الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمزجة البشر تتناغم مع نغمات الموسيقى

للموسيقى دور في دعم الشعور بالسعادة. عزفت الموسيقى فى الحفلات و المباريات الرياضية و الأفراح و المسرات و المناسبات الدينية و التراتيل الجماعية و أغاني الحصاد.  تنعش الموسيقى الروح، و تؤجج الحماس ،و تعالج الاكتئاب ، و توحد البشر. للموسيقى تأثير على الجسد و العقل و الحالة النفسية و الروح المعنوية و العواطف مما جعلها أساسية للأعمال الفنية كموسيقى تصويرية · يحن الناس لسماع الأغانى القديمة كلما غابوا فى دهاليز الحياة ، و تباعدت المسافات بينهم ليسترجعوا ذكريات جميلة ارتبطت بمحطات حيواتهم ·

أصبحت الموسيقى من مكونات التواصل الإليكترونى عبر رنات المحمول و الرسائل الإليكترونية و أجهزة الكومبيوتر. الموسيقى تغلغلت حتى فى مجالات الإنتاج. الأبقار تشعر بشكل مثير للدهشة بالاسترخاء عند الاستماع إلى الموسيقى الهادئة ، و تنتج المزيد من الحليب. الموسيقى تزيد من إنتاجية العاملين و إبداعاتهم . وجدت إحدى الدراسات أن الذين استمعوا إلى الموسيقى أنجزوا مهامهم بسرعة أكبر ،وخرجوا بأفكار أفضل من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، لأن الموسيقى حسنت أمزجتهم.

الموسيقى جزء من الطبيعة البشرية، و ذات صلة بتطور  اللغة. اللغة و الموسيقى معًا يعززان الوظائف الاجتماعية الهامة، مثل الاتصال و التعاون والتماسك الاجتماعي. تمهد مكونات الموسيقى من ألحان و نغمات و إيقاع و تزامن و طول للتحدث باللغة. تقوم الموسيقى بإعداد الأذن والجسم و المخ لترجمة و دمج و إنتاج الأصوات اللغوية ،وبالتالي يمكن أن تعتبر الموسيقى اللغة الأولى للطفل قبل أن يتكلم ، بل هى اللغة السائدة فى عالم الرحم. من الأهمية أن نجعل الموسيقى اللغة المغذية و المحفزة للطفل على مدار حياته لتطوير الحس الداخلي لديه ،و لتعميق إحساسنا بالجمال الذى إفتقدناه مما يجمل السلوك والأداء .

الأجنة تتذوق الموسيقى ، و الأطفال يحبون الموسيقى التى كانت أمهاتهم تسمعها خلال الحمل ، و الرحم أول مدرسة للموسيقى ، و فصول الموسيقى الأولى تبدأ فى الرحم فى عالم الثدييات . يستمتع الجنين بصوت الأم الحانى الدافئ، و تعتبر دقات قلبها طبلة الحياة ، و صوت تنفسها هو صوت البقاء عنده ، و أصوات أمعاء أمه تؤنسه . تشكل أصوات ضربات قلب الأم الموسيقى التصويرية التى تعمل 24 ساعة متناغمة منتظمة ذات إيقاع محبب وفريد يطبع فى ذاكرة الجنين مرادفًا للأمن والأمان و الاستقرار فى جنح ظلام الرحم . يتهدم الاستقرار الموسيقى بالولادة والخروج لضوضاء الحياة الصاخبة ،و الإضاءة الشديدة ، لكنه يعود إليها كلما احتضنته الأم أو أرضعته.

الأطفال يفضلون النغمات والأصوات و الموسيقى التى سمعوها خلال حياتهم داخل الرحم ! صوت الأم دواء طبيعى لطمأنة الجنين.صوت الأم يحسن صحة الطفل المبتسر ، و هو الطفل الذى يولد قبل اكتمال الحمل . المدهش أن سماع الطفل المبتسر الأقل من 28 أسبوع حمل ، وهو أشد درجات الابتسار لتسجيلات صوت الأم و ضربات قلبها خلال مكوث الطفل المبتسر فى الحضانة يقلل من الأخطار التى تهدد القلب و الجهاز التنفسى للطفل المبتسر . يفضل أن تتكلم الأم مع رضيعها خلال عملية الرضاعة ، فلقد وجد أن حديثى الولادة يمصون حلمات الرضاعة بمعدلات أكثر عند سماع تسجيلات أصوات أمهاتهم مقارنة مع تسجيلات الأصوات الغريبة .

استخدمت الموسيقى لعلاج الناس من الأوجاع منذ قرون عديدة ، وكان الإغريق يعتبرون أبولو بمثابة أسطورة الطب والموسيقى فى ذات الوقت، وقد عالج  أبو الطب  أبقراط مرضاه بالموسيقى . ليس غريبًا أن نجد الموسيقى فى غرف العمليات الجراحية لأمهر الجراحين العالميين ،ولا غرابة أن تعزف الموسيقى فى غرف المرضى قبل وبعد العمليات الكبرى .  الموسيقى تهدئ من روع المرضى ، و تحسن المزاج ، و تريح العقل و ترخى الجسد. هناك مستشفيات تحضر المرضى للعمليات الجراحية بالموسيقى وتصبح الموسيقى أول ما يستقبل المرضى بعد الإفاقة من التخدير.  العلاج بالموسيقى يستخدم فى علاج وتأهيل الأطفال فى أمراض التخاطب ، و التأخر العقلى ، و نقص الإنتباه ،و ضعف التركيز
، و التوحد ، و المشاكل السلوكية ، و التحفيز. الموسيقى تحسن فقدان القدرة على الكلام، و هناك أدلة متزايدة حديثة على أن العلاج بالموسيقى قد يحسن مهارات الاتصال في مختلف الاضطرابات العصبية ، و يحفز مناطق المخ المشاركة في المعالجة العاطفية و التحكم في الحركات، وتحسين فقدان القدرة على الكلام خاصة في الأفراد المتضررين من السكتة الدماغية.

الاستماع للموسيقى المحببة يحسن أداء القلب ويزداد الأثر بالرياضة .  الموسيقى الهادئة تقلل من عدد ضربات القلب الزائدة، و ضغط الدم المرتفع ، و الألم خلال عمليات القسطرة و ثقب غشاء البلورا الذى يحمى الرئتين.  

تستخدم الموسيقى فى تعليم الأطفال ، فهى تحد من توترهم ، وتزيد من جاذبية العمليات التعليمية ، وتوسع مداركهم . تعليم الموسيقى يعزز قدرة الطالب على أداء المهارات اللازمة للقراءة بما في ذلك الاستماع، والتوقع، والتنبؤ، وتدريب الذاكرة، ومهارات استدعاء، وتقنيات التركيز. الرياضيات هي الأكثر ارتباطًا أكاديميًا مع الموسيقى. الموسيقى تساعد الطلاب على العد، والتعرف على الأشكال الهندسية، وفهم النسب . أكدت ألابحاث أن  تعليم البيانو يعزز قدرة المخ على التخيل و التفكير المكاني والزماني، و  القدرة على تصور وتحويل الأشياء في المكان و الزمان،  وهذا يعمق قدرة الطالب على فهم الكسور والألغاز الهندسية، والألغاز الرياضية . الموسيقى الهادئة تسهل تعلم  جدول الضرب و المسائل الحسابية. 
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط