حركة طالبان عادت من جديد لحكم أفغانستان، الأمر الذي طرح تساؤلات حول سياسة الحركة في ظل ما يشهده العالم من تغييرات خاصة التكنولوجيا.
نهلة عبد المنعم الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أكدت أن صعود حركة طالبان إلى حكم أفغانستان كان أمر متوقع، وجميع الأطراف الدولية والمحلية تعلم أن حركة طالبان ترغب في السيطرة على الحكم، ولكنها فاجأت العالم بسرعة السيطرة على أفغانستان وتحقيق هدفها، موضحة أنه في السنوات الماضية كانت طالبان تسيطر على بعض أجزاء من أفغانستان، والآن تسيطر على العاصمة كابول بمساعدة الولايات المتحدة التي تخلت عن الحكومة الأفغانية.
خسائر أمريكا في أفغانستان
أوضحت "عبد المنعم" خلال تصريحات بـ ندوة في "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة خسرت أرواح بشرية بجانب مليارات الدولارات التى دفعتها في سبيل تسليح وتدريب القوات الأفغانية التي انهارت أمام حركة طالبان في ظرف أيام، أما عن الخسائر الاستراتيجية والسياسية، فإن خروجها بهذا الشكل يفجر الوضع في المنطقة الاسيوية ضد أعدائها والدول المنافسة لها مثل الصين وروسيا وإيران.
سياسة التخلي
وتابعت: "إن الدولة الأمريكية تتبنى في المقام الأول سياسة التخلي، وتتبع مصالحها فقط، فقد تخلت أمريكا عن القوات الكردية في العراق في عهد ترامب، وتخلت أيضا عن الحكومة الأفغانية الأن واختارت طالبان طرف وحيد للحكم، فهذه سياسية الولايات المتحدة التي تبين مصالحها بكل وضوح للعالم ولا تخشي أن يقل عنها أن تخون حلفائها".
طالبان عكس اتجاه الجماعات الأخرى
وأشارت الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس إلى أن طالبان تختلف عن الجماعات المتطرفة ذات المرجعية المتشددة التى تريد السيطرة على الحكم، موضحة أن طالبان حركة محلية تهتم بحكم أفغانستان في الداخل فقط، على عكس الجماعات الأخرى التي تريد اجتياح العالم وهذا النوع من الجماعات يخلق عداوات بين الدول باعتباره تهديد مباشر لأمنها واستقرارها وهذا عكس ما تفعله طالبان.
طالبان الآن وفي 2001
وأكدت أن حركة طالبان تختلف الآن كثيرا عما كانت عليه في السابق في عام 2001، واتضح هذا في حديث المتحدث الرسمي باسم الحركة ذبيح الله مجاهد عندما قال: "إن المرأة ستأخذ جميع حقوقها وفقا للشريعة الإسلامية الذي يتقبلها العالم"، وهذا يعد تمهيدا لتقبل الجميع بهذه الفكرة، وتأكيدهم أن النساء هن شقائق الرجال موضحة أن طالبان لم تتحدث بتلك اللهجة من قبل، و يهدفون إلى كسب تأييد الدول والرأي العام وتعاطف النساء حتى يكون وجودهم مرحب به.
ممارسة لغة العصر
واختتمت قائلة: "إن طالبان لن تغير ايدلوجيتها وتتمسك بها ولكنها تتوافق مع مطالب العصر الحديث، لأنها طالبت العالم أنيحاسبها وفق المعايير الدولية، وجميعنا نرى حرفية الخطاب الإعلامي الجديد للحركة، واستعانتهم بشركة قوية في العلاقات العامة وفي السياسة كتبت الخطاب الموجه للعالم والداخل الأفغاني".