لا تزال تطورات الأحداث في منطقة وسط آسيا وتحديدا في أفغانستان التي تولت فيها حركة طالبان زمام الأمور عقب هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني وسقوط العاصمة كابول محط اهتمام المجتمع الدولي خاصة الدول الكبرى والتي لها مصالح في هذه المنطقة أو تمر من خلالها مصالحها.
طالبان وتغيير الصورة النمطية
وعقب سقوط كابول وارتقاء حركة طالبان لسدة الحكم في البلاد، تحدث كثير من المراقبين عن موقف الحركة من دول الجوار خاصة روسيا وإيران والصين، وهل الحركة قادرة على بناء علاقات اقتصادية وسياسية مع المجتمع الدولي الذي يخشى من فكرة تقبل صعود طالبان لما لها من ماض دموي وأفكار لا تتماشى مع العصر؟.
وللحديث حول النقطتين وغيرهما من نقاط أخرى تخص الحركة، أفكارها، أبرز قادتها، استضاف موقع «صدى البلد»، نهلة عبد المنعم الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس.
وقالت «عبد المنعم»، إن «روسيا لا تريد الاعتراف بـ طالبان والحركة سوف تحقق نجاحا لكي تلقى قبولا واعترافا من جميع دول العالم»، لافتة أن «طالبان سوف تعمل على استغلال موارد الدولة وما تمتلكه من ثروات معدنية هائلة، وأراضي زراعية جيدة تسمح بزراعة منتجات كثيرة في الحصول على أموال تبني بها الدولة وتحقق نجاحا اقتصاديا ليرى للعالم اختلاف نظام حكم الحركة الحالي عن نظام حكمها القديم».
سر قوة حركة طالبان
وأوضحت أن «حركة طالبان أثبتت قوتها أكثر من الحكومة الهاربة، ويرجع ذلك لامتلاكها جناحا عسكريا وسياسيا وإعلاميا وقضائيا قويا؛ فهي دولة داخل الدولة وأصبحت جاهزة دوليا، وسوف تتبنى في الفترة المقبلة خطاب اعلاميا رصينا».
وأكدت أن «طالبان ستعتمد على متخصصين لإدارة الدولة؛ لأنها تختلف عن كثير من الجماعات المتطرفة التي وصلت للحكم وفشلت مثل جماعة الإخوان الإرهابية، التي كانت تعتمد على السرية» معقبة: «طالبان تقوم بالعلانية في كل شيء ما عدا الجناح العسكري الخاص بها».
ولفتت إن « حركة طالبان تمتلك جناحين، أحدهما عقائدي والآخر سياسي، مرجحة الاتجاه نحو الجناح السياسي عند اختيار من يشغل منصب الرئيس؛ لأن هذا الجناح يتولى المناقشات السياسية ولديه مفاوضات وعلاقات كثيرة إقليميا ودوليا ومنها علاقات مع الصين وإيران وروسيا وغيرها من الدول العظمى».
الرجل الأقوى داخل طالبان
وتوقعت «عبد المنعم»، أن يكون الاختيار في مصلحة «عبد الغني برادر» بصفته رئيس المكتب السياسي أو الاتجاه نحو اختيار أحد معاونيه، مشيرة: «طالبان لديها اختيارين إما الاحتفاظ بعبد الغني برادر كمستشار للتيار، أو ترشيح أي شخص آخر يتوفر فيه القبول الشعبي والدولي لتجنب كثير من المشاكل الدولية».
واختتمت: «طالبان تحظى بعلاقات دولية كبيرة وفاعلة بعدد من الدول الكبرى، وهي كيان قوي مرتبط بمصالح بعيدا عن الجناح المتشدد».