غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني الأحد بلاده مع دخول طالبان كابول، وقال في تدوينة له على فيس بوك إنه اتخذ هذه الخطوة «لتفادي إراقة الدماء»، معترفا بـ« انتصار» الحركة الإسلامية المتشددة، وكانت مصادر متطابقة بينها رئيس مجلس المصالحة الوطنيةعبد الله عبد الله أعلنت في وقت سابق أن غني غادر البلاد.
فيما قالت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها إنهاأمرت مقاتليها بالدخول إلى العاصمة «لمنع عمليات النهب» بعد مغادرة الشرطة المحلية مواقعها قبل أن تدخل القصر الرئاسي وتحتفل «بالنصر» فيه.
وفي السطور التالية يبرز لكم موقع «صدى البلد» بعض المعلومات عن الرئيس الأفغاني أشرف غني:
نشأة وحياة وتعليم الرئيس الأفغاني أشرف غني
ولد محمد أشرف غني أحمد زي في عام 1949 في ولاية لوغر في أفغانستان، وهو من قبيلة البشتون ذات التأثير الكبير في أفغانستان، وأكمل التعليم الابتدائي والثانوي في مدرسة ثانوية في كابول، ثم سافر إلى لبنان والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس في عام 1973.
وهناك التقى بزوجته رولا سعادة ثم عاد إلى أفغانستان في عام 1977 لتعليم الدراسات الأفغانية وعلم الإنسان في جامعة كابول قبل أن يحصل على منحة الحكومة في عام 1977 للدراسة والحصول على درجة الماجستير في علم الإنسان في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.
اهتمام أشرف غني ببناء الدولة والتحول الاجتماعي
عندما جاء الحزب الشيوعي إلى السلطة في عام 1978 وسجن معظم الذكور من عائلته والذين تقطعت بهم السبل فقد كان أشرف عبد الغني في الولايات المتحدة، مكث في جامعة كولومبيا وحصل على درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الثقافية، ثم دعي للتدريس في جامعة كاليفورنيا بيركلي في عام 1983، ثم في جامعة جونز هوبكنز 1983-1991، وخلال هذه الفترة أصبح معلق على خدمات بي بي سي الفارسية والباشتو التي تبث في أفغانستان.
إنضم إلى هيئة التدريس في جامعة كابول ( 1973-1977 ) ، جامعة آرهوس في الدنمارك (1977 ) ، جامعة كاليفورنيا، بيركلي (1983 ) ، وجامعة جونز هوبكنز ( 1983-1991 ) .
وكانت أبحاثه الأكاديمية تتمحور «حول بناء الدولة والتحول الاجتماعي»، وفي عام 1985 أكمل سنة من العمل الميداني والبحث في المدارس الدينية الباكستانية كما درس أيضا مقارنة الأديان.
مناصب أشرف غني
كان يعمل في البنك الدولي على المساعدة الإنمائية الدولية وعمل كذلك كوزير المالية لأفغانستان بين يوليو 2002 وديسمبر عام 2004، قاد محاولة الانتعاش الاقتصادي في أفغانستان بعد انهيار حكومة طالبان.
ضمن 100 مفكر عالمي
وكان عضو في لجنة التمكين القانوني للفقراء، وهي مبادرة مستقلة استضافها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2010 وضعته مجلة السياسة الخارجية في قائمتها السنوية لأفضل 100 مفكر عالمي.
الانتخابات الرئاسية وفوز أشرف غني
في 7 مايو 2009 سجل أشرف غني كمرشح في الانتخابات الرئاسية الأفغانية لعام 2009، ولكنه حل رابعا من بين 38 مرشح بعد أن حاز على نحو 3% فقط من أصوات الناخبين.
وفي انتخابات عام 2014 كان واحد من 11 مرشحاً للرئاسة ونائبه هو عبد الرشيد دوستم، وينافس بقوة كل من عبد الله عبد الله وزلماي رسولحل ثانيًا بعد حصوله على 31.5% من أصوات الناخبين خلفًا لمنافسه عبد الله عبد الله الذي حصل على 44.9% من الأصوات بحسب النتائج الأولية.
ونظرًا لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، خاضا جولة ثانية من الانتخابات في 14 يونيو، وأعلنت النتائج الأولية لهذه الجولة في 7 يوليو وأظهرت تقدم أشرف غني على منافسه بعد حصوله على 56.44% من الأصوات، إلا أن عبد الله عبد الله رفض الاعتراف بالنتائج لما وصفه بحدوث عمليات تزوير مكثفة.
وبعد أشهر من الأزمة وتدخل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتفق المرشحان على اتفاق اقتسام السلطة بينهما وبموجبه يعلن فوز غني بمنصب الرئاسة ويسند لمنافسه عبد الله منصب "رئيس تنفيذي" الذي أنيطت به صلاحيات واسعة وفقا لبنود الاتفاق، وبعد ساعات من توقيع الاتفاق أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية فوز أشرف غني بمنصب رئيس البلاد بدون تحديد هامش الفوز أو نسبة المشاركة في الانتخابات أو عدد الأصوات المزورة التي تم إلغاؤها في عملية التدقيق المكثفة لكل الأصوات التي جرت بإشراف الأمم المتحدة، وأدى أشرف غني اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد في 29 سبتمبر 2014.
وفي اليوم الثاني من رئاسته أعلن مكتب الرئاسة في 30 سبتمبر 2014 التوقيع على الاتفاقية الأمنية التي رفض سلفه حامد كرزاي التوقع عليها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الاتفاقية التي تسمح للولايات المتحدة بإبقاء مجموعة من قواتها في البلاد بعد نهاية العام الجاري، وتنص الاتفاقية على خفض تعداد القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان من 30 ألفا إلى نحو 9800 جندي.