الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: نسب لا يرقى إليه نسب

صدى البلد

لم يحظى إنسان من ذرية أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام إلى آخر الجنس البشري حتى قيام الساعة بشرف نسب مثل الإمامين الحسن والحسين سبطا رسول الله تعالى وريحانتاه، وشقيقتهما السيدة زينب رضي الله تعالى عنها وأرضاها سيدة أهل الصبر والرضا والتسليم ، وأبوهما فارس الهيجاء الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه، وليد بيت الله الحرام، وهارون رسول الله كما أخبره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "ياعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام"، وهو باب مدينة علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما قال النبي الكريم في حديثه: "أنا مدينة العلم وعلي بن أبي طالب بابها".
وهو إمام المتقين، وأول المؤمنين، وأخصهم مزية، وهو سيد العرب، وفتى الفتيان، وفاتح خيبر، وصاحب سيف ذي الفقار، وقاتل عمرو بن ود فارس الفرسان المشرك الذي وقف يوم الخندق مواجها لجيش المسلمين وحده، ومتحديا إياه، هذا والإمام على مناقبه أكبر من أن تحصى وأعظم من أن يشار إليها ويكفيه، قول الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فيه: "إن الله قد جعل ذرية الأنبياء من ظهورهم وجعل ذريتي من ظهر على".
هذا عن أبيهما ، وأما عن أمهما  فهي سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، البتول حبيبة أبيها، وشبيهته صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا، وصاحبة الهودج  يوم القيامة، يوم يحشر الناس حفاة عراة سائرين على الأقدام، وهي التي كناها الرسول بأم أبيها، وقال فيها: "فاطمة بضعة مني من أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني".
هذا ومناقب السيدة فاطمة الزهراء أجل من أن يشار إليها، ويكفني أنها سيدة نساء العالمين، وابنة سيد الأنبياء والمرسلين، وصفوة خلق الله تعالى أجمعين، هذا وأما عن عمهما  شقيق أبيهما  فهو سيدنا جعفر الطيار، السيد الشهيد حامل رآية الإسلام يوم مؤتة، وصاحب الجناحين في الجنة يطير بهما في الجنان حيث يشاء، وهو الذي قال له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يوم أن دخل عليه بعد رجوعه من هجرته: "أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر"، فخجل فرحا وسعادة بقول النبي. الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله..
هذا وأما عن جدتهما  فهي السيدة خديجة بنت خويلد حاضنة الرسالة والرسول، وناصرة الدين، ومؤيدة المؤمنين، وأول من آمنت وصدقت وناصرت وأيدت، وبذلت المال للرسول، وهي أول من نطقت بكلمة التوحيد، وصلت مع الرسول قبل أن تفرض الصلاة على المؤمنين، وهي صاحبة البشارة من الله عز وجل ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، وهي التي قال فيها رسول الله لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها يوم أن أخذتها الغيرة منها، قال: "والله ما أبدلني الله بخير منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ منعني الناس، ورزقت منها الولد، أي الذرية التي جاء منها نسل رسول الله وعترته الطاهرة المطهرة".
هذا ومناقب أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها أعظم وأجل من أن يشار إليها أو من أن تعد وتحصى، هذا عن الجدة، وأما عن جدهما عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فهو سيد الأنبياء وصفوة المرسلين وخير. خلق الله تعالى أجمعين وهو سيد الأولين والآخرين ومحبوب إله العالمين ومراده من بين الخلق. وهو الذي ارتقى فوق الخلق العظيم والمبعوث رحمة من الله للعالمين، وهو صاحب أعظم رسالة وكتاب، وهو سيد السادات وكريم الآباء والأمهات وصاحب الحوض والشفاعة وأول من يحرك حلق أبواب الجنان، وهو المتأدب بالآداب الربانية،والمتخلق بالأخلاق القرآنية وهو الذي لا تدرك الخلائق قدره والقائل: "لا يعرف قدري إلا ربي".
والقائل: "إني لست كهيئة احدكم ٱني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين"، هذا ولا يستطيع أن يعرب ناطق عن قدر حضرته بفم عليه الصلاة والسلام، فرضي الله عن آل البيت وعلى جدهم وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام، اللهم ارزقنا محبتهم ومودتهم واحشرنا معهم ومع صحابة نبيك وحبيبك ومصطفاك سادة الأمة وأعلامها، واحفظ اللهم مصرنا الحبيبة ببركتهم وبسر محبتك لهم، نعم المولى ونعم النصير، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله الاطهار وصحابته الأعلام وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.