بضحكة صافية وقلب حزين، يقف الرجل الأربعيني ليُبيع أكياس الترمس الشهي بالشطة والليمون، بقرية الزارة مركز المنشاة بمحافظة سوهاج، ويُنادي المارة جميعهم قائلاً:"تعالى دوق يا باشا.. مش هتندمي يا أستاذة.. مشطشط يا ترمس.. رزقنا عليك يارب"، هكذا يُلفت انتباه الجميع بنبرة صوته العالية.
"أنا ليا عشرين سنة بشتغل، مرة ابيع ترمس مرة أبيع ذرة، هو ده شغلي، أرزقي مكسبي يوم بيوم وأنا ورزقي ورزق أهل بيتي"، بهذه الكلمات وبعينين تملأهما الحزن والوجيعة المُفجعة، بدأ فكيه محمد علي، ابن قرية أولاد علي بمركز المنشأة بسوهاج، حديثه مع "صدى البلد".
وأضاف أن لديه طفلًا يُدعى حسين، يبلغ من العُمر خامسة عشر عامًا، يُعاني من فشل كلوي، ويحتاج إلى غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعيًا، يحتاج في كل مرة أكثر من ٢٠٠ جنيه كمصاريف بالمستشفى ومواصلات وخلافه، موضحًا أن طفله يُصرف له معاش "تكافل وكرامة"، كما يُعالج على نفقة الدولة، وتقدم بالشكر لكل من راعى حالته المادية وسانده في علاج نجله وصرف معاشه.
وبصرخة تُفطر لها القلوب وبسيل من الدموع قال ما لم يتحمله ويُضيق له صدره:"ابني محتاج عملية زرع كلى تكلفتها ٧٠٠ ألف جنيه وأنا راجل ارزقي عاجز عن جمع فلوس عمليته اسيب ولدي يموت، فيه أب بيسيب ابنه يموت بالبطئ قدام عيونه كده".
ويُناشد بائع الترمس ابن محافظة سوهاج الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن ينظر إلى نجله بعين الأب لا غير وأن يُساعد رجلا لا يملك من حِطام الدنيا شئ سوى أسرته، في إنقاذ روح نجله، بعملية زرع الكلى التي تتوقف عليها حياة "حسين" ابن الـ15 عامًا.