة والسيناريو والحوار مدحت العدل، تأليف وإخراج خيري بشارة، وتم عرض هذا الفيلم للمرة الأولى بدور العرض السينمائي في 8 أغسطس عام 1994.