الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء حامد تكتب: ليست مفتاح الجنة

صدى البلد

جرت العادة أنه فى مثل التوقيت من كل عام تحبس الأنفاس فى انتظار نتيجة الماراثون الذي فى سبيله  هان كل شيء ، الوقت و الجهد والمال و صفو البال.

الثانوية العامة ، أيا كان نظامها وزمنها ، كانت ولازالت كابوس يطبق على أنفاس الأهالي والأبناء على حد سواء ، وكأن اعلان نتيجة ماراثون كليات القمة بمثابة يوم القيامة الذي سيفرق كل طالب بعمله، اما الجنة او النار وفقا لمجموع درجاته.

يعقب اعلان النتيجة المرتقبة  اخبار من نوعية ارتفاع حالات الانتحار و انهيارات عصبية والاختفاء عن المنازل فيما تتناول تلك التبعات المؤلمة و اللحظات القاسية العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالجد و بعض الهزل .

اعذرهم، كنت مثلهم ، و كانت عائلتي يعتصرها نفس القلق، لكن اى قلق هذا مقابل حياة الابن وسلامته النفسية، اى فرحة تلك بمجموع درجات لبعض الوقت بينما لم نلحظ ان اوائل الثانوية العامة فى سالف السنوات واصلوا تفوقهم وحققوا انجازات مشهود لها فيما بعد بينما حقق من حصل على درجات اقل عديد من النجاحات و تجاوزوا الصعاب.

الثانوية العامة ليست آخر الدنيا، والنجاح ليس مجموع درجات، و الدراسة ليست كل هدف فى الدنيا ، هذا ما قالته لى تجربتى فى كلية الإعلام باعتبارها كلية قمة دخلتها برغبة قوية واندفاع واعترف رغم تفوقي بها أيضا انها كانت أكبر جريمة  فى حق نفسي وافقدتنى الثقة في معظم قراراتي.

لذا ادعوا كل طالب يستعد لهذه المرحله المهمة الا ينساق وراء رغبته فقط، لكن عليه ان يقيم قدراته ايضا ، والقدرة على التكيف مع المهنة، و مدى حاجة سوق العمل لها ، وعلى اولياء الامور ان يلتقطوا الأنفاس قليلا ، فالنجاح مقترن باختيار الفرد لنفسه ليتحمل جريرته خيرها او شرها كما أن التفوق في الثانوية العامة لن يمنح ابنك مفتاح الجنة.