في اتصال هاتفي، تتحدث زورا التي تعيش في كاليفورنيا مع زوجها الموجود في أفغانستان أحمد قاسمي عن أحلامهما واستقبالهما لطفلهما الجديد بعد بضعة شهور، وإذا بصوت رصاص دخيل على مكالمتهما المفعمة بآمال وأحلام ليكتشف زوجها سقوط كابول في يد طالبان وترهيبهم وتعذيبهم للناس.
بعد وقت قصير من سقوط كابول، وجد قاسمي نفسه مع الآلاف من الأفغان المذعورين الآخرين في مطار المدينة الذين يسعون بشدة للفرار من طالبان.

قالت زورا، التي تعيش في كاليفورنيا، إن زوجها أحمد قاسمي اتصل بها من الفوضى التي التقطتها الكاميرا وبثت في جميع أنحاء العالم قائلة إنها تسمع أفغانستان تنهار في الخلفية.
وأضافت زورا: “طلقات وصراخ ناس، هذا كل ما تسمعه في خلفية لمكالمة مع زوجي، فماذا عليه أن يفعل؟ ليس لديك خيار، إذا استدرت، فهناك إطلاق نار، إذا تقدمت فهناك إطلاق نار، على الأقل إلى الأمام قد يكون هناك بعض الأمل”.
هذا القليل من الأمل هو ما يتمسّك به آلاف الأفغان الذين يعيشون في الولايات المتحدة، حيث أصبح كفاحهم من أجل لم شملهم مع أحبائهم الذين ما زالوا في أفغانستان ضرورة ملحة جديدة بعد استيلاء طالبان السريع غير المتوقع على البلاد.
قالت زورا إن زوجها الذي تزوجته في يونيو 2019 ، حصل بالفعل على موافقة سلطات الهجرة الأمريكية للحصول على تأشيرة لكن رحيله تأخر بسبب جائحة الفيروس التاجي.

"لست متأكدة أنني سألتقي بزوجي قبل أن أنجب طفلي الأول"، بهذه الكلمات عبرت زورا عن مخاوفها من تعثر عودة زوجها إلى كاليفورنيا.
وأضافت زورا: “إذا جاءوا وفتشوا منزله ورأوا أنه يخطط للذهاب إلى الولايات المتحدة، سيطلقون النار عليه هناك، لا أريد حتى أن أتخيل ذلك، أعاني من الكوابيس تلك الأيام”.
قالت زورا عن زوجها، البالغ من العمر 24 عامًا، إنهما التقيا من خلال الإنترنت، حيث كانت تجمعهما صداقة لمدة ٤ سنوات على “فيسبوك” حتى قررا الزواج.

وتابعت: “الآن، بسبب قوى خارجة عن إرادتنا، أصبحت حياتنا في مأزق مرعب”.

وأوضحت زورا أن كل ما تفعله حاليا هو الجلوس مع هاتفها المحمول في انتظار أي مكالمة أو رسالة من زوجها، لافتة إلى أنها لا تستطيع الاتصال به كثيرا حتى لا يلاحظ أحد من طالبان، يكفي أن أسمع صوته وأتأكد من أنه على قيد الحياة، بهذه الكلمات أنهت زورا حديثها مع NBC News