ورد إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية سؤالاً نصه: ما حكم المجاهر بالمعصية والمعاير بالسوء؟، مشيراً إلى أن المؤمن مأمور بستر نفسه وألا يكون مجاهراً بالمعصية كي يشمله عفو الله يوم القيامة.
المجاهر بالمعصية
وقال الشيخ محمد العماوي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، في إجابته على السؤال خلال البث المباشر للمركز عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم، إن بعض الناس يتحدث عن نفسه بصورة سيئة ويدعي أن تلك حقيقته، ويجاهر ويعاير غيره.. فما حكم الدين في ذلك؟: "الرسول أمر بستر المؤمن نفسه، وقال – صلى الله عليه وسلم-: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".
وبين أن الرجل حين يعمل الذنب بالليل ثم يصبح فيحدث الناس بما فعل فاسقط الستر عنه وفضح نفسه في الدنيا، وهو المأمور بسترها كي يكرمه الله بستر الآخرة، مشيراً إلىأن النبي قال: يَدْنُو أحَدُكُمْ مِن رَبِّهِ حتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عليه، فيَقولُ: أعَمِلْتَ كَذَا وكَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ، ويقولُ: عَمِلْتَ كَذَا وكَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يقولُ: إنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليومَ".
وشدد العماوي أنه من أفضل الأعمال إلى الله أن يعترف المؤمن بذنبه، وأن يستر نفسه فلا ينبغي أن يحدث الناس بما فعل من إثم وذنب كي يغفر الله له، مختتماً بالدعاء :"اللهم اشملنا بسترك الجميل".
استهانة بحدود الله
فيما أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن المجاهر بالمعصية مطرود من عفو الله، لافتًا إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكور في صحيحي البخاري ومسلم والذي قال فيه «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، وأن الأمة المسلمة معافاة من عقوبات الله إلا المجاهرين، لافتًا إلى أن من ضمن المجاهرة أن يفعل أحدهم خطيئة ويستره الله ويكشف هو ستر الله عنه.
واعتبر أستاذ الفقه المقارن المجاهرة بالمعصية بأنها جريمة وتكشف استهانة بحدود الله وعدم التعظيم لشعائر الله، مبيناً أنه يجوز اغتياب المجاهر بالمعصية ليتم تحذير الناس منه ومن فسقه، لأن المجاهرة بالمعصية أصبحت مرضاً اجتماعياً يجب معاقبة فاعلها.