طبيعة الحياة و حرارة الشمس القاسية التى تشهدها منطقة جنوب الصعيد ومن ضمنها محافظة قنا ، جعلت من استخراج ضربات الشمس ، حرفة ومهارة ضرورية فى المناطق الحارة لتخفيف آلام وأوجاع من تصيبهم الشمس بضربات فى الجسم خلال فصل الصيف، و كان "عبدالنور" أشهر من تخصص فى هذه الحرفة بمركز نجع حمادى.
استخراج ضربات الشمس و اتقانها لم يكن فى مدرسة أو مؤسسة علمية، لكنها مدرسة الحياة التى تعلم الكثيرين مهارات وخبرات ما كان لهم أن يتعلموها فى المدارس أو الجامعات، كما أن ضربات الشمس التى أصابت " عبدالنور" مرات عديدة خلال عمله فى الشمس ، هى التى مكنته من احتراف و اتقان استخراج ضربات الشمس من المصابين باحترافية و خلال وقت قياسى لا يتجاوز 10 دقائق فى الحالات البسيطة ونصف ساعة لأصعب الحالات.
أبرز أعراض الإصابة بضربات الشمس
خطوط حمراء عريضة على الجبهة مع احمرار فى العين أو احساس بارتجاج فى الرأس، أبرز أعراض الإصابة بضربات الشمس التى عالجها " عبدالنور" خلال رحلته مع علاج ضربات الشمس، التى وهب نفسه و وقته لأجلها، ابتغاء مرضاة الله عز وجل ، ودون أن يتقاضى أى مقابل مادى من المصابين.
ولى النور محمد محمود، صاحب الـ 53 عاماً ،وشهرته عبدالنور يقيم بمنطقة حاجر جبل هو بنجع حمادى، بدأ حياته فى العمل سمكرى بابور جاز، ليوفر من خلالها ما يعينه على مواجهة أعباء المعيشة، لكنه وجد نفسه ينجذب إلى مساعدة الآخرين فى أى مكان، و كان استخراج ضربات الشمس من أبرز طرق المساعدة التى يقدمها للآخرين.
قال عبدالنور، بدأت العمل فى استخراج ضربات الشمس منذ 35 عاماً بعدما تعلمتها من شخص كنت أذهب إليه بشكل دائم لاستخراج ضربات الشمس التى كانت تصيبنى بشكل متكرر لعملى المستمر تحت أشعة الشمس الحارقة، ومن وقتها و أنا لا أتأخر عن استقبال أى شخص مصاب بضربة شمس أو الذهاب لمن يحتاج إلى مساعدتى، طمعاً فى وجه الله الكريم ودون أى مقابل عن هذه المهمة الإنسانية.
و تابع عبدالنور ، طبيعة الصعيد التى تشتهر بارتفاع درجات الحرارة تتسبب فى إصابة الكثير من المواطنين بضربات شمس ، خاصة من يضطرون للعمل فى الشمس لفترات طويلة، و سكنى فى منطقة جبلية بصحراء نجع حمادى يجعلنى مقصداً للكثير ممن يصابون بضربات شمس للعلاج منها واستخراجها دون تكاليف الذهاب للمستشفى أو الطبيب، خاصة و أن أعراضها أصبحت معروفة لدى الكثير من الناس.
و أضاف عبدالنور، أعراض ضربة الشمس تظهر على الجبهة مثل خطوط حمراء طولية، كما تظهر فى احمرار العين، والبعض يشعر بارتجاج فى المخ أو الرأس عندما يحركها للأعلى أو الأسفل، و بالنسبة لى أعرفها بمجرد رؤية الشخص المصاب أمامى، و أقوم باستخراجها من خلال الضغط على الرأس و الشعر والأذن وطقطقتها بشكل احترافي حتى لا أتسبب فى أى أذى للشخص المصاب، وهو ما يجب أن يراهيه أى شخص يحاول استخراج الشمس من المصاب.
استخراج ضربة الشمس فى الحالات الصعبة
و أشار عبدالنور، إلى أن استخراج ضربة الشمس يستغرق حوالى 10 دقائق فى الحالات العادية، وقد يصل إلى نصف ساعة فى الحالات الصعبة التى تتمكن منها الشمس، ومن يستخرجها بهذه الطريقة يتعود على ذلك مع كل إصابة تحدث له، و هناك أشخاص يتركونها تخرج من أجسادهم دون تدخل من أحد لكنها تستغرق بعض الأيام.
و أوضح عبدالنور، بأن عملية استخراج ضربات الشمس تشبه تدليك الجسم لأنها تبدأ من كل المناطق التى يشعر فيها الشخص المصاب بالألم و يتم تجميعها إلى الأعلى لاستخراجها من الرأس أو الأذن، وبعد استخراجها يشعر المصاب بسخونة شديدة فى الرأس و بجوار العين، نتيجة خروج الشمس من هذه المنطقة، فأعطى للمريض كوب شاى و قرص ريفو ، ليشعر الشخص بعدها براحة شديدة خلال فترة لا تتجاوز ساعة بعد استخراج الشمس.