الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القراءة حياة

تستضيف مكتبة الاسكندرية معرض الكتاب والذي ياتي ضمن عدة معارض للكتاب ورغم الاقبال الكبير من جميع الاعمار خاصة الشباب علي ارتياد تلك المعارض  والتي تاتي لتبرهن علي  زخم المشهد الثقافي االذي لابد ان يكون مردوده وعي  وثقافة مجتمعية لكن مانراه هو ابعد مايكون في مجتمع يعاني امية ثقافية  وبنظرة سريعة علي صفحات التواصل الاجتماعي  نري حجم الاخطاء الاملائية والكوراث المعرفية من شباب انهي دراسته الجامعية .
لا يستطيع أحد أن ينكر وجود أزمة قراءة في الوطن العربي فالشعوب العربية أقل شعوب العالم  كتابة وقراءة معا فما ينتجه العرب من كتب حتى الآن على اختلافها وتنوعها لا يزال ضئيلاً جداً بالقياس إلى ما تنتجه الدول المتقدمة فدورالنشر في الوطن العربي لاتطبع اصداراتها باعدادا كبيرة نظرا لضعف الحركة الشرائية عكس الحال في الدول الاروبية والولايات المتحدة رغم أن هذه الدول بدأت تتحول رقميا لكنها مازالت تبيع الكتاب الورقي بأرقام  فلكية مقارنة بالمشهد العربي.
فالعالم يتسابق في كافة مجالات العالم والمعرفة ونحن مشغولون بالقشور التي لا تؤسس لتقدم حقيقي ولا تشكل وعيا أصيلا  بعد ما اصبحنا في غيبة علمية ومعرفية الا من رحم ربي فالمواطن العربي  لم تعد القراءة  في قائمة اولوياته على الرغم من وجود كم من الكتب بين يديه ورغم  تزايد عدد المؤسسات والفعاليات التي تحتفي بالكتاب والتي تهتم بتهيئة المناح المشجع علي نشر ثقافة  القراءة ادراكا منهم بقيمة العلم والثقافة باعتبارهما الحصن الحصين لأي مجتمع.
و رغم التدفق المعرفي والتكنولوجي الذي يعيشه عصرنا الرقمي الذي جاء ليصب وييسر الحالة القرائية لكن تاثيرها اتي بشكل عكسي فاصبح اهتمامنا الموجه لتنمية الوعي والتزود بالمعارف اصبح مصبا علي وسائل التواصل الاجتماعي مهدرا الكثير من الوقت والقيم الاجتماعية وتحول إلى تواصل رقمي له مشاكله رغم مزاياه التي ضللنا الطريق اليها.
ورغم المواسم الثقافية والاقبال النوعي الا أن الوعي الاجتماعي ما زال منخفضا حول أهمية القراءة ولو وجدت فان نوعية الكتب التي يقرأها القارئ العربي ليست منتجة  للمعرفة بل من نوعية الكتب التي تدغدغ عواطفه فالقارئ العربي  عندما يتجه للقراءة  يبحث عن نوعية كتب  تتباين وفقا للميول ومستوي التعليم والتخصص فلا يوجد لدينا قارئ من النوعية الموسوعية الذي يقرا في جميع المجالات والتخصصات وتلك اشكالية اخري.  
وتاتي التنشئة الاجتماعية في محيط الاسرة والمدرسة لتضيف عامل اخربحيث اصبحت  لا تهيئ بيئة مناسبة للقراءة  ففي ترتيب الاولويات داخل الاسرة تاتي الدروس الخصوصية للأولاد والطعام والشراب والدواء والكساء كمطلب اساسي و لا ينظر للقراءة باعتبارها ضرورة بل تعتبرنوعا من الكماليات وياتي اسلوب التعليم داخل المدرسة  الذي يعتمِـد على الحـفظ والتلقين لأداء الامتـحانات باعلي الدرجات بغض النظر عن مستوى الاستيعاب  ليساهم في تراجع قيمة الاطلاع لدي الشباب والصغار. 
نحن في حاجة إلى أن ننقل الكتاب من خانة التباهي اوالواجب  الي خانة الجمال والمتعة فالقراءة تخلق افاق بلا حدود  وحتي نصل إلى هذا المستوى من الارتباط بالكتاب نحتاج إلى تغيير  في ثقافتنا التربوية وممارساتنا اليومية بحيث تجعل الكتاب صديقا لا يغيب ويجد مساحة في وقتنا الذي نمنحه لوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
الكتاب هو احد اهم معايير التطور بل هو مقياس الإنسانية ولا يجب ان يكون الاهتمام بالقراءة آنيا لحظيا في مواسم بعينها ثم يخفت الحماس ويتلاشى الاهتمام وسط ضوضاء الحياة ومتطلباتها الكثيرة  فالقراءة أساس الحياة والحضارة ومن دونهما يظل كل شيء في مهب الريح يا امة اقرأ.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط