الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منى عاشور تكتب: يا دعاة المادة دعوا الصنعة لصانعها

صدى البلد

 

نحن نؤمن بأن صانع الشيئ من البشر هو أدرى الناس بصنعته وهذه القضية مسلم بها,فعلى سبيل المثال مبتكر التلفزيون الأول هو أدرى الناس به وحينما نشتري الجهاز لابد وأن نأخذ معنا كُتيبا(كاتلوج) وبدون هذا الكتيب لا نستطيع استخدامه وإذا واجهتنا مشكلة أثناء استخدامه فإننا نقوم بالرجوع لهذا الكتيب لحلها,ولو كنا لا نستطيع القراءة أو كان بلغة أجنبية عنا فإننا نذهب لمن يترجمه لنا لماذا! لأنه النور الذي نهتدي به ولو لم نتبع التعليمات التي في الكُتيب لربما أفسدناه أو أهلكنا نحن كالكهربة وهكذا..

ولأن التلفزيون عمل بشري فقد قلد صنعه الكثير بل زاد على المبتكر الأول وأضاف تقنيات أفضل وكل له تعليمات خاصة نستفيد منها وهكذا..

لو طبقنا هذا المبدأ علينا وعلى حياتنا-ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى- فالله سبحانه وتعالى هو خالق البشر بل والحياة وما بعدها فلذا هو أدرى وأعلم بما صنع,فأرسل إلينا الرسل بالوحي لينظموا للناس حياتهم وأرسل سيدنا محمدًا-صلى الله عليه وسلم- بالوحي (القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة)إلينا ليضيئ الطريق لنا في الحياة وبعد الممات وهو الغني عن عباده فليس كأي صانع فالله سبحانه وتعالى يعطينا بلا مقابل،وحبه لنا يفوق حبنا لأبناءنا وأنفسنا وصنعته سبحانه ليست كأي صنعة(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)سورة النمل:88، وإلى الآن لم نجد من قلده في الصنع بل ولا نعرف طريقة الصنع وهناك أعضاء في جسدنا درسها الأطباء وعرفوا ما يضرها وما ينفعها وربما جاءت نظرية تنقض أخرى, ولكن هناك أهم شيئ في الإنسان وبها يحيى الإنسان وبمفارقتها يموت وهي الروح, لا نعرف عنها شيئا أين موضعها في جسدي وما حقيقتها وماذا يضرها وما ينفعها ؟ وكذلك العقل ...الخ إذًا الله سبحانه أرسل إلينا الوحي لينظم حياتنا كلها فالعبادات ليست للنفع الأخروي فقط بل هي غذاء الروح والجسد والمجتمع والحياة بأسرها وما بعدها فكل أمر ما فرض إلا لأنه ضروري لنا سواء ظهرت لنا هذه المصلحة أم لا وأيضًا كل ما حرم علينا حُرِّم لضرره وكذا المندوبات والمكروهات كل بحسبه كان حكمه الشرعي  ولا سبيل إلى معرفة هذه العبادات إلا بتعلم العلوم الشرعية المختلفة وكل مسؤول عن نفسه وأيضًا كل راعٍ مسؤول عن رعيته ونحن حينما نرسل أبناءنا ليتعلموا علومًا دنيوية فنحن بذلك لا نكون خلينا من المسائلة بين يدي الله تعالى يجب علينا أن نعلم أبناءنا أو نرسلهم إلى من يعلمهم أمور دينهم لتنفعهم في الدنيا والآخرة وإذا كان طلب العلوم الدنيوية النافعة فرض كفاية فإن طلب العلوم الشرعية فرض عين ومنها ما هو فرض كفاية. وإذا أردت أن تحظى بعلوم الدين والدنيا فعليك بالأزهر الشريف المكان الوحيد الذي تجد فيه هذه الخاصية- حفظه الله تعالى وبارك فيه-.