ولادتها كفيفة لا تبصر حرمها من الالتحاق بالتعليم لظروف أسرتها المادية التى لا تحتمل التنقل بها من مدينة فقط جنوباً إلى مدينة قنا شمالاً، لكن فاطمة شوقى وهبى، لم تحرم نفسها من الأحلام المشروعة و تحدى الظروف الصعبة التى تحيطها من كل جانب، فبدأت فى حفظ القرآن الكريم بالتلقين وعمرها 7 سنوات تمكنت خلالها من حفظ 6 أجزاء ، لكنها توقفت حتى عادت مرة أخرى إلى الحفظ وهى بعمر 15 عاماً.
"وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " الآية التى أعادت "فاطمة شوقى" إلى حفظ القرآن الكريم مرة أخرى خوفاً أن تكون ممن ينطبق عليها قول المولى عز وجل فى هذه الآية الكريمة من سورة الفرقان، و تمكنت بمساعدة عدد من المحفظات من حفظ القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم، وحفظ الكثير منن المتون و الأحاديث النبوية و القصائد.
رغم حفظها للقرآن الكريم عن ظهر قلب و بأكثر من رواية، إلا أنها كانت ترفض المشاركة فى المسابقات التى تنظم لحفظة كتاب الله الكريم، حتى ظهرت منذ أيام فى المسابقة التى تنظمها سنوياً جمعية تحفيظالقرآن الكريموالثقافة الدينية بمدينة فقط ، و أذهلت المحكمين بقدراتها فى حفظ القرآن الكريم بطريقة لا يجيدها الكثير من المبصرين.
المثير فى الأمر أن الفتاة الكفيفة و التى تعانى و أسرتها من ظروف معيشية صعبة للغاية ، عندما علمت بفوزها بجائزة قدرها 2000 جنيه ، قررت أن تتصدق بجزء من قيمة الجائزة و تشترى بباقى المبلغ جهاز محمول يعينها هى وشقيقتها الصغرى و الكفيفة أيضاً، على مراجعة حفظ القرآن الكريم، حتى لا تنسى أو تبتعد عن المراجعة والحفظ مرة أخرى.
قالت فاطمة شوقي وهبي ، 18 عامًا، مقيمة بنجع العروبة بمركز فقط، بدأت حفظ القرآن الكريم و عمرى لم يتجاوز 7 أعوام، ووقتها تمكنت من حفظ 6 أجزاء، لكن توقفت فترة عن الحفظ والمراجعة ، إلى أن سمعت الآية الكريمة من سورة الفرقان " وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " فأحسست بالندم والخوف وعدت مرة أخرى للحفظ و أكرمنى الله بحفظ القرآن الكريم كاملاً فى سن 15 عاماً .
و تابعت وهبى ، ومن و قتها و أنا أداوم على المراجعة و الحفظ بالتلقين من خلال مُدرستى سناء حمزة التى ساندتنى و دعمتنى ومن قبلها عدد من المدرسات الفاضلات "فاطمة ، شيماء، منى، زهراء ، وآيات"، والآن أحاول حفظ القرآن الكريم بقراءات مختلفة و أتمنى أن أتمكن من حفظ القرآن الكريم بالقراءات العشر.
و أضافت وهبى، الظروف المعيشية حالت دون الالتحاق بالتعليم فوالدى يعمل نجار و يتولى مسئوليتى أنا و أشقائى ، ولم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة مثل الآخريات، و هو ما حرمنى من التحرر من ظلام الجهل، لكن عوضنى ربى بنور القرآن الكريم والذى أضاء حياتى و عوضنى عن حرمانى من التعليم .
و أكت وهبى، على دور والديها فى رعايتها ولشقيقة أخرى كفيفة و الاهتمام بهن حتى تمكنا من حفظ القرآن الكريم، مع تشجيعهم الدائم لهن من أجل مداومة الحفظ و تعويضهن عن فقدان بصرهن و الحرمان من التعليم، رغم الظروف المعيشية للأسرة، مضيفة بأنها لم تكن تنوى المشاركة فى المسابقة مثل شقيقتها الأخرى، لكن ضغط المحيطين هو من دفعها للمشاركة.
فيما قال محمود قباني، رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظالقرآن الكريمبقفط، فاطمة شوقى نموذج فريد فى التحدى والعطاء ، فرغم فقدانها نعمة البصر إلا أنها تحدت ظروف الإعاقة و تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملاً بالتلقين، و رغم ظروفها المعيشية الصعبة إلا أنها نموذج للعطاء، فقد قررت التبرع بجزء من قيمة الجائزة الملية التى حصلت عليها فى المسابقة التى حصلت فيها على المركز الأول.
و أضاف قبانى ، قمة التحدى أن فاطمة شوقى لم تسمع بالمسابقة التى نظمتها لجمعية، إلا قبلها بيوم واحد فقط، لكنها جاءت و خضعت للاختبار أمام لجان التحكيم و أدهشت اللجنة بقدرتها الفائقة على الحفظ والتميز، و تمكنت فى النهاية من الحصول على المركز الأول بعد منافسة مع عدد كبير من حفظة القرآن الكريم.