الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: الرابح طالبان أم أمريكا

صدى البلد

يبدو أن الأوضاع التي حدثت في أفغانستان كانت حزينة ومظلمة على الولايات المتحدة الأمريكية، وأن كلمة الرئيس بايدن التبريرية والدفاعية عن القرار لم تراعِ حجم أمريكا دوليًّا ولا دورها فى ضبط الهيمنة الغربية الامريكية، وكانت موجهة للناخب الأمريكي فى الداخل  أكثر من دول العالم وحلفائها، وتدافع وتبرر الفشل الأمني والاستخباراتي في أفغانستان، وسوف تعاني الولايات المتحدة الأمريكية ربما لسنوات مما حدث.

إن من عوامل انهيار القوات الأفغانية بهذه السرعة حسب معرفته وتواصله بصحفيين أفغان، ومؤسسات مجتمع مدني، أن قوات الأمن الأفغانية في ساحة المعركة لم تُهزم بل فاوضت طالبان قادة الجيش الوطني الأفغاني على مستوى المناطق والمقاطعات، وحصلوا على صفقات الاستسلام؛ إذ إن الروح المعنوية قد انهارت تمامًا في صفوف القوات الأفغانية بسبب انسحاب القوات الأمريكية كليًّا مقابل دعم إقليمي لطالبان.

الإحباط بين القوات الأفغانية كان سببه قرار إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن الانسحاب الكامل، وعدم بقاء قوة بسيطة أمريكية كما هو الحال في السنوات الخمس الماضية، أو وجود وعد أمريكي بدعم الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني حال تقدُّم طالبان المدعومة من الاستخبارات الباكستانية والحرس الثوري، التي اتفقت مع الصين لحفظ مصالح الصين.

نرى أن طالبان حصلت بالفعل على دعم عسكري أو استخباري أو دبلوماسي من معظم الحكومات الرئيسية في المنطقة: باكستان وروسيا وإيران والصين، وفي المقابل لم يتم دعم الحكومة الأفغانية من قِبل القوات الأمريكية، فيما أشارت الصين علنًا إلى أنها تدعم طالبان. وسوف تكون الصين من أولى الدول التي تعترف بطالبان للحفاظ على مشاريعها التعدينية، وأن طالبان لن تدعم الأغوار مسلمي الصين.

من الواضح أن القوات الأفغانية اختارت الاستسلام بدلاً من محاربة طالبان التي حظيت بدعم معظم جيرانها؛ إذ إن القتال سيكون انتحارًا. وهذا يثير مجموعة من التساؤلات حول "الرابحين" و"الخاسرين" في أفغانستان.

الواضح لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية عانت، لكن الأهداف الأولية الممثَّلة في هزيمة القاعدة وتدمير طالبان نجحت بها، لكن فشلت في الاستراتيجية فيما بعد. وطريقة الخروج مخزية جدًّا، مع فشل استخباراتي كبير، وهزيمة جيوسياسية لحساب الصين وروسيا وباكستان وإيران إذا كانت أمريكا تريد التركيز على الصين.

لذا يبرز السؤال المشروع هل بدأت أمريكا تفقد أنيابها فى العالم فى ظل هزائمها المذلة فى العالم وفقدان جيشها سمعته المرهوبة المعروفة أى تكون قد دخلت طور الشيخ المريض ايذانا بقرب زوال نجمها وترجلها عن مقعد قيادة العالم خاصة أن خصومها يستفيدون من ترنحها وفقدها لأرضها فى الخارج قطعة قطعة ويحتلون مكانها ويشوهون الوضع الراهن الذى يبعث بأشباح حرب فيتنام وتأثيرها المذل لهيبة أمريكا فلكل شيء فى الخارج قطعة قطعة ويحتلون مكانها ويشوهون الوضع الراهن الذى يبعث بأشباح حرب فيتنام وتأثيرها المذل لهيبة أمريكا وكما قال الشاعر أبو البقاء الرندى عندما شاهد سقوط الدولة الاسلامية والحضارة التى خلفتها فى اسبانيا

لكل شيء إذا ماتم نقصان           فلا يغر بطيب العيش انسان

هى الامور كما شاهدتها دول       من سره زمن ساءته أزمان