قادة طالبان يسيطرون على قصر الرئاسة الأفغاني.. وغني يفر إلى طاجيكستان
الحركة تعلن أفغانستان "إمارة إسلامية" وكرزاى يشكل مجلس تنسيق لمنع الفوضى
فرنسا: سنرسل تعزيزات عسكرية إلى الإمارات لتسهيل إجلاء رعايانا من أفغانستان
شهدت أفغانستان اليوم الأحد تحولاً لافتًا للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا وبعد انسحاب القوات الأمريكية منها، حيث تمكنت حركة طالبان من السيطرة على كابول العاصمة.
وصباح اليوم، استقيظ العالم على دخول عناصر من حركة طالبان للعاصمة الأفغانية كابول، في الوقت الذي لم تشهد فيه المدينة إلا مقاومة طفيفة من جانب قوات الأمن، وهو ما أوقع بحسب تقارير محلية أكثر من 40 جريحًا.
ونقلت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية عن مصادر قولها إن الرئيس أشرف غنى فر من البلاد متوجها عبر طائرة إلى طاجيكستان مشيرةً إلى أن حركة طالبان أمرت مسلحيها بدخول مناطق العاصمة، التى انسحبت منها القوات الحكومية بدعوى حماية ممتلكات المواطنين من أعمال شغب وسلب ونهب.
وأعلن الرئيس الأفغانى السابق حامد كرزاى، تشكيل مجلس تنسيق لمنع الفوضى فى البلاد بمشاركة وزير خارجية أفغانستان الأسبق عبدالله عبدالله، وقلب الدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي الأفغانى، وستكون مهمته أيضاً تقليل معاناة المواطنين الأفغان وضمان نقل السلطة سلميا.
وطالب حامد كرزاى حركة طالبان بتوفير الحماية للشعب الأفغانى، كما طالب السلطات الحكومية وطالبان لحماية الشعب وطلب من المواطنين البقاء فى منازلهم والتحلى بالهدوء.
ونقلت "رويترز" عن مصادر اختيار على أحمد جلالى الأكاديمى المقيم فى أمريكا ووزير الداخلية السابق لرئاسة حكومة مؤقتة فى أفغانستان.
وتعهد وزير الداخلية الأفغانى بـ"انتقال سلمى للسلطة إلى حكومة انتقالية"، وأضاف: "الانتقال سيحدث سلميًا وقوات الأمن ستضمن أمن كابول، وسيكون هناك اتفاق سياسى وسلمى بشأن العاصمة"، وأعلنت مصادر دبلوماسية اختيار على أحمد جلالى الأكاديمى المقيم فى الولايات المتحدة، وزير الداخلية السابق، لرئاسة حكومة مؤقتة فى أفغانستان.
غني يقر بالهزيمة
وفي أول تصريح له بعد فراره، قال الرئيس الأفغاني إن فر من البلاد، تجنبا لإراقة الدماء، مع دخول قوات حركة طالبان للعاصمة كابول، مضيفًا في بيان نشره عبر حسابه في فيسبوك، أنه غادر لتجنب حدوث اشتباكات مع حركة طالبان كانت ستؤدي إلى مقتل "الكثير من أبناء الوطن، وتدمير مدينة كابول".
وتابع الرئيس الأفغاني أن النتيجة ستكون كارثة بشرية كبيرة في هذه المدينة"، واتهم حركة طالبان بأنهم "كانوا مستعدون لمهاجمة كابول بأكملها وشعب كابول.. قررت الخروج لتفادي فيضان إراقة الدماء".
واستطرد بالقول: "طالبان كسبت حكم السيف والبنادق، والآن هم مسؤولون عن حماية شرف أبناء الوطن وثرواتهم وعزة النفس".
ردود فعل دولية
وفي أول رد فعل دولي على سقوط كابول في أيدي طالبان قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأحد، إنه لا ينبغي لأحد الاعتراف المتبادل بحكومة في أفغانستان من صنع طالبان، مضيفا أن "من الواضح أنه ستكون هناك إدارة جديدة في البلاد قريبا جدا".
وأضاف في مقابلة: "لا نريد أن يعترف أي أحد على الصعيد الثنائي بطالبان، ونريد موقفا موحدا بين الجميع بقدر المستطاع".
كما قرر مجلس الأمن الدولي، عقد اجتماع عاجل له صباح الاثنين لبحث الوضع في أفغانستان.
كما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده ستواصل جهودها لتحقيق المصالحة بين الأطراف الأفغانية، مرحبًا بإعلان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي تشكيل مجلس لضمان نقل السلطة سلميًا، حيث قال: "يمكن لمبادرة الإخوة في مجلس التنسيق والقادة الأفغان الآخرين، أن تمهد الطريق للحوار، والانتقال السلمي إلى سلام دائم".
وقال وزير الداخلية الباكستانى الشيخ راشد أحمد، إن بلاده أغلقت معبر طورخام مع أفغانستان المجاورة حيث يخضع الجانب الأفغانى من الحدود لسيطرة طالبان.
سباق دولي مع الزمن
وأعلنت الخارجية الفرنسية الأحد أنها أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الإمارات العربية المتحدة لتسهيل إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان بعدما نقلت سفارتها إلى مطار كابول في ظل هجوم طالبان.
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بدء إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين والأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون على حياتهم.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني في تغريدة على تويتر أن برلين نقلت الأحد موظفيها الدبلوماسيين في أفغانستان إلى مطار كابول قبل إجلائهم المقرر الإثنين، حسب مصدر في وزارة الدفاع الألمانية.
أما السويد فستجلي موظفي سفارتها قريبا "بما يشمل الموظفين الأفغان المحليين" حسب ما أوضحت وزيرة الخارجية آن لينده.
في المقابل أكدت روسيا الأحد أنها لا تعتزم إخلاء سفارتها، مشيرة أيضا إلى أنها تعمل من أجل عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول أفغانستان.
كما قالت وزارة الخارجية الإماراتية، مساء اليوم الأحد، إنها تعمل على تسهيل إجلاء عدة بعثات دبلوماسية من أفغانستان عبر مطارات الإمارات.