حذر علماء من ظهور سلالة جديدة لـ فيروس كورونا أشد فتكا وتقاوم عمل اللقاحات الحالية، مما قد يعيد المعركة ضد فيروس كورونا للوراء أكثر من عام.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، يأتي ذلك وسط تفشي متحور دلتا من الفيروس التاجي السائد حاليا في كثير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة التي سجلت معدلات مرتفعة لدخول المستشفى للأشخاص في الثلاثينات من العمر.
وقالت المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ، وهي هيئة استشارية حكومة في المملكة المتحدة، إن ظهور متحور جديد يقاوم اللقاحات هو احتمال واقعي.
ومع ظهور متحور جديد يُنظر إليه على أنه أحد المخاطر الرئيسية التي يمكن أن تزيد من حدة الأزمة مرة أخرى، شددت شخصيات علمية بارزة على هذه المخاطر.
يقول عضو المجموعة الاستشارية العملية للطوارئ، البروفيسور جراهام ميدلي، إنه "من الواضح أنه شيء يجب على المخططين والعلماء أخذه على محمل الجد لأنه سيعيدنا للوراء".
وأضاف: "أي نوع جديد قادر على التغلب على المناعة المكتسبة سيكون بمثابة فيروس جديد"، مشيرا إلى قدرة العلماء على الوصول للقاحات جديدة خلال وقت سريع، لكن ذلك سعيد الوضع الوبائي لأكثر من عام.
وتابع: "نأمل أن يكون التطور الفيروسي بطيئا، بحيث تظهر متحورات جديدة تكون مراوغة بشكل هامشي فقط ولا تحقق قفزة كبيرة، للهروب من الاجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الحالية".
بدوره، قال الدكتور مارك باجولين، من فريق الاستجابة لـ فيروس كورونا في إمبريال كوليدج، إن منع وصول المتحورات المثيرة للقلق والتي تملك خاصية الهروب المناعي سيكون أمرا بالغ الأهمية، حيث يؤدي ذلك إلى موجات مستقبلية بحجم أكبر من الموجات التي حدثت حتى الآن".
وأضاف أنه "من غير المرجح أن يتفادى مثل هذا الفيروس الجديد تماما كل المناعة من العدوى أو اللقاحات السابقة، ولكن يجب أن تبقى بعض المناعة على الأقل بالنسبة لأشد النتائج خطورة مثل الوفاة أو العلاج في المستشفى".
وأكد إمكانية تحديث اللقاحات الحالية لتشمل السلالة الناشئة، لكن الأمر يستغرق شهورا وهذا يعني أننا قد نحتاج إلى إعادة فرض القيود إذا كان هناك خطر كبير على الصحة العامة.
متحور دلتا القاتل
وبالتزامن مع التحذيرات التي أطلقها العلماء في المملكة المتحدة ضد تفشي سلالات جديدة من الفيروس، أظهرت بيانات حكومية في الولايات المتحدة الأميركية أن دخول مرضى كوفيد-19 للمستشفيات في الثلاثينات من العمر حقق رقما قياسيا.
وتشير هذه البيانات إلى أن متحور دلتا السائد في الولايات المتحدة منذ يوليو الماضي أدى لزيادة حالات الإصابة الشديدة بالمرض لأولئك الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح كاملا.
في بداية الوباء، تجنب كثير من الأشخاص المصابين بـ فيروس كورونا ولم يتجاوزا التاسعة والثلاثين عاما دخول المستشفيات، لكن الأرقام الحالية تشير لوجود وفيات بين هذه الفئة، ما يلقي بالمسؤولية على متحور دلتا.
واكتشف متحور دلتا وهي سلالة أكثر قابلية للعدوى وأكثر فتكا، للمرة الأولى في الهند قبل التفشي الهائل الذي شهدته البلاد في أبريل الماضي، ثم انتشرت هذه السلالة في مختلف أرجاء العالم.
وتساهم اللقاحات في الحماية من المرض الشديد والوفاة، لكن فعاليتها ضد الإصابة متحور دلتا تقل نسبيا عن الفعالية التي سجلتها تلك اللقاحات مع السلالة الأولى للفيروس.