الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحسينى عمر النجمى يكتب: جرائم الثأر بالصعيد (1)

صدى البلد

من الملاحظ دائما أن الدراما المصرية تصر على تجسيد الشخصية الصعيدية بالشخصية المتعصبة ، قليلة الفهم والأدراك ، فالشخص الصعيدى هو الذى لايفهم ولا يستوعب ويميل إلى العنف ، والظلم، والاستبداد مثل مندور ابو الدهب فى مسلس حدائق الشيطان أو هارون صفوان فى مسلسل سلسال الدم أو زناتي فى مسلسل حق مشروع ،إن الدراما المصرية لم تنصف فى ذكر عادات الصعيد الكريمة المتوارثة بل جسدت شخصيات درامية وهمية اساءت إلى الصعيد ورموزة المتميزين فى جميع المجالات الدينية والثقافية والعلمية ، ولكن ما بين الرجولة والجدعنة والتمسك بالعادات والتقاليد، وبين الغباء والتعصب والرجعية والتخلف ، فارق  كبير ما بين السماء والأرض ، 
كان مجتمع الصعيد في عقول الكثيرين غير المنتمين له، ممن كونوا صورته إما عبر الأعمال الدرامية الغير منصفة ، أو من خلال المهاجرين من الصعيد للمحافظات الأخرى سواء بدافع العلم أو بحثًا عن الرزق ، 
ورغم كل المحاولات للوصول إلى حقيقة هذا المجتمع  المليء بالأسرار  التي يدركها أبنائه وحدهم 
، إلا أن أيًا من تلك الصور لا تقترب من حقيقة “الصعايدة” التي تختلف كليًا عما رُسم عنهم دراميا ،
فإن المجتمع الصعيدى مجتمع العادات والتقاليد الراسخه تجعل من الصعايدة متماسكين ومترابطين على مدار العصور القديمه والحديثة وبرغم تجاهل الدوله للصعايدة الا ان الصعيد أكثر وطنية وانتماء وتحمل للمسؤليه ولا نذايد على احد ولكن الصعيد بالنسبة لمصر هرم شامخ وسد منيع لحماية مصر من ألجنوب من أى معتدى 
وإن اهم مشاكل المجتمع الصعيدى هى مشكلة الثار فهى أهم وأصعب المشكلات المتوارثة بصعيد مصر والتقصير فيها ليس من الدولة فحسب .
فإن مشكلة الثأر تتضاعف وتذداد  عندما تقتصر معالجتها  الظاهرة على الجانب الأمني فقط ، أو الجانب الوعظي الأخلاقي فحسب ...
فإن الثأر بمنطلقه  وبمنتهاه يعبر عن خلل بنيوي ، على الصعيدين الفردي والجمعي، ومعالجته لا بد أن تكون من هذا المنطلق .
وقد كان انتشار الأسلحة والمخدرات بكافة انواعها  بالصعيد وخاصه بعد ثورة يناير عاملا على انتشار الجرائم بشكل عام وخاصة جريمة الثأر الذى يترتب عليها مقتل العديد من الشباب بشكل كبير جدا وهدم القيم والاعراف وقد يكون بشكل عشوائي فالقاتل يسجن ويؤخذ الثأر من أخيه أو أبناء عمومته  ولذلك فإن ضعف الواذع الدينى والتقصير الأمنى ف بعض المناطق وعدم تطبيق القانون بالسرعه المناسبه يؤدى ا انتشاره.. 
ولذلك فإن تفعيل القوانين ومعاقبة الجناة والاهتمام بسرعة إنشاء المصانع والشركات لتشجع الشباب ع العمل والإنتاج لدمج الشباب فى المجتمع العملى يحد بشكل كبير جدا من جريمة الثأر أو أى جرائم أخرى فإن العمل يحث على الانضباط والانخراط فى المجتمع العملى المنتج ومنافسة الشباب على العمل يذيد من الإنتاج والخير للوطن خير من المنافسه على القتل والحرق والدمار ...
ويقينى أن دور الإعلام فاعل وهام جدا فى المرحلة المقبله برغم أنه لم يتطرق إلى مشاكل الصعيد ومعالجتها بشكل قوى 
بالاضافة إلى الدور الاعلامي والتنويرى ودور وزارة الشباب والرياضة بالتوسع فى مراكز الشباب ودعمها بشكل قوى وخلق مساحات خضراء من الملاعب تستوعب الشباب فى هذا الإقليم المحروم فى منتهى الأهمية ويحاصر الظاهرة التى تقطع صلة الارحام ويقضى عليها للأبد 
ولعل مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى "حياة كريمة" بمثابة طاقة الأمل لوضع الصعيد على خارطة التطوير بعد إهمال وتناسى لسنوات عديده  السنوات المقبله وخاصة بعد سنوات الحرمان والإهمال والتهميش للصعيد على مدار سنوات عديدة ،
ناهيك عن المشروعات القوميه التى تستوعب أكبر عدد من الشباب الذين يسافرون مئات الكيلو مترات  للحصول على فرصة عمل فإذا وجد هؤلاء الشباب فرص عمل داخل محافظات الصعيد فهذا سيوفر عليهم الجهد الذى يبذلونه 
ولا نغفل أيضا الدور المهم والغائب الآن لمؤسسة الأزهر والكنيسة والجامعات ووزارة التربية والتعليم وهو دور توعوى لابد ان تضطلع به هذه المؤسسات عن طريق نشر قوافل توعويه تجوب المدن والقرى لتوعية الشباب بمخاطر الثأر وتداعياته.. وللحديث بقية..