كشف مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون، أن المخابرات الأمريكية حذرت بشدة من أن حركة طالبان ستستولي على أفغانستان، وأن القوات الأمنية الأفغانية ستنهار أمامها، وذلك رغم تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي، جو بايدن بأن ذلك لن يحدث.
وصرح بايدن للصحفيين في 8 يوليو الماضي، بأن الجيش الأفغاني لديه 300 ألف مقاتل، مقارنة بحركة طالبان التي لديها 75 ألف مقاتل فقط، معتبرا أن سقوط العاصمة كابول بيد الحركة المتشددة ليس حتميا.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنه مع التقارير الاستخباراتية السرية بحلول شهر يوليو الماضي، أصبحت أكثر تشاؤما، بشأن إمكانية الحكومة حماية العاصمة الأفغانية كابول من السقوط بيد طالبان.
واعتبرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن تلك التسريبات ستزيد من التساؤلات، حول سبب رغبة بايدن في هذا الانسحاب السريع من أفغانستان، ولماذا لم تستعد إدارته بشكل أفضل لإنقاذ الأمريكيين والأفغان المتعاون مع واشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإن أحد التقارير الاستخباراتية التي صدرت تزامنا مع تقدم طالبان في البلاد، أشار إلى ارتفاع مخاطر سقوط العاصمة كابول، وأكد أن الحكومة الأفغانية ليست مستعدة لصد هجوم طالبان.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقرير تم تقديمه إلى الكونجرس منذ فترة، استخلصت فيه دروس سيطرة طالبان على السلطة عام 1996، حيث تنبأ التقرير التحليلي إلى حد كبير بكيفية سيطرة طالبان على البلاد.
وتوقع التقرير أنهم طالبان ستسيطر أولاً المعابر الحدودية، ثم ستنتقل إلى عواصم المقاطعات، قبل تأمين الأراضي في الشمال ومن ثم الانتقال إلى كابول - وهي تنبؤات ثبتت صحتها إلى حد كبير.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، أنه يتحمل مسؤولية قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وأنه ليس نادما على القرار.
وقال بايدن في كلمة ألقاها أمس، بشأن آخر المستجدات التي تجري في أفغانستان: "أقف مباشرة وراء قرار الانسحاب من أفغانستان، وأمرت بنشر 6 آلاف جندي لتأمين عمليات إجلاء رعايانا من هناك".
وأضاف بايدن: “أعلم أنه سيتم انتقاد قراري لكنني لن أورّث هذا القرار للرئيس الأمريكي القادم".
وتابع: ارتكبت الإدارات الأمريكية السابقة أخطاء كثيرة على مدى عشرين عاما منذ وجود قواتنا على الأراضي الأفغانية".
وأردف قائلا: "سندافع عن شعبنا بالقوة الضاربة إذا اقتضى الأمر، وسنستمر بدعم المغادرة الآمنة للمدنيين ولحلفائنا وسنعمل على مساعدة اللاجئين ومن هم معرضون للخطر".