الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد شندي يكتب: الثانوية العامة ووهم كليات القمة

صدى البلد

بمجرد الإعلان عن نتيجة تنسيق الكليات، تزداد مراحل الخوف لدى الطلاب، فإما أن تغمر السعادة وجوه الطالب بعد التحاقه بكليته التي يحلم بها، أو يحزن لعدم التحاقه بما يرغب فيضطر للالتحاق بأى كلية أخرى تتناسب مع مجموعة، وفي تلك اللحظة، تسيطر على الأهالي عامة والطلاب خاصة، حالة من اليأس وفقدان الثقة في الذات، نتيجة عدم تحقيق رغبته في الكلية التي يحلم بها، بعد أن قضى طوال العام يركز جهوده في الوصول لكلية معينة، ولم يكتب القدر له أن يلتحق بالكلية.

من منا لايري في عين أبنائه الصعود للقمة وتسلق سلم النجاح والعلم ولكن يبقي السؤال هل التعليم اصبح مجرد تحصيل أرقام وأعلي الدرجات بالشهادة الثانوية ام مجرد تباهي وتفاخر بدرجات ناتجة عن الحفظ والتلقين وليست ناتجة عن الفهم والقدرات العلمية؟
لذلك التعليم اصبح مجرد وسيلة في نظر بعض الاشخاص لتسلق كليات القمة وفي حين يري البعض الاخر بان التعليم العالي والجامعي ينحصر فقط في كليات القمة مما أدي لحدوث فجوة كبيرة بين طلبة الجامعات والتنميق للتعليم الجامعي وترتب علي النظر الي باقي الكليات بالدونية ويظهر ذلك جليا عندما يدخل بعض الطلبة لكليات الطب والهندسة مما يتكون في عقيدتهم بأنهم الافضلية في مرحلة التعليم الجامعي وهذا ليس بصحيح. 
وعلاوة علي ذلك العقيدة الراسخة لدي اولياء الامور بأن التفوق التعليمي ينحصر فقط في طلبة الحاصلين علي درجات تؤهلهم للالتحاق بكليات القمة كل هذا ينعكس علي المجتمع بصورة سلبية ومتدينة من الفكر والانحطاط التعليمي وتأخر ملحوظ في الدول النامية التي تعتمد علي حفظ المعلومة لا مهارة الإتقان في فهم ما يدرسه ؛ ناهيك عن المناهج التعليمية الممتلئة بالحشو الذي لا يسمن ولا يغني من جوع بل يحدث ارهاق للمدرس والطالب من الناحية التعليمية.

ويأتي هذا التفكير الخاطيء من قبل الأهالي، نتيجة الاعتقاد بأن كليات القمة التي تتمثل في الطب والهندسة والصيدلة، هى فقط التى تستحق المباركة أو أنها تحقق الحلم المنشود، وأنها ستجعله من رواد المجتمع والعباقرة.

هذا كله لا يجعلنا نقلل من شأن كليات الطب والهندسة في شتي المجالات بل ترك صورة سلبية لتلك الكليات التي خرجت من حيز التصنيف إلي حيز التحيز والتفريق، ولكن العلم بحر لا حدود له سواء كان في العلوم الطبية او الانسانية او التاريخية او الدينية او الفلسفية او الهندسية او الاجتماعية او العسكرية وغيرها من العلوم الاخري. لذلك عزيزي القارئ هناك العديد من علماء المصريين ليسوا من خريجي كليات القمة أمثال العالم الراحل الدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز
وهم من كانوا في مسيرة الفخر لكل مصر في القرن العشرين …. وكذلك علماء مجدي بيومي وأبو بكر الصديق مصطفي السيد ومحمد عبده وهاني عازر… الذين شرفوا مصر بنبوغهم وأخبارهم في القرن الجديد… إلا أن أكثر هؤلاء شبابا هو المصمم الصناعي العالمي كريم رشيد وعالم الفضاء عصام حجي… وجميعهم قناديل علي صدور الشعب المصري….. وكل منهم يمثل وحده قدوة لجيل من الشباب… بات عليه أن يحلم ….. بأن يكون مثلهم.


خلاصة القول:

نحن اليوم نعاني من أجل العثور على كهربائي جيد أو سباك وميكانيكي ونجار وغيرها من الحرف، وأيضا المصانع والورش تعاني عجزًا شديدًا في العمالة الفنية الماهرة المدربة، حتى الشركات العالية لا تهتم بالمؤهلات لكن بالخبرات، وتفضل المهارة على الشهادة.

كليات القمة "وهم" كبير يهدد مستقبل التعليم في بلدنا، ويدمر ميزانية الأسر المصرية بسبب الدروس الخصوصية من أجل المجموع الكبير، فكل درجة حصل عليها الطالب كلفت أسرته آلاف الجنيهات، وفي النهاية يكون مصيره الشارع، لأن التعليم وسوق العمل في طريقين مختلفين تماما لا رابط بينهما.