عبد المعطى أحمد يكتب: رأس البر مصيف الغلابة

مدينة رأس البر تقع فى حضن نهر النيل والبحر المتوسط فى أقصى شمال الدلتا حباها الله بموقع فريد كما اكتسب هذا الموقع دلالة كونية ودينية من خلال تواجده على البرزخ الذى يفصل بين النيل والبحر المتوسط والذى ورد ذكره فى سورة الرحمن فى الآية الكريمة(مرج البحر يلتقيان)وهومشهد كونىلمعجزة إلهية حيث يلتقى النيل بالبحر المتوسط دون أن يبغى أوتدرج مع عشش قليلة متفرقة مصنوعة من حصر البردى إلى صفوف منظمة بين شاطىء النيل والبحر ثم إلى عشش تقام على أرضيات من الخشب والبناء,وفى عام1891أنشأ رجل فرنسى أسمه "بكلان" وسيدة فرنسية تدعى كورتيل مطعما وواول فندق راق أمام الفناروسط المصيف جذب رجال المصطافين ودفع آخرين لبناء عدد آخر من الفنادق,وفى عام1902وضعت للمصيف أول خريطة هندسية بسيطة موضحا عليها مواقع العشش وأرقامها والأسواق وغيرها,ومع الوقت بدأت الحياة تدب فى المصيف بعدما اعتادت بعض الأسر المصرية من قاطنى مدن الدلتا الخروج للتنزه فى مراكب شراعية فى النيل خلال فصل الصيف وصولا إلى رأس البر,وهناك أقاموا أكواخا بدائية من البوص ليقيموا فيها بعض الوقت,وهو مالقب ب "العشش"والتى استمرت بهذا القب حتى وقتنا الحالى,وهناك الكثير من العلامات المميزةوالبارزة التى اشتهر بها المصيف على مدار سنوات طويلة,ومن أمثلة ذلك"الطفطف" وسائقه الشهير "رنجو"وهو حافلة ركاب يسير فى جميع شوارع المدينة,وكان يطفى بهجة كبيرة على ركابه من خلال ترديد الأغانى الشهيرة فى هذا الوقت,وكان يتفاعل معه المصطافون داخل العشش أثناء مروره من أمامهم.

وقد عرف عن المصيف بأنه كان محط إعجاب الكثير من مشاهير السياسة والفن فى مصر,ومن أشهر هؤلاء كوكب الشرق أم كلثوم وكان لها فيلا (عشة) معروفة على شاطىء البحر,والمسيقار محمد عبد الوهاب وغيرهما من المشاهير,ويتميز المصيف برخص أسعاره بالمقارنة بمصايف الجمهورية الأخرى حيث أ أن متوسط سعر اليوم داخل العشش أو الفنادق المتوسطة الحال نحو500جنيه ولذلك أطلق عليه مصيف الغلابة.وكانت ولاتزال رأس البر موضع اهتمام لجميع المحافظين الذين تولوا مسئولية المحافظة,حيث أصبح المصيف من أهم المصايف السياحية المهمة بعد أن شهد فى الاونة الأخيرة تطورا هائلا قفز به إلى قمة مصايف الجمهورية والتى توجت بمشروع التنسيق الحضارى والذى نقل المصيف نقلة نوعية من حيث التنظيم وإعادة التخطيط وإعادة صياغة منطقة اللسان,وهى من اهم المعالم السياحية بالمصيف,حيث شمل التطورمختلف المرافق والخدمات والمشروعات التى تحقق أقصى مايمكن من وسائل الراحة والاستجمام لعشاقه الذين إليه كل عام من شتى مناطق الجمهورية للاستمتاع بالطبيعة الساحرة التى يزخر بها المصيف.كما يضم المصيف عددا من الأماكن الحيوية مثل:منطقى اللسان والجربى وشارع النيل وشاطىء خليج رأس البروفندق اللسان وشارع بور سعيد.كما يشتهرالمصيف بصناعة الفطير الدمياطى الشهير بجميع أنواعه والذى عرفه الدمايطة منذ أربعينيات القرن الماضى,حيث يقبل عليه المصطافون من جميع أحاء الجمهورية ويتفنن الدمايطة فى إضافة كل ماهو جديد لهذه الأكلة الشهيرة,فضلا عن الحلويات الشهيرة التى تشتهر بها المحافظة مثل المشبك والبقلاة والملبن والهريسة والبسبوسة ولقمة القرصة.

• للعام الثانى على التوالى يضع فيروس"كوفيد19" المعروف إعلاميا ب"كورونا"منظومة التعليم وأدواته فى مصر والعالم كله فى اختبار حقيقى,فمع إجراءات الغلق والفتح المتكررة والانتقال للخيارات الأخرى سواء كانت التعليم عبر الانترنت أو منصات التعليم المختلفة لم تستقر العملية التعليمية,ولميتحقق الهدف منها بل على العكس ظهرت دراسات وأبحاث تكشف الاثار السلبية للتعليم عن بعد وتعدد التحديات التى فرضتها جائحة كورونا على أنظمة التعليم وطرق التعامل معها,فعلى سبيل المثال حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"اليونسكو"من تداعيات جائحة كورونا على تعليم الأطفال فى العالم مؤكدة أن نسبة الأطفال الذين لم يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة ارتفعت إلى20% فى عام 2020بمايعادل أكثر من 100مليون طفل بسبب الاجراءات الاحترازية التى فرضتها جائحة كورونا على المؤسسات التعليمية وما تبعها من اجراءات غلق وفتح متكرر على مدار العامين الماضيين.
• من واقع ماحدث هذا العام والتراجع عن الامتحانات الالكترونية,وسحب مشروع الثانوية العامة التراكمية الذى كان يريد فيه وزير التربية والتعليم أن تكون الثانوية العامة ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة هو التوجه الذى كان سيقتح الباب على مصراعيه للدروس الخصوصية بشكل أكبر,أقول لوزير التربية والتعليم أرجو أت تركز فى المضمون وليس فى الشكل,وان نبحث عن كيفية إعادة الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى بعد أن هجرها الطرفان بسبب الدروس الخصوصية وتعود المدرسة لكى تقوم بدورها خاصة التربوى منه وأن تركز فى تطوير المناهج وتدريب المدرسين أولا ولانقصر جهودنا فى الشكل فقط الكترونى أم غير الكترونى مثلما حدث هذا العام.
• يكشف طول مدة عملية تشكيل الحكومة فى لبنان عن جملة من التعقيدات والتوترات بين الفرقاء السياسيين,لاسيما المتعلقة ببعض الوزارات ذات التأثير الأكبر فى الحكم مثل الداخلية والعدل,فرغم حصول سعد الحريرى على65صوتا نيابيا من أصل120 فى أكتوبر من عام 2019إلا أنه فشل فى تشكيل الوزارة وقدم اعتذارا بذلك بسبب صراع سياسى قديم بين تيار المستقبل الذى يتزعمه والتيار العونى بزعامة جبران باسيل رئيس التيار الوطنى الحر.